Powered By Blogger

الأربعاء، يونيو 04، 2014

الوليد مادبو ، حفريات في اللغة و ... تأملات في حال البلد !




---------------------------------------------------------------

( رأيت /
السهام المصوبة والخوذ /
وكانت تتساقط قدما أمامك /
من تلقاء ذاتها / ونظرت إلي الحبيبة المخاتلة / 
إلي المخلصة القاتلة / طعنة أرادتك / فأحجمت / فكنت الطعين /
ولم تقاتل ولم تنتفض / بقبلة سلمتك وبدمعة /
ولم تسفك دم صياد / أمام رحمها الحريز / سفكت دماك ! ) ...
                                               - توفيق صايغ - 
  1 :                         

قليلون جدا و ... نبلاء من تأملوا وتفكروا حال البلد وأبحروا عميقا في قضاياه كلها ، يجعلونها الحلم لديهم والرؤيا في كل خطواتهم ، في حركاتهم وسكناتهم فلا يطيقوا بعدا عنها ولا عن الوطن والشعب ، يفعلوا ذلك مهما كانت وعورة الطريق وخشونة المآلات ، وأعني ، علي وجه التحديد ، أولئك الجسورين في رعيل الأكاديمين في مقاعد التدريس والمعرفة في الجامعات والمعاهد العليا ، قليلون جدا ،  لكنهم ، وهم معدودون في القلة ، كثر في ما يؤشرون به إلينا ، باهرين جدا وباسلين حد يضيئوا حجب الظلام فيكون جلاء الرؤيا والنظر في أحوال الوطن والشعب . د . الوليد آدم مادبو هو أحد هذه القلة النادرة من مثقفي السودان . هو سليل الزعامات الأهلية المرموقة في بلادنا ، ومن بيت علم ودين وتقي وجسارة في القول وفي الفعل ، من قبيلة الرزيقات ذات الشأن الكبير في التاريخ ، في تاريخ دارفور و تاريخ السودان أيضا .  الوليد خرج من ذلك  المهد الرحيم إلي طلب المعرفة والتعلم ، حتي تخرج في قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة في جامعة الخرطوم  العام1989 ، ثم نال الماجستير في الهندسة المدنية من معهد إليينوي بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية ، و سلك في ما يسلكه العلماء عادة من سبل فبقي هناك وواصل تحصيله العلمي حتي نال الماجستير الثانية في الادارة العامة وحاز الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة فلوريدا بأطروحته عن " الإسلام والديمقراطية والحكمانية : السودان من منظور مقارن  " ، فتأملوا !  فقد كان لغيره أن يكون زعيما مرموقا في موضعه من بيئته ، وكان يمكن له – كما هي سمات ونهج جل المثقفين – أن يكون ذو حظوة ومستوزرا في حكومات الإنقاذ ما شاء له أن يكون ، في الوجاهة وكنز المال وإرضاء شهوات النفس التواقة إليها ، ويحوز  " الفلل الرئاسية  " و ... اليخوت تتهادي علي الموج في مواسم طلب الفرح والمزاج ، كان له كل ذلك وأكثر لو أراده ، لكنه – بسبب من خصيصة النفس النقية ونبالة القلب – أختار ما اختار ، أن يكون في صف شعبه ووطنه وإن أورثه ، ذلك الاختيار ، العسف ينال منه والمسغبة و ... المنفي !
في المنفي ، نعم ، في البيت ...
( هو ، لا غيره ، من ترجل عن نجمة
لم تصبه بأي أذي .
قال : أسطورتي لن تعيش طويلا
ولا صورتي في مخيلة الناس /
فلتمتحني الحقيقة .
قلت له : إن ظهرت انكسرت ، فلا تنكسر .
قال لي حزنه النبوي : إلي أين أذهب ؟
قلت : إلي نجمة غير مرئية
أو إلي الكهف /
قال : يحاصرني واقع لا أجيد قراءته .
قلت : دون إذن ، ذكرياتك عن نجمة بعدت
وغد يتلكأ ، واسأل خيالك : هل
كان يعلم أن طريقك هذا طويل ؟
فقال : ولكنني لا أجيد الكتابة يا صاحبي !
فسألت : كذبت علينا إذا ؟
فأجاب : علي الحلم أن يرشد الحالمين
كما الوحي /
ثم تنهد : خذ بيدي أيها المستحيل !
وغاب كما تتمني الأساطير /
لم ينتصر ليموت ، ولم ينكسر ليعيش
فخذ بيدينا معا ، أيها المستحيل ! ) * ...

بكيت أنا ، عندما بكي الوطن  وغشينا الحزن معا : حين غادرنا الوليد إلي المنفي ، إلي جامعة الدوحة في قطر ، فهناك يعرفون قدره العالي ويحتفون بعلمه ، فكيف ، للثورة والوطن يكونوا ومثله في الشتات ؟

2 :
أول معرفتي به كانت كتاباته ، كنت أقرأه في مأثرة أحمد طه الصحفية ، في  صحيفة  " السوداني  " العدد الأسبوعي كل جمعة ، وكان يقرأني فيه ، حتي هاتفني ذات يوم من مكتب أحمد طه في الصحيفة : تعارفنا بالقليل من الكلمات الدالات ، وبكثير من المودات . فأخبرني عن عزمه السفر إلي قطر ! تألمت جدا لقراره بالسفر عن البلد ، وتذكرت توا محجوبا و وردي :
( ... أصدق كلامك حقيقة وبخاف
أخاف الطريق
اللي ما بودي ليك
واعاف الصديق
اللي ما بهم بيك
                  معاك انتظاري
                  ولو بالكفاف !
وعنك بعيدا
أبيت الرحيل
            وبيك اعتزاز الصباح الجميل

           جميع الأغاني اتكالن عليك
           جميع الأغاني اتكالن عليك ! ) * ...

تمنيته أن لا يرحل . لكنه قد غادر في حينه الذي أستقر عليه ، ولكن تري لم قد فعلها وهو العاشق ، حد الوجع الجميل ، للوطن ؟
أنقطعت عني أخباره حين أضعت عنوانه البريدي ورقم هاتفه يوم أستولي لص قاس علي لابتوبي وهواتفي . لكنني ظللت أحرص علي قراءة ما ينشره بين الحين والآخر في  " الراكوبة " وبعض المواقع الآخري في النت . حتي كان أن هاتفني ذات يوم من مقره الجديد فسعدت بلقاء ودود منحني إياه وأستمر تواصلنا فلم يعد ينقطع . أواخر العام 2013 هاتفني ذات صباح د . عصام البوشي عميد الجامعة الأهلية بمدني ليخبرني أن لدي عنده  كتب واردة من  الأستاذ عبد الله الفكي البشير المقيم في  الدوحة . وحين دخلت إليه مكتبه في اليوم التالي برفقة الصديق الطريفي يونس ، أعطاني نسختان من كتاب " ثورة الوسط : أعالي أشواق الإنسان المقهور " *. علي كثرة ما قرأت للوليد من مقالات رصينة وعميقة هنا وهناك لكن هذا هو الكتاب الوحيد الذي صار بحوزتي من مؤلفاته . الكتاب في 390 صفحة من القطع المتوسط ، في طباعة أنيقة وتصميم بديع عرفت به دار  " مدارك " لصاحبها الشاعر والفنان الجميل الياس فتح الرحمن . 32 صفحة من الكتاب اشتملت عليها المقدمة الضافية التي كتبها الأستاذ عبد الله الفكي البشير ، الذي لم تفته لحظات الكتابة المتوهجة لدي الوليد ولا انتباهاته الذكية إلي كل وجوه المعرفة تقريبا ، في الفكر والأدب والسياسة ، في الجماليات والتأملات وفي المرأة ، في الدولة وشئون الحكم والأدارة ، في الحكمانية وفي شأن الجسد الإنساني ، وفي حال البلد والشعب ، في أشواق الإنسان وتطلعاته وآماله ، في الحروب وويلاتها والنزاعات القبلية التي تشوه وجه الوطن ، في الشعر الذي يحبه وفي جميلات درويش حين يجعلهن في مرآة نفسه السمحة فيجلو منهن ما يخفينه خجلا وحياء محبوب . كثيرون كتبوا وتناولوا بالدرس مثل هذه المواضيع ، لكن ليس كمثل الوليد من تناولها بهذا القدر الجليل من العمق والتبصر والشمول ، فهو قد أمتلك لكل منها ناصيتها  " الوهيطة " وعدتها فجعلها كلها في وعيه وقلبه الذكي ثم قال بها في الناس ، أبدا ما رأيت مثل هذه القدرة الفذة التي تحيط – بسعة ودراية وحب – بكل تجليات وتداعيات قضايا الوطن والإنسانية . ولكن ، لم غادر الوليد الوطن الذي ، لاشك ، يحتاجه أكثر من أي وقت الآن ؟ لقد ضيق عليه النظام وأجهزة أمنه ومشايعوه معاشه اليومي وحريته ، العامة والشخصية  في وطنه  . فقد جوبه بالتعسف والظلم والتعدي علي مهام وظيفته الجامعية ، ثم تعرض للإستجواب المستمر من الأمن بصدد كتاباته واراءه الجسورة التي يعلنها في الملأ . تعرض للإعتقال  وللمهانة التي يستشعرها من يطاله في روحه وفي بدنه ، وللإعتداء ممن هم أقصر منه قامة وأعلي منهم مقاما وعلما ، وهو العالم الجليل الخلوق الحيي الحافظ للقرآن بقراءته العشر والحائز علي أكثر من دكتوراه ، الأستاذ الجامعي وأبن الشعب الذي ولد من رحم رحيم ، العارف – بأفق معرفي واسع وبوعي عميق – بما جري ويجري علي أرض دارفور ، وقد جعلته معرفته هذه في موضع الحسد والهجوم عليه من قبل المتنفذين في الأقليم وأهل السلطة ...

في اللغة والمنهج و ... الموقف :

الوليد أستن له منهجا مبتكرا في الكتابة وأصطك لها مصلحات ظل يلح عليها ويضئ جوانبها حتي يسهل فهمها فتغدو في التداول والحوار . مثل " الحكمانية " التي قال بها وألح عليها إلحاحا فيعرفها : " الحكمانية هي عملية ترشيد الموارد البشرية والمادية بما يحقق الأهداف المعلنة للدولة ويلبي الأشواق المرجوة من الشعب . " . و ... عن " الجنسانية " يقول :  " ... أنني أود في هذا المقال التكلم عن الجنسانية  ( علي إعتبارها مصدر الإلهام لما تجود به الروح من إشراق وما ينفح عنه الجسد من تألق ) وليس الجنس بمعناه الميكانيكي الذي تعارف عليه الناس . هذا الموضوع وإن يبدو ليبراليا إلا إنه قديم قدم الإنسانية ، فمنذ عرف الرجل المرأة وهو يتلمس ما يفضي به إلي دائرة المعني ومط الخيال . ولقد كان حظ الأنثي أوفر إذ علمت منذ اللحظة الأولي أن الجسد ما هو إلا أداة الإنطلاق وأن اللذة ( القصوي ) هي أسمي لحظات الإمتاع ، لان بها ينتقل الإنسان من الوجود إلي العدم ومن المحدود إلي دائرة
( اللا ) محدود ، ومن سجن الحس إلي منتهي التخلص من القيود إنها اللحظة الأسمي . ولقد عبر السادة المتصوفة عن هذا الإنفراج بقولهم أن " لذة النظر إلي وجه الله تعدل لذة الجماع سبعين ألف مرة " ، لماذا الجماع بالذات ؟ لأنه الأرق الذي يعقبه سمق والوجع الذي يجدي إلي نفع . " * ... وفي ظني أن هذا المدخل الرحيب والرؤيا المزهرة لقضايا ومفهومات الجسد هي التي قادته للدخول – بخشوع واع – إلي رحاب أبن عربي فشرع يكتب عنه ، ويدير حوارا معه ومع شيوخ التصوف في بلادنا مثلما فعل مع الشيخ الفاتح الشيخ عبد الرحيم البرعي  الذي وجده " باهرا في هذا الصدد وماهرا في الإمساك بمعاول فكرية وروحية منها ما أكتسبه بجهده ومنها ما ورثه عن السادة الأكابر . " * و ... ذلك أيضا – كما أري – هو الذي أدخله إلي رحاب  " جميلات " درويش فجعله ينشئ لجميلاته موضعا بهيا في كتابته *. وهي ذات السواحل البهيجة التي جملت رؤاه فأرتاح من جمالها علي الورق فشرع يكتب " نفحات الدرت ، بين وطن يتردي وغربة تتهدي " * . وللوليد كتاب كامل في الجنسانية سيصدر عما قريب كما أتوقع . أعجبني جدا هذا المنحي في كتابته ، لكأنني كنت في رؤاه نفسها حين كتبت " إبتهالات للجسد " :



أيها الجسد ...

المبجل في رؤاي ،

وتضيئني .

أيها الجرح الرحيم ...

يا صنوي الأليف :

أجعل ضياؤك بالنار ،

لا بالثلج ...

باللذاذات الشهية

وبالشبق

بالنداءات ال تنادي

بالألق :

أصبح أنا موجا ،

وتصبح شاطئ ...

أملأ الوطن صراخا ،

حتي يصير الجسد أنثي ...

فضاء شاسعا من الغيم والنار ،

من الندي

الذي يمتد حتي آخر الآهات

في حرز المدي

شهوة في الغيم والنار ...

منارا في البحار البعيدة ! 

وكنت قد أخبرته حين هاتفني وعرفت  بأمر مخطوطته البديعة " الجنس عند السودانيين "  بأن هنالك موقعا في الفيسبوك أسمه : " الكتابة علي هامش الجسد " أنشأه قبل سنوات الشاعر الأصمعي باشري ونقوم أنا والمحامية الشاعرة حكمة أحمد بإدارته معه ، وهو معنيا بأمر قضايا الجسد وانعتاقه  وتحرره . وسأكون حريصا أن ننشر مقتبسات من كتاباته في هذا الموقع فتكون في مسيرة التنوير العام وتدعو للحوار والتفاكر حول هذه القضايا المهمة .

3 :
لست أعرف أحدا من المفكرين أو السياسيين قد خبر قضايا وخبايا وواقع دارفور مثلما عند الوليد ، علما ومعرفة وسعة في المعلومات والإحصائيات والأرقام والوثائق والدراسات والأبحاث ، ألماما ومعرفة تكاد تحيط بأصل " مشاكلها " وجذورها التاريخية وكيف نشأت وكبرت وتعقدت وتكاثرت عليها النصال من بعد النصال فتكسرت منها ما تكسر وبقيت تلك المغروسة في اللحم الحي وتعاني النزيف . يعرف أهلها – وهو منهم – معرفة جد وثيقة ، ويعرف الأمكنة والأزمنة وبؤر الصراع ومشعلو الحرائق في الديار وفي الإنسان وفي اللغة ، يعرف طقسها الجغرافي والسياسي ، الاجتماعي والثقافي والفني ، يعرف فنونها ونباتها وطيورها وحيوانها ، ويعرف العقل الجمعي وتراثه الشعبي في وجوهه المتنوعة ، وهو – أيضا وأيضا – الحاذق العليم بألسنتها في تنوعها المثير . أضاف إلي ذلك ما جر إليه غضب السلطان وزبانيته وهو العلم بالسياسات المشبوهة التي تشغلها السلطات الحاكمة وتدير عبرها شئون الإقليم ، بسوء طوية وسوء تخطيط وباستدعاء بغيض للقبلية والعنصرية في أبشع صورها وأشكالها وأكثرها حقارة ودموية ! فكان جهير الصوت وعالي النبرة يقول ما  في قلبه ووعيه ويؤشر إلي حيث تكون المسئولية عن تلك الجرائم الفادحة في حق الوطن والشعب : يقول في
" المدينة الآثمة " * أنه يدعو للتحقيق العادل النزيه في كافة الجرائم التي جرت في السودان ابتداءا من مذبحة الضعين ، لأن ذلك يحمل المجرم تبعة جرمه ويبرئ البرئ من تحمل تبعات الوزر الجماعي . فالنظام الذي يدعي الإسلامية نهجا له يعجز عن مجرد التحقيق في مقتل 450000 ألف مسلما / سني م مالكي / تيجاني أو أنصاري من أهل السودان الأصليين غير المجنسين أو المدجنين ... ( 2012 /
Gulf times – September  ) ! لم تتورع أو تأنف الطغمة الإسلامية يوما عن ممارسة القتل والذبح واستباحة الدم وتمزيق النسيج الاجتماعي السمح لأهل دارفور ،  مزق الله عراهم وابتلاهم بالفتن . كما يدعو عليهم الوليد و ... يقسم : " سأظل مستمسكا بهذا القلم زودا عن الحق وتبرئة لمعشري عن الباطل لا يضرني من خذلني ولا يهولني بطر من نصرني ما زالت المحمديات يذكرنني بالمعروف ولم تزل في الروح باقي ! ". أنه منهج جديد ينتهجه لحياته ومسار فكره وكتاباته ، لصيقا – التصاق اللحم بالعظم – بقضايا أمته ومهموما بمستقبلها . لم أر مثله من تناول فترة المهدية منذ بداياتها وحتي نهاياتها ، بوعي عميق ودرس ذكي وبصيرة تري حقيقة الأحداث مجردة من قشريات التحاليل والرؤي التي تناولتها بالحمد والجرأة في تغطية الحقيقة بالباطل حد يجعلونها في المقدس وهو عنها برئ بعيد ! ...   عندما تناولت " النخبة " مجاعة سنة ستة ، تناولوا الحدث ، وأفاضوا في ذكر ما جري من موت كثير مرعب و مآس مهولة نالت من الأبرياء حد القتل المروع في الناس ، لكن – للأسف العميق – لم يشر أحد لمن تسبب في هذه الكارثة الإنسانية البشعة ، لا أحد – حسب علمي – سوي الوليد : " إن مجاعة سنة ستة لم تكن لتحدث لولا الحروب التي اشعلتها المهدية في الريف ، وإصرار الخليفة علي تزويد جيوشه ومعاركه الخاسرة عنوة بصوامع أهل الجزيرة . هؤلاء المسالمين الذين ظلوا نهبا لكل العهود . سئل أحد مشيخة العرب عن سبب تعسر مشروع الجزيرة في بداية عهد الإنقاذ فأجمل قائلا "
إذا طلعنا شوالين ، واحد بياخدو شويطين يزود به المجاهدين في حربه ضد الجنوبيين ، وواحد بياخدو مسيكين ( كان وقتها ) يستعين به علي شئون العاملين " ، الشاهد أن الحروب التي تقودها الدولة هي سبب غلاء الغلة اليوم . " * ... هكذا يجب أن تكون قراءة التاريخ ، وهكذا يكون الموقف من قضايا الشعب والوطن ، في الوعي الذي يكون مع الناس ، بينهم أينما كانوا وحلوا !
كنت ، وأنا أقرأ الوليد ، أتمثل مقولة  شولوخوف : " ليس الإنساني هو من يشفق فق علي الضحية البائسة ، ويتحسر علي أن القتل يوجد علي الأرض ... ، وإنما الإنساني هو من يساعد إبعاد يد القاتل وانتزاع إمكانية الإضرار من إرادته " , وقد فعل الوليد شيئا -كثيرا من ذلك كله ، فغدا وعيه كله وضميره الإنساني في صف الإنسان ، في صف شعبه والوطن . إنها تحية صغيرة وإجلال في حق حق هذا الإنسان الجميل .
---------------------------------------------
هوامش :
* " هو لا غيره " محمود درويش ، " كزهر اللوز أو أبعد " : رياض الريس للكتب والنشر ط أولي سبتمبر 2005 ، ص ( 31/32 ).
* محجوب شريف ، " السنبلاية " – دار عزة للنشر والتوزيع 1998 ص( 74/75 ) .
* " " ثورة الوسط : أعالي أشواق الإنسان المقهور " – د . الوليد آدم مادبو / الناشر دار مدارك للنشر ، ط أولي 2013 .
* نفسه " ثورة الوسط " .
* " ثورة الوسط ... " ص ( 358 ) .
" ثورة الوسط ... " ص ( 358/359 ) .
* " ثورة الوسط ... " / الجميلات هن الجميلات ص ( 367/372 ) .
* " نفحات الدرت ، بين ون يتردي وغربة تتهدي " ، لم تطبع بعد في كتاب لكنه ينشرها علي حلقات في النت في الراكوبة وغيرها من المواقع وفي جريدة الصحافة العدد الأسبوعي بملف أحمد طه الجنرال كل يوم جمعة .
* " المدينة الآثمة " من كتاب " ثورة الوسط ... " ص ( 65/66 ) .
* " المدينة الآثمة  " نفس المصدر ص (60 ) .