Powered By Blogger

السبت، يناير 07، 2012

عن الشعر و ... الحبيبة !

يوما ما قال لي أحد الأصدقاء : أنك تكتب شعرا جميلا ! لسذاجتي ، صدقته ، وعشت زمانا توهمت فيه أنني فعلا شاعر ... ثم بدأت صداقتي لهذا الكائن السماوي الأليف ، وأزددت له إخلاصا وحبا ، هذا الصديق الجميل المريب ، بدأت أحسه قريبا مني ، ويبادلني كل أطواري ، بوداد حميم ورفقة عزيزة ، يسألني وأسأله ، يؤانسني وأؤانسه ، يسامرني وينادمني ، فأبادله السمر وأنادمه ، ما غاب عني يوما ولا خانني أو فارقني في رؤاي ، وكان حليما جدا حين ناصرني في رحلة البحث عني ، وعن الحبيبة ، التي أردتها أن تكون لي كما الأم الحنون التي أحتاجها لتربية قلبي الجامح الحرون ، كان ودودا وحكيما وهو يناصرني بصفاء الغمام ورقته ! هو - وحده - من هداني إليها ، وهي ، هناك في أقاصي البعيد ، فجعلها - بقدرته الفذة - كائنة بقلبي ومخيلتي - دفقة حب وحنان وباقة من العواطف والشجن ، فصرنا نمضي معا ؛ علي الطريق السكري ، طريق العنب ... سرنا نحن الثلاثة ؛السوسنةوالشعر وأنا ! وفي ليالي الأرق الطويلة ، حين تبدوا السماء أحيانا بلا نجوم ولا ذكريات أحدق في بحيرة الأحلام لأري تقافز الأسماك الصغيرة الملونة ، تتقافز أمامي الدقائق والمدن والنساء والأصدقاء والقصائد والأشجار والطرقات ... لكني لا أري شيئا من ذلك كله  ، لا البحر يبالي ولا الشباك ترحم جوعي ... ولا الليل ، ولا القهوة ، ولا الشجار ، ولا المقهي الذي أعتدناه ، ولا الجبال الصديقات ، ولا المواويل والأغاني والأناشيد السماويات للثورة القادمة ، ولا نوبات الحراسة وعساكر القمع ، ولا الطهي ، ولا عصير العنب ، ولا ترقب أيام الأجازات ، ولا قصائد لوركا وايلوار ، ولا حكمة كونديرا ، ولا المذياع ، ولا كتابة الرسائل والمذكرات ، ولا رباعيات الخيام وأشعار كجراي ، ولا العناب الذي في حدقات البنات، ولا كأس الخمر الرحيمة ، ولا التدخين ، ولا مناقشات البنيوية واللسانيات وزعم موت الأيدلوجيا ، ولا المجلات القديمة التي بشرت بالرؤية الجديدة ، ولا ساحة التظاهرات ، ولا محجوب شريف ، ولا حميد ، ولا وردي وعقد الجلاد ، ولا ... و لا ... ، ما الذي تفعله إذن كي تنام ؟جاءني - كإشعاع برق خاطف - الصديق الوفي الجميل أخذني برفق حنون للمرفأ ، ممسكا بمركب روحي الهائمة ، أخذني من عري البحر لليابسة ، منحني زرقة الأمواج وسحبني للسواحل الفسيحات ، آآه ، ياصديق روحي الأليف الجميل ، ما أجمل السواحل ! فأين الحبيبة ...أين السوسنة ؟ أشار إلي الشجرالأخضر اليانع ، فرأيت شعرها الطويل ، أ شار إلي قلبي ، فرأيت وجهها القمرييضئ العالم من حولي ، أشار إلي واجهة الموج  ، آآه ياقلبي ... ما أجمل وجه حبيبتي ، ما أجملها " السوسنة " !

ليست هناك تعليقات: