Powered By Blogger

الثلاثاء، أغسطس 28، 2012

كسلا ، مدينتي التي باتت في الشتات !

                                                                       * كسلا *

الأنقاذ ، أيضا ، قد شوهت المدن !
---------------------------------
* إلي : إيمان صالح ، وقد سألتني : " كيف تري كسلا ؟ " .

 

... كسلا

، شوارع تؤدي إلي الجبل

... وأخري إلي غرب القاش

 ومبان تتفرع - كعنقود مدهش - إلي شوارع ، وظلال بيوت ، ونساء ، ومآذن تكاد تلامس السماء ، وشمس وحب ، ومجندون صغار يهرولون في الشوارع الرئيسة ، ومقاه يعلوها الغبار مكتظة بالعاطلين عن العمل ، فنادق باردة خالية ، وغمام هزيل ...

، أعود إلي كسلا بعد أعوام كثيرة

... يااااااه ، كم تتغير المدن

 أزقة تتناسل كالقطط

 وآخري تتلاشي كأحلام قديمة

 ومحلات تغير لافتاتها بتغيرات المواسم

، ووجوه تغيب ...

... وأخري تشيخ

، وجوه تحييك فلا تعرفها

... وجوه تحدق فيك ولا تعرفك

، كم هرمت ، إذن ، ولا تدري

 أم أنه قلبك وقد تيبس

 ويبرر إليك النسيان ؟

 أم هي المدينة التي تغيرت ، أم هي الذاكرة ؟

" ، ذهبت أفتش عن مكتبة " كباشي

 التي تعودت أن أتزود منها بالكتب والمجلات

... والصحف والأحاديث الشوارد

 عندما وصلتها ،

، لم أجدها

! وجدت مكانها مطعما بلديا

... تحسرت من كل قلبي

 قلت : لأدخل أيضا

... أتغدي ... أكراما لذكرياتي

 تأملت الحيطان المزينة بالصور ،

 والمرايا التي تعكس الأفواه الماضغة

، تذكرت

، الجدران التي كانت تنوء برفوف الكتب

، هنا كان طه حسين يحتسي قهوته ويدخن مع المعري

 هنا كانا يجلسان ، درويش وسعدي يوسف

يتداولان حداثة القصيدة ويمتحنان اللغة ،
 علي هذا الرف المائل كان لوركا يصغي بإهتمام وشبق

 لأراجون وهو يقرأ قصائده عن عيون إلزا

 في هذه الزاوية كان ريستوس يغني لنيرودا أناشيد الآلهة

 وفي هذا الركن كان زوربا يرقص

فرحا بالحياة ! ويصدح بالغناء

: غادرت المطعم وأنا أردد

، فئران المطاعم تلتهم المكتبات والمقاهي

 إلي أين أمضي يامسافاتي التي غدت

 قصيرة بحجم أصابعي ؟

، لاعناوين - الآن - تغريني أن أمشي

... سألوذ إذن ،  بالأرصفة التي أنجبتني

. ورحت أجوب الطرقات وحدي

 ساعات وأنا في التجوال ورعشات الأفول

 آآآه ... ما أوحش المدن بلا أصدقاء

، قلت : لأتصل بخليل بامي

. كان مسافرا إلي ما لست أعرف

، قلت : لأتصل بديشاب

. كان مسافرا إلي وادي حلفا

، قلت : لأتصل بكمال عبد الحليم

. كان مسافرا إلي حلفا الجديدة

" ، قلت : لأتصل بأحمد طه "الجنرال

. كان مسافرا إلي الخرطوم
،
قلت : لأذهب وأري حسونة بدوي حجازي

! كان حاضرا في الغياب الكثيف

، قلت : لأبحث ، إذن ، عن أبراهيم نايل

... وجدته وقد خاصم الأحاديث والأصدقاء

، حتي كنديو لم يحتمل صحبتها

! فغادر

 ما هذا ؟

 كأنهم أتفقوا أن يتركوني وحيدا

 مع خطاي الهزيلة

! وذكرياتي الأليمة

... جربت الكتابة

 سرعان ما أصابني الضجر

! وألتمع - كالضوء - في دواخلي حجر

، تركتها

! تركتهما معا ... المدينة والكتابة

، وعدت إلي السودان
!
متلفعا برقا ورياحا وغمام

، قلت : لأثرثر ...

 مثلما يفعل رهطي

، في مناخات الكآبة

، آهات ... وآهات

ولي ، تؤلم القلب لزمان الصحب

... وأنخاب الصبابة

، آخر الآهات

! آآآآه من طول المسافة

الأحد، أغسطس 26، 2012

لوتريامون الغامض : أول من كتب قصيدة النثر !

                                                                * لوتريامون *

مجتزأ من أناشيد مالدورو
...*
لوتريامون .
-----------

" أتمنى من الرب أن يحول القارئ إلى وحش أثناء قراءة هذا الكتاب، وأن يهتدي إلى طريقه وسط المستنقعات والسبل الموحشة دون أن يضل سبيله.

لأنه إذا لم يبادر إلى القراءة بتوتر روحي فالروائح التي تفوح من هذا الكتاب سوف تمتص روحه كما يمتص السكر الماء.أن قراءة كل من هب ودب لهذه الصفحات، سوف لن تكون فاتحة خير.القليل سوف يكون بإمكانهم تذوق هذه الثمرة المرة دون أن يتعرضوا للأذى.."

" عندما كنت أنتظر في فراشي الرجل بحرائقه، أشترط شرطاً لحسن ضيافتي:يجب أن لا يكون أكبر من الخامسة عشرة.ويجب أن لا يتصور انه في الثلاثين، ما الذي يحصل لو تصور ذلك ؟ العمر لا يقلل من عمق المشاعر ودفئها ، فبياض الشعر لا يعني السبب الذي تتصورونه .أنا لا أحب النساء ! ولا الرجال ! احتاج إلى كائنات تشبهني ، أولئك الذين يحملون على جباههم بحروف غليظة لا تمحى اصالتهم ! هل أنت واثق أن النساء الطويلات الشعر من نفس طينتي ؟ لا أعتقد ولن أغير قناعتي هذه . لا أعرف لماذا ينحدر لعاب من فمي بطعم ماء البحر.من يمتصه كي أتخلص منه ؟ يرتفع ..دائما يرتفع ! لا أعرف ما هو . في اليوم التالي لامتصاصي بنهم دماء الرجال الراقدين قربي ( يعتقد بدون وجه حق بأنني مصاص للدماء ، لأنه يطلق هذا الاسم على الموتى الذين يخرجون من قبورهم ، في حين إنني لا أزال حيا ) وهكذا يتوضح جزء من أسباب اللعاب المقزز من فمي . ما ذنبي إذا كانت بعض الأعضاء الضعيفة ترفض تغذية الأعضاء بسبب الشر ، ماذا بوسعي أن افعل ؟ "

" ما أروعه من شرف للإنسان ،أن يرى الرب البشر قادرين على تحمل هزائم لا تطاق"

" البعض يكتب مستغلا مخيلته الشعرية للحصول على الثناء والتقريض،أما أنا ،فأنا فاستغل عبقريتي من اجل التلذذ بتصوير لذة سفك الدماء !"

" لو لم نكن بشرا لكنّا الحقيقة ذاتها ."

" أملأ فراغ القلق بالشجاعة، والشك بالإيمان، والخيبة بالأمل، والتذمر بروح المسؤولية، والسفسطة بهدوء اللامبالاة ،والغرور بالتواضع "

" … الشعر لم يتقدم مليمتراً واحداً منذ عهد راسين بل تخلف. تخلف بفضل من ؟ بفضل زمرة من الأدعياء من أصحاب العقول المتخدرة: الاشتراكي المتصلب جان جاك روسو، والخنثى المختونة جورج صاند، ومملوك الأحلام السكرى ادغار الن بو، وتاجر البهارات الذي لا ينافس توفيل غوتيه، والمنتحر الباكي غوته ، والمنتحر المبتسم سانت بوف، واللقلق المتباكي لامارتين،والنمر الذي لم يثب ليرمنتوف ، والعصا الخضراء القبيحة فيكتور هيغو ،ومفتون العاهرات موسيه،وفرس بحر الجحيم والغابات اللورد بايرون " !

----------------------------------------------------------


* لوتريامون ( ايزيدور دوكاس) : الكونت دي لوتريامون وهو اللقب الذي كتب تحت اسمه والذي استوحاه مع بعض التحريف من راوية تاريخية لاوجين سو، أبصر النور العام 1846م في مونتفيديو عاصمة الأورغواي، حبث كانا والداه الفرنسيان قد هاجرا العام 1840 م ، والتحق والده لاحقا بالقنصلية الفرنسيه بالاورغواي كموظف في بادئ الأمر ومن ثم تتدرج حتى اصبح مستشارا من الدرجة الأولى. تيتّم لوتريامون بعد عشرين شهراً من ولادته وواكب في طفولته الكوارث بدءاً من الطاعون الذي تفشى في امريكا الجتوبية العام 1856 وانتهاءً بالحروب والثورات تلك الحقبة بين الأرجنين والأورغواي مما جعله يعود الى موطنه الأم فرنسا العام 1859، وكتب حينها ( ان النهاية القرن التاسع عشر ستشاهد شاعرها وقد ولد على الشواطئ الأمريكية ). تم استضافته من قبل أعمامه في (بازيت) فرنسا والتحق بثانوية (طارب)، الى هنا يقف التاريخ عن سرد اي معلومات عن لوتريامون حتى يفشي فقط تاريخ وفاته الغامضه؛ نهار الخميس الرابع والعشرين من تشرين الثاني العام 1870م في الثامنه صباحا وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين ( ماذا كان فعل لوأنه تمكن من العيش مزيدا، لقد أفسد عقلي كثيراً) متنبأ بوفاته كذلك كتب لوتريامون،مات وترك ورائه كتابا طبعه على نفقته الخاصة ولم تقبل به اي دار نشر كما كتب بعض الرسائل، وصلتنا كتابات لوتريامون بعد ذلك بسنين عن طريق صديق مخلص له حافظ عليها في أحد بنوك الودائع في سويسرا، واحتفي بكتابه بعد وفاته بعشرات السنين، يعتبر لوتريامون أول من كتب قصيدة النثر على وجه المطلق

 

في رحيل حلمي سالم ... !


 
وهو يعد شعرا عن مرضه ،

رحل حلمي سالم ... !
-------------------------------
بعد ظهر أمس السبت 28/7/ 2012 رحل عن عالمنا حلمي سالم ، أحد أجمل الشعراء المعاصرين ، بالمستشفي العسكري بالمعادي في القاهرة ، إذ ظل منذ بضعة أشهر يعاني من سرطان الرئة ثم تقفت كليتاه ليرحل عنا وهو يجري الغسيل لهما عن 61 عاما ! في أواخر اكتوبر 2004 كان حلمي قد أصيب بجلطة دماغية شلت جنبه اليمن واعجزته عن النطق ، لكنهبعد علاج مكثفاستعاد عافيته فأصدر يوميات مرضه في ديوانه البديع " مدائح جلطة المخ " :

"
كانت قصبة الساق
طائرة في الفراغ ،
وعضلات الذراع مفكوكة
تتخبط بين الدولاب والحائط ،
لكن جسد سيدة النبع
ظل ملفوفا بملابس الإحرام ،
بينما ظهرها منشور
كجنود المظلات ،
تساءل الفتي :
الكف التي باتت تمسد بجعة ،
كيف ضلت مسارها
إلي النقطة العمياء
بين بصيرتين ؟
والقدم التي دبت طوال عامين
من ميدان الرماية
إلي التجمع الخامس ،
كيف لانت فلا تقوي علي السعي
بين سجادة ومخدة ؟
واللسان الذي قضي الليل كله
يقيس حوض أنثاه
بكمية المسام بين عظمة وعظمة ،
كيف إلتوي
فلا يجيد الفصل بين الكاف والنون ؟
أيها الأخوة :
الريشة استقرت في الفص .
أيها الأخوة :
هذه تطوحات حلاجين .
أيها الأخوة :
مرت سحابة ! " .

حلمي من مواليد قرية الراهبالتي سيدفن بها هذا النهاربمحافظة المنوفية العام 1951 . تخرج في جامعة القاهرة متخصصا في الصحافة والإعلام . وهو اليساري " المعتق " فقد عمل بجريدة " الأهالي " الناطقة بأسم حزب التجمع ، ثم ترأس أيضا تحرير مجلة " أدب ونقد " ، كما ترأس تحرير مجلة " قوس قزح " . يعتبر حلمي أحد اهم الشعراء الفاعلين في جماعة " إضاءة " ، أحد أكبر الجماعات الشعرية في سبعينيات القرن الماضي في مصر . له حوالي 18 عملا شعريا ، منها :
-
حبيبتي مزروعة في دماء الأرض 1974 .
-
سكندريا يكون الألم 1981 .
-
الأبيض المتوسط 1984 .
-
سيرة بيروت 1986 .
-
فقه اللذة 1992 .
-
يوجد هنا عميان 2001 .
-
الغرام المسلح و عيد ميلاد سيدة النبع ، كلاهما العام 2005 .
-
الثناء علي الضعف 2007 .
-
مدائح جلطة المخ 2004
-
البائية والحائي 1988 .
-
دهاليزي والصيف ذو الوطء 1990 .
-
الشغاف والمريمات 1994 .
-
سراب التريكو 1995 .
-
الواحد الواحدة 1997 .
-
تحيات الحجر الكريم 2003 .
وله كتب نقدية عديدة ، منها :
-
الثقافة تحت الحصار / بيروت 1984 .
-
الوتر والعازفون 1990 .
-
هيا إلي الأب 1992 .
-
الحداثة أخت التسامح 2001 .
-
ثقافة كاتم الصوت 2003 .
-
الشعر العربي المعاصر وحقوق الإنسان ....
-
عم صباحا أيها الصقر المجنح : دراسة في شعر أمل دنقل ....
-
التصويب علي الدماغ ....
-
كلمات في الحرية والقمع ....

وكانت أخر كتبه الشعرية " محاكمة شرفة ليلي مراد " ، وقد تضمن قصيدته الشهيرة التي حملت نفس الأسم وأصدرها العام 2007 ، وهي التي شن جراءها التيار المتأسلم والسلفيونهم للأسف العميق حكام مصر الآنحملة شعوا ضد الشاعر وصنفوه مهرطقا قد أساء للذات الإلهية ونجحوا في إجبار هيئة المحكمين لجائزة الأدب لسحب الجائزة عنه كانت قد أعلنت فوزه بها . أما هو ، فقد قال في دفاعه : " ... أنتقدت في القصيدة تواكل المسلمين علي الله وقعودهم خاملين ، وهذا معني ديني ذكر في القرأن الكريم ، حيث قال تعالي : ( أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .) ، والقصيدة قالت هذا المعني بصورة شعرية بسيطة لم يعتد عليها كل الذين يقرؤن الأدب قراءة حرفية ضيقة ! " . لقد أنتصر في معركته مع الظلام ، أوقد شموعه كلها و ... أشهر القصيدة في وجوههم ، فأنتصر !
كنت أقول ، لا سيف يستطيع أن يجرح منه موضعا ، فجسده لم يتبق فيه موضعا لنصل ... وأبدا لم يخطر علي بالي أن تحل الصاعقة ، بكل تجليات عنفها ووحشيتها بين جنبي الشاعر ، أهي أحدي نبوءاته قد صعقتالآنالجسد ، أم هي من سخريات الأقدار التي جعلت كلمة محرمة تطلع منه في الشعر فتجعله ملعونا عند نهاية الأمر ؟ لا ... عاش حلمي كما يجدر بالشاعر أن يعيش ، كما يجدر بالإنسان أن يعيش ويكون ! لطالما بدأ بسمة رقيقة في الناس وإستجابة بادية التوهج في الشعر ، لا شئ من العنف في طبعه ، فكيانه كله لطف ولين ، فكيف وجد فيه هذا " اللص الجبان " ، علي قول درويش ، أن يجد فيه مكسرا ، أيكون ذلك هو غليان الروح الوثابة وغرائبية الرؤي ، وجسارة القول و ... لعنة الدواخل ؟ حلمي لم يكف أبداتحت أقسي الظروفعن الكتابة ، كان يكتب ويكتب ويكتب ، عاصفة من الأوراق علي قول ماركيز ... لا ، لم يكن يمشي في الشعر ، بل يهرول ، يبدأ دائما من الأساس ، لكم زحزح ركام الحجارة الصلدة وكسرها وأعمل فيها معوله الصقيل ثم أزاحها ليفسح الطريق للشعر الجديد ، كان في معركة الشعر ، محاربا ومصارعا لا يفتر ولا ينال التعب منه ، كان يقسو عليهما ، جسده ومخيلته ، لم يتركهما للدعة ولين الحياة . أيكون هو الشعر ، وقد نفذ إلي جسده في غفلة منه ، أتكون العاصفة التي كان يشعل دواماتها قد غافلته فسكنت ، هذه المرة ، في الدماغ الحيوي للشاعر الكبير ؟
حلمي : أيها الشاعر الجميل / الإنسان الجميل / اليساري الجميل ، أهذا ، ياحبيبي ، آوان الرحيل ؟
لكأنني أسمعك الآن ، أذ تردد في يوليو 2005 :

إنها الرقيقة التي مبدؤها الإيماء ،
تطوف بالعمر
من أجل أن يجدد العمر
أسمه الحركي .
إنها الناعمة التي متكؤها الشعيرات ،
حيث تسري تذكرة داوود ،
من أجل ان تستيقظ الفواكه
لكي يدرك العشاق
أن الدم خوان .
وأن الرحابة
خدعة العافين عن الناس .
ياسيدي :
الخفيفون
للخفيفة !

وهاهيياحبيبناالرقيقة الناعمة لم تتركك تكمل إستيقاظ كل فواكه بستانك ، لم تمهلك حتي تكمل تجاريبك في القصيدة ، كنت قد أزهرتها ، يانعة ومن ضوء ، ثم جعلتها شموعا في فاتحة النفق ... إننا نراه ضوءك ، فما من ريح قادرة علي إطفاء جذوتها ... فكن خالدا فينا ياحلمي ، كن لنا القصيدة والوسامة ياحبيبنا و ... إليك السلام

----------------------------------------------------
 *
ولأن الله في مصر، كما في البلاد العربية كلّها،

"مُحاصَر" بكثرة المنافقين والتجّار، أصدرت أخيراً محكمة القضاء الإداري في القاهرة حكماً يقضي بسحب "جائزة التفوّق" التي حصل عليها الشاعر المصري حلمي سالم العام الفائت، وإلزامه ردّ قيمتها
(9500 دولار أميركي)، إثر الدعوى التي رفعها شيخ الظلام والارتزاق يوسف البدري بعدما نشر سالم قصيدة "شرفة ليلى مراد" في مجلة "إبداع"، بزعم أنها "طاولت الذات الإلهيّة". ويُذكَر أن المرتزق البدري اشتهر بإقامته دعاوى على المثقفين المصريين وتكفيرهم وملاحقتهم... هذه هي " شرفة ليلي مراد " نقرأها عا :




أسمهان


صادفوها
وهي تحمي بأسودها
أبيضها
الذي يجرّ عليها قذى الشوارع
مأزقها:
أن الانطباعات الأولى
تدوم
كيف إذن ستغنّي:
أسقيه بيدي قهوة؟
نظرية

البكارة
ملك الأبكار
وحدهم
حتى لو كرهوا
نظرية التملّك.
رومنسية

نقاوم الشجن بعصر ما بعد الصناعة
لكن مشهد عبد الحليم وأخيه
في "حكاية حب"،
ينتقم للقتلى.
البلياتشو
تعبنا من توالي الامتحانات،
فلماذا لا يصدّق الناس
أن الأرض واسعة؟
لنعطِ أنفسنا للمفاجأة،
راضين
مرضيين
البلياتشو جاهز للوظيفة،
حتى لو شكّ الجميع
فى إجادته العمل.
الأزبكيّة

يقسو على نفسه موبّخاً: يالطخ، الجميلات لا يصحّ أن يصعدن السلالم وهنّ معلّقات على ذكرى الأب الذي يظهر خفيفاً في القصص.
ظلّت دعوة الشاي مؤجّلة حتى ماتت التي في مقام الأمّ أثناء حمّى الطوائف. وقبل موتها بربع قرن اعتزلت ذمية تياترو الأزبكية ليصير لديها وقت لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة.
لعلّني أنا الذي في الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعاً الاعرجاج في ساقي، والعكاز تحت الإبط، فهل أنت الواقفة في شرفة ليلى مراد؟
طائرات

البيوت تأكلها الرطوبة،
لذلك يطلقون الطائرات الورقية
على السطوح،
ليثبّتوا بها المنازل على الأرض.
حراسة

ليس من حلّ أمامي
سوى أن استدعي اللهَ والأنبياءَ
ليشاركوني في حراسة الجثّة
فقد تخونني شهوتي
أو يخذلني النقص.
طاغور

تنام متخفّفة من شدادة الصدر،
وعندما تصحو في مواجهة السقف،
تلوذ بغوايش طاغور
فرقة الإنشاد،
تشنّجات حلقة الذكر
تقبيل يد القطب،
هذا هو تأصيل الرغبة
تهكّم الجرّاحون على أهل العواطف،
وعيناك ترفضان النصيحة
بسبب منام رأتا فيه
البلطة تتدلّى مكان الفلورسنت.
الأندلس

أنت خائفة،
وعماد أبو صالح خائف،
والطفلة التي اتخذها النذل
ذريعة للنجاح
خائفة
يا ربّ أعطهم الأمان
لم يتحدّث أحد عن الأندلس
كلّ ما جرى
أنك نظرتِ في المرآة
فوق:
رمزية الترمس،
وسماء تحتكُّ برهة بنهدَيْن،
ثم تلتفّ حول نفسها مسطولة
فوق:
ونحن معلّقان في الفراغ
كان لا بدّ أن تُقال كلمة مشبوهة
قبل أن تضمحل الدول.
الأحرار

الربّ ليس شرطياً
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قرويّ يزغط البط،
ويجسّ ضرع البقرة بأصابعه صائحاً:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذي يضعه الربّ آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلّف سورة البقرة.
الطائر

الرب ليس عسكريّ مرور
إن هو إلا طائر،
وعلى كلّ واحد منّا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه؟
رفرفته فوق الرؤوس؟
هل تريدين منه
أن يمشي بعصاه ؟؟











!