Powered By Blogger

الأحد، أغسطس 26، 2012

من " أولوس " إلي مبارك الصادق !

                                                 * جبل توتيل / كسلا *
من " أولوس " إلي مبارك الصادق
... !
مسامرة بين قصة مبارك الصادق وقصيدة كجراي .
------------------------------------------------

"
أخرجت رسالة عشق طازجة
كالخبز الدافئ من جيبي ،
قالت أمي :
كيف نقبل وجهك في الغربة
أحبابك أكثر من سجن دخلوا ؟
والشرطة تبحث عن كل الناس بلا أستثناء ...
إلا من آمن بالحزب الحاكم !! " .
-
مظفر النواب -
في الحوار مع عثمان شبونة * تقول : " ... في الزمن الرمادي يطرح السؤال بصوت ( كجراي ) ، أحد أعمدة الهامش العظيمة وننتهز هذه الفرصة فنحي ( رابطة أولوس ) .. " ، ويقول كجراي :
"
خبروني أي جدوي لإخضرار الكلمات
في دجي ينضح بالرعب
كثيف الظلمات ؟ " .
فكيف ، نرد إليك ، الآن ، التحية ياعزيزنا ؟
في بداية الثمانينيات ، وكان الوقت يومذاك أسودا فجا ، لا ... ، لم يكن رماديا يامبارك ، بل أسودا كالسخام ، آوانذاك ، بدأت الروابط الأدبية تنمو وتزدهر تحت وطأة الديكتاتورية وأفقها الخشن : في سنار وكسلا ومدني ، فتذهب " الزرقاء " * إلي مدني ومنها تذهب " أولوس " * إلي سنار ، كان عناقا رحيما والإبداع يبحث عن شرطه الوحيد لوجوده : الحرية ، يطلبها بإلحاح عظيم ثم لا يجدها إلا في الكتابة والتواصل الحميم بين المبدعين ! و أسمح لنا ، ياعزيزنا ، أن نرد إليك التحية ، فقد كنا دائما مشغولون معك ، نبحث عن الطريق المؤدية إليك / إلي الوطن ، تتعدد وتتشعب بنا الدروب يارفيق الرحلة الوعرة والدرب الخشن ، نقرأ قصصك ونطارد أسئلتك الكبيرة : كيف نقوي علي الوقوف الشامخ في وجه كلما ينهار ، من ركام ومن أنظمة ؟ ومنك نتعلم أن قوة الحرية والجمال في الوطن هي التي توقظ الروح لتصحو وتقاوم الطغيان والعسف . قد عرفناك حين أحببناك ، بخاصية حياتك الفقيرة الكادحة ، رسالة مضيئة في الحياة ، بزخم كثير وحراك وتوتر ، هي بعضا من أسلحتك الجبارة في مواجهة الحياة ... بهذه المعاني كلها نكون ن معك ، جديرون بالوطن السمح وبالحرية التي نطلبها إليه وإلي شعبنا ! أنتعبر كتابتك المبدعةأحد الذين قادوا قلوبنا إلي حيث السواحل حيث المصب ، وصانوا منطقة الروح فينا من عبث العابروالمؤقت ! أن غرابتك في بعض قصصك هي الصلابة التي تتطور بتطور القصص ذاتها ونموها الطبيعي في مسار كتابتك . كنت ، أبدا ، عاري القلب وحافي العواطف ، كنت ، ولا تزال ، خريج تجاربنا كلها ، وكنت أيضا ، يومنا الطافح بالصداقة والشراسة والقدرة علي الكتابة ... قاسمتنا الرغيف اليابس والزهرة الفقيرة ، وسرت معنا صوب الحياة والموت ، ثم جعلتنا نطمح أن نشارك في إيجاد بطولة خاصة ، في اللغة وفي الشكل ، تسمح للبطولة الحقيقية الموجودة علي أرض الواقع بالحضور في الكتابة ، في القصة والقصيدة ، في الموسيقي وفي التشكيل و في المسرح ! وقد تلازمتا في الإبداع ، في قصتك " اللحاق بالعربة الأخيرة وهي في طريقها للجنة " ، وقصيدة كجراي " حدث في ليلة شتائية " ... رأيناكماكل بطريقته المبتكرةتتناولان شأنا واحده وتاخذا به إلي مصبه ، إلي حيث الحرية والمجد . تقول في مفتتح القصة : " كنت أسير بين التلال الرمادية المقفرة في شتاء العمر ، وأنا ساهم أفكر في هؤلاء الشباب الذين تطير بهم طموحاتهم إلي السموات وأقطارها فيبلقون علي الحياة كأنهم يريدون أن يرتشفوها في كأس واحدة . أنهم يعيدونني إلي تلك الأيام التي لن تعود : " الأنشطة الكثيفة في الأسبوع الثقافي " ، " معرض الكتاب " ، " صالة الفنون التشكيلية " ، " جماعة المسرح " ، " المحاضرات الثقافية " ، " النشاط المصاحب " ... كنت وكوكبة من رهطي وأقراني نقدم جهدنا المتواضع ونرنو إليهم ، هل أقول بعين الحسد ؟ لو أنني قلت بعين الغبطة لكان أنسب !! ".
ذلك كان آوان الإبداع ياصديقنا ، الذي يطلع من ثنايا وركام المعاناة ، من تحت وطأة الصولجان والعسف ، ذلك الواقع الخشن الذي جعل كجراي يقول أيضا في قصيدته :
"
عدت من الخانة محمولا علي محفة الأثير
كنت كمن يصعد فوق سلم المعراج.
قال لسان الحال :
(
الليل ليل داج ) !
إزدانت السماء بالأبراج
أحسست بالهدير من تلاطم الأمواج ! " .
تلك الأيام ، كان الظلام كثيفا ، يثقل الكواهل ذوات العزيمة ، والنعال العسكري الغليظ يطأ الرقاب فيكاد يبلغ منا الأفئدة ... لكن ، وياللجسارة والوسامة ، عند نهاية النفق المظلم كانت الإبداعات تؤمض كأضواء الشموع تؤشر للمستقبل ، للثورة والحرية معا ، وكنا جميعا ، وقتذاك ، نردد كلمات لوركا ذات القداسة :
"
أيها المسيح السيد
بحق الجرح النازف في خاصرتك
بحق قرنفلات دمك الذكي
عكر الليل علي الجنود " !
ثم جاءت الأنتفاضة العام 1985 ، فإندلع لهيب الإبداع دافئا كرزاز الدم الطازج ، واكتسبت ساحة الثقافة العنفوان والدفق والحيوية ، طلعت القصائد ، كالجياد المطهمة ، وإنتشرت في الناس القصص والمسرحيات ووالأعمال التشكيلية والأغاني البهيجة والأناشيد العاليات، عمت البلاد كلها تلك الأنشطة الكثيفة في " الأسبوع الثقافي " ، تماما كما ذكرت في قصتك الجميلة ! نعم ، ياعزيزنا ، كنا ننظر إلي واقعنا فنراه جميلا " بعين الغبطة " ونحن نعيشها " تلك الأيام " وقد عادت جميلة وبهية الطلعة والسمات ! " أولوس " إستضافت في رحابها الخضر يومذاك حميد وعيدروس والباشا الفاضل الجاك ويحيي فضل الله ومحمد خلف الله و محمد مدني وشقيقاه الرائعان عمارا وحكيم وعادل عبد الرحمن وغيرهم كثيرون ، وكان معرض الكتاب يستضيف " منشورات مدبولي " و " دار النسق " و " دار شهدي " و " أبن خلدون " و" الثقافة الجديدة " و " الساقي " ... بدت الثقافة وسيمة الملامح وقتذاك ، مترعة حتي حافاتها بالإبداع والكتابات الجميلة . كان " الأولوسي " مبارك أزرق متوهجا يقدم " لغز تاجوج " و " أحسن من الجنة " و " قلبان في جوف واحد " و " الأرينا " ، وكمال عبد الحليم يطلق فينا نبوءته العجيبة " حبيبتي الملح والأصدقاء " ، ثم يقدم إلينا مخطوطة ديوانه الأول الذي لايزال ينتظر أن يكون منشورا في الناس ، تماما كما تنتظر ، الآن ، مجموعتك القصصية " حصار مواليد الفرح " ...
الآن ، أقولها إليك يامبارك ، تمسك بكلمة " الحصار " في عنوان المجموعة ، أبدا لا تتنازل عنها فتنصاع لأمر الرقيب الفج ، فلا توجد ، الآن ، أصلا مواليدا خارج نطاق الحصار ، حصارنا ، حصار البلد في هذا الطقس الخشن !!
فجأةمثلما ينعق البوم مؤذنا بالخرابعزفت في الناس موسيقي المارشات العسكرية ، صباح يوم جمعة مشئوم في 30/6/1989 و ... يطأ الحذاء العسكري الغليظ ، مرة ثالثة ، ثري الوطن ... فيعود اللون رماديا داكنا هذه المرة الثالثة ، دبقا كالصمغ ، نتنا كالقمامة ! تقولها أنت : " أجدني حزينا ، جلست بعيدا ورحت أجول مرة بالعين وتارة بالفكر ... الهموم والتكلس رانت علي القلب تحجب عنه الرؤيا ... حين دعوا إلي إغلاق المعارض جاء الصوت الناعم في أدب جم يدعو الجميع إلي إلتزام المواقع المخصصة " !
و ... في قصيدته قال كجراي :
"
في حلمي رأيت من عرفته
علي دروب الزهو يمشي مرحا منتفخ الأوداج
يحمل عينا مثل عين الصخر ،
أما عينه الأخري فمن زجاج.
قال لسان الحال :
سيان عندي أن أري
خيال " دون كيشوت " أم خيال " هانيبال "
يختال كالمبهور خلف سيفه المظفر العظيم
ولم يكن في ناظري غير ظل عابر ،
وقبضة من باطل الزيف
ومن مناجم السديم ! " ..
في هذه السنوات الرمادية ، كتب ديشاب أحدي وثلاثون لوحة في مخطوطة ديوانه " ضد الحرب والعساكر ... هكذا نفرح بالموت " . المخطوطة بحوزتي أتأملها ليل نهار وألعن العساكر ، ولست أدري أين أذهب بها لتكون مطبوعة وفي الناس ... فأنظر ، ياعزيزنا ، كيف هو لون " الحصار " الذي تجاسر حد أن يطلب أستبعاد عنوانك عن مجموعتك القصصية ، أولاد الأفك هؤلاء ! خبرني ، أيها القاص المجيد ، كيف تراهم وهم " يغلقون المعارض " ثم ينشرون الأسي والمذلة في الناس ؟!
و ... " الديكور يميل إلي الأبهة ، الإضاءة في توزيعها وتدرجاتها الباهرة ، الملابس التي تشئ بالفخامة ... الملكة والوصيفات والعطور والخزامي ، الأصحاب والندامي ، والأستغراق في مباهج الحياة ومسراتها ... ثم يأتي ذلك المسرع في عجلة من أمره ، والملك لا يزال يلعب بالنرد تحت شمس خاوية ، وأنه ينادم أصحابه ، وأنه لا يلقي بالا لماهو جار ولا يقرأ صحف الصباح ، وأنه ما يزال يصر علي قسمته في ميراث الأجداد ، وأحلامه بالخلود ... وينسي أن الصبح سوف يأتي ، وأنه عندما ينهض من نومته الكهفية سيجد القصر وقد حوصر بجنود لاقبل له بها ... " ! .
تلك هي ذات السنوات يامبارك 1989/2000، ونحن نلهث ، بجدوانا كلها نحو الأعوام التي شتجئ ، نأملها تكون في الحريات ، نأملها في الديمقراطية وكرامة الإنسان ... فكيف ستكون ملامحها في الناس ياتري ؟ ولكن ، للنظر كيف يدير " الملك " معركته الزائفة المسخ في مهرجان الكلام الفصيح في قصيدة كجراي :
.. "
وجاء من يهمس لي
بأنني الثالث في برنامج الحفل
وأني الأول السعيد في قائمة التكريم ،
نصحني أن أترك الصراحة الجارحة العقيمة
علي جيوب معطفي الممزق القديم !
وأرتاح حين ظن أن صوته ،
يقودني إلي إنتهاج مسلك المثقف
المهذب القويم !
ياللضمير الحر حين تجدب الحياة
لا يبقي سوي منحنيات الجدل
المدمر العقيم !" .
وللملوك ، كما تعلم ياصديقنا ، عوالما وطقوسا شاسعة ، يطلون منها علي الدنيا كالشهب ، لكنهم ، مثلها أيضا ، سرعان ما ينطفئون ، سريعا جدا ينطفئون ، وما يتبقي منهم شروخ وشظايا داكنة في كتاب التاريخ الإنساني : قام الملك ، عاش الملك ، ثم رحل الملك ! تقول القصة :
" ...
ثم ينهض الملك ، يدلق كأسه ثم يصدر أمره الملكي بإسكات نعيق الغراب . بيد أن أحدهم وقد تصدي للملك ، الغريب أنه من بطانته ، وقال : مولاي ، كيف تجرؤعلي إسكات صوت الحق ؟! عندها صفق الحضور !! " . و ... لا يزال ذلك " الحفل " متألقا في فضاء قصيدة كجراي ، مثلما هو متألقا في قصتك ، نفسها الأجواء ونفسهم الحضور ، أكاد أقول ذات المواقف التي يلونها الواقع المتخثر بملامحه الشاذة ... لكن الكلمة تطلع من بين الركام كالبرعم النامي في وتائر الكتابة ، حيث يلتمع الأمل جسورا وتتسلل أضوائه ، خافتة ، لكنها لامعة متوهجة تضئ المشهد برمته ، يقول كجراي :
... "
وحينما عبرت في جلبابي الأبيض كالصقيع
أنتفض الجميع !
لعلهم تخيلوا بأنني مضرج
بحمرة النجيع .
وحينما بدأت في تلاوة القصيدة
وقلت : قال الشاعر القديم
ذو الأرادة النافذة العنيدة
"
ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا ؟ "...
إنطلقت همهمة قريبة بعيدة
وصاح من يدعي " بتاج الدين " ،
مفتي الديار المتخم المهرج البدين :
-
ماذا تقول أيها الضالع في مكيدة الشيطان ؟
قلت له : ياسيدي أقول ما أقول .
أقول ، أن العدل قد يؤرق أو يذبل
في حديقة السلطان !
ياسيدي أقول
بأن ما تنبته أصابع القهر
علي مفازة الفصول
يموت مثلما يموت صوتك الضائع
بين ضجة الطبول !
فصاح بي : أخرس ، فهذا منطق العمالة !
الغرق تحت لجة الهوان
هيا أبتعد ،
فإننا نشجب من يخطر
في ثياب بهلوان !" .

لكننا ، نلاحظ هنا ، أن القصة أيضا تبلغ ذروة المشهد ذاته الذي أفصحت عنه القصيدة ... لغة السلطان التي تجاهد أن تغتال الكلمة ، وهي إذ تفشل في مسعاها ، تقنع بالفتات ، أن تحاول زراعة بذور المللوالسأم وروح الإنهزام في الذات المبدعة للإنسان الذي يناهضها ، بل تسعي لإغتيال الحلم نفسه ... فأنظر كيف تمضي أجواء القصة علي ذات النسق :
" ...
أنصرف النظارة ... الملل بدد نفسي ، فأين الذي قالوا به من التطهير ؟ ... أغادر وجهي ، يقتلني الأحساس بالتلاشي والأفول ... أسمع الكلمات والضحكات آتية من كهوف سحيقة . ما أغرب الأمر حين أكون وسطهم أكون وحدي مع نفسي ... ! أصل إلي داري ، يتمدد الأحساس بالوحدة ، أحاول أن أعصر ذوب نفسي في قصيدة ... تتأجج الستائر في النوافذ ، يتكلس القلم بين الأصابع ، تمتلي منفضة السجائر بالأعقاب ، الأريكة المغبرة ... الكتب المبعثرة ، ثمة ملابس علي الأسرة ، أخري علي الكراسي ... !" . هو نفسه ، الأحساس الممض بالوحدة والرتابة في مقابلة توهج الموقف والكلمة التي تطمح أن تكون فعلا في الحياة ، وواقعا معاشا مشاهدا من الجميع ، إنها لغة الفعل ، فعل الحياة وكلماته ، تقول القصيدة أيضا :
... "
سمعت من يقول هذا شاعر
مثرثر مسكين .
قضي عليه عارض الجنون ،
كي ينام فوق حافة السكين !
تفرق الجميع ...
كأنما أنشق فم الأرض
وحل الصمت في حضوره
المكثف المريع ! " ..

أما القصة ، فتختتم أجوائها بالصحو عن الحلم ... فتضع أمامنا لحظة إنتهاء الحلم وبداية اليفظة / الفعل :
... "
الآن سأنام وأترك كل شئ ، رغم صخب الفكر قد نمت . وها هي ملء كياني يتفاوح فأشم العطر الآتي من أفاويق الشرفات النورانية ... أغرق في دوامة الحياة ... تفاجئني أصوات العجم والثج وصياح الديكة ! أستيقظ من حلمي ، هذا الحلم الذي أخذ يتكرر بإطراد ، كأنما للحلم قانون وناموس ... " . بدأت ، إذن ، اليقظة ومعها أطلت الصبية العفية ترتدي " البلاوز الأرجواني الشفيف ، أقوم أستقبل قدومها الملكي ... " . كانت الصبية هي الحلم المرتجي ، هي الحبيبة وهي نفسها الحرية ، ثم هي بذاتها الوطن الرائع في مخيلة القاص مبارك ، مبارك ( الصادق ) هنا ، وليس ( الفاضل ) لوجه المجاملات ! ولكن ، ماذا عن " يقظة " كجراي في قصيدته ؟ يقول :
... "
وحينما صحوت من غاشية الزعر
رأيت غرفتي تسبح في الظلام
تحسست يدي مكان الجرح
فوق عنقي ،
فأستيقنت ...
أن ظل الجوع يفضي دائما ،
إلي دروب الشوك والآلام !
حاولت أن أجهر بالنطق
لكن فر من لساني الكلام !" ...

أخذته ، إذن ، الدهشة حد أن فر من لسانه الكلام ! والطريف هنا ، أن اللحظة التي يتوقف عندها اللسان فيكف عن الكلام في القصيدة ، هي ذاتها اللحظة التي يبدأ ينثال عبرها البوح طليقا بالغ الجرأة ، فأنظر كيف كانت خاتمة القصة :
... "
فيابشراي إذ أنت قادمة ، وأنا الموعود بسلسبيل عذب من فم بالغ العذوبة ، ومن عينين واعدتين بالدهشة ، وإذ ذاك سينتفض قلمي لإنك جمرة خلقه ، حيث تصبحين أنت بوحه فيغدو كليما ! " .
نعم ، يامبارك ، هذا زمان بوحها و ... آوان الكلام ، فتأمل معنا وتساءل مثلنا ، من ذلك السلطان الذي يستطيع تقييد الكلام ؟ أما نحن ، فأننا نسرع الخطو بثبات ، بثقة ويقين بأننا مدركون لا محالة " العربة الأخيرة وهي في طريقها للجنة " ... نلحق بها ، فنكون جميعا علي ظهرها لنقود إليها مسارها إلي حيث " جنتنا " ، هنا ، علي الأرض ، فوق تراب الوطن ، ليست في السماء ، وهي نفسها حلمنا الذي صاحبنا في حياة الناس هذه ...
القصة والقصيدة ، هما أغنية ، أغنية للحياة وفرحا باهرا بها ...
وسلام عليك ، يا مبارك ، في المبدعين !
-------------------------------------------------------------------------------------
تنويه : هذه المسامرة ، بين القصيدة والقصة ، تعود كتابتها للعام 2000 ، رأينا إعادة نشرها لقرءنا .
*
من حوار أجراه عثمان شبونة مع القاص والروائي مبارك الصادق بالملف الثقافي لصحيفة " الشارع السياسي " 12/10/2000 ، وقت أن كان يشرف عليه الناقد مجذوب عيدروس .
*
قصيدة كجراي " حدث في ليلة شتائية " / ديوانه " الليل عبر غابة النيون " ص 59 ، الصادر عن " دار النسق " للنشر والتوزيع والمكتباتالطبعة الأولي 1987.
* "
اللحاق بالعربة الأخيرة وهي في طريقا للجنة " قصة مبارك الصادق : الدستور العدد42 ص
31
/ 19 أكتوبر
* " أولوس " هي الرابطة الأدبية بكسلا وتسمت بقمة جبل كسلا كما في اللغة البجاوية
* مبارك الصادق رئيس ومن مؤسسي رابطة سنار الأدبية ، قاص وروائي معروف
.

ليست هناك تعليقات: