Powered By Blogger

الجمعة، ديسمبر 09، 2011

محاورة النص ، بوجع أقل ... !

المحاورة لمجتزأ من نص طويل بعنوان : " كن " المعركة ... عن تحقيقات كان ، لمأمون التلب !0نورد نصا للشاعر ونحاوره ، هكذا ، يستمر الحوار و ... نأمل أن نضيف بذلك ، فهما أفضل للنص الجميل !0------------------------------------------------------------------------------------------------------------



كنت أحاول أن أستريح قليلا

من وجع الكتاب

وسيلان الإبهار !

فيغافلني قلبي ...

كنت أحاول أن أغير شكل كتابتي

فتتمرد علي أصابعي

وتقفز – كأطفال مشاكسين -

فوق سياج حدائق الشعر

لتقطف اللوز والقصائد والفوضي

وتكتب أسماء " الكائنات " !

تري ، كيف تبدوا حديقة الشعر بلا

هؤلاء " الكائنات " ؟

ومن هو ذلك الولد المفتون بجمال اللغة

ويسرج القول ويطلقه – كالريح – في وجهي ؟

( الكائن الحي الوحيد هو الموت ! ) .

ياااااه ، مأمون التلب ، الآن ، يكتب :

* " مكاتيب الرسل

حول تفوهات الزمان ... "

قاطعته بدهاء أبليسي :

- مهلك ... ماذا رأيت أيها الكائن بين الكائنات ،

قل لي ماذا رأيت ؟

واثقا كحبل معقود علي طرفيه ، قال :

* " رأيت ما أصاب وجه الحمامة

والماء الذي شربته صباحا

بينما يمر ولد بنظرة خاطفة أبرزها

تأنيب أمومي

وكانت الريح تدرك أن لها أطرافا وحواس ،

بعد أن وسعتها أطراف الكائنات ! ".

مقاطعا ، مرة أخري ، قلت :

- ياللحمامات حين ينزفن ماء العيون

وسلامهن / رمزهن المحفوف بالهديل

يعاني الكمون !

والكائنات – تعرفها – هي الوحيدة

بين الوحيدات

لها حق التغزل – علنا - لعناب البنات !

و ... جدائلهن .

في الشوارع ، وساحات المدارس والمقاهي

والتظاهرات

ودواوين الشعر ، والحانات

التي لإبتكرتها مخيلة السكاري والصعاليك

وفي الحدائق العامة و الندوات

فكيف لا يكونوا حضورا في بهاء الشعر

أمام الملأ ؟

وكيف يجرأوا فيتهمونهم بالمروق

وإفساد الشعر ، وقد جعلوا أسماؤهم عناوين

في ملامح من يبتغون الشروق ؟

قل لي ياصاحبي ... ماذا رأيت أيضا ؟

قال :

* " رأيت ما أصاب كمون المطر الليلي في عين

القط ممتلئ

وأناه – يسهر علي لسانها – شرح

شعره ،

بينما جرس في ضفيرة البنت ينمو علي

مهل أصدائه ... " !

قاطعته ، كمن يستنكرا وضعا أحدثه لتوه :

- " ... ولكن

ألم تدرك – بعد – أن القطط مثل العشاق

ياحبيبي ... ،

وأنها تسعي ، مثلهن ، للعناق ؟

و ... ألسنتهن مقبلات ،

في وجد الليالي ...

مشرعات – كما الشفاه – للقبلات ؟ " .

عاد يسرح في ضفائر رؤياه كأنها أنثي يانعة وقال :

* " ... وكان الأب يفحص رجولته بالنظر إلي باب

البنت المفتوح طوال الليل لأشباه الظلال !

بين هذا وذاك :

كان كمن يعزف وحده ،

مشلول التجويف وعظام الإيقاع ،

شرر ينبع من فم يتذوق آخرا في الزقاق

الخلفي للبنت ،

أبطال الأفلام الكرتونية يتسللون من

أحلام الكبارملوكا لا كابح لحقيقتهم

وشواء الجيران يبلغ أذنا ناضجة تبدأ

آذان الفجر ،

يالهولي

وأنا عاشق

يمر كل هذا الليل دون أن أعد أصابعه

المجرمة !

هل من سبيل لأخراج الحمامة من جفاف

حلقي

والمطر من سرتي الوليدة للتو

والمشهد الوسطي من يدي التي ستقتل ؟

البنت

جسد

يؤرق أسلحة

وساحات حرب

تتفرس وجه الكون " !.

- تحيرت قليلا قليلا

في هذا الكون المعتم

وتذكرت ركن البنت المظلم

وبابها المفتوح الليل بطوله

لأشباه الظلال ...

فهل كل الحقائق – ياصاحبي – في هذا المدي المكتوم

حبا ودلال

هل ، هي الآن ، تقال ؟

تذكرت " سان جون بيرس :

( وكنت أنا نائمة

علي جنبي الأيمن

أصغي إلي خفق دمك الجواب قرب عنقي ،

عنق المرأة العارية " ! .

فياللبنات

ترقشهن الظلال !

كلماتك ... آآآه ، يا مأمون حبيبي ، كلماتك

أحالت البنات غابة من نوافذ

ومطر

وحنين من أصابع

تتلمس نبض الأشياء .

كلماتك ... كلماتك

ما جدوي البنيات الصبايا بلا أرتعاش كلمة

وما جدوي العالم بلا أنفاس أمرأة

بلا نسغ ، وأمطار وعيون سود

وأرصفة وقمر مسافر ونوافذ ياسمين

وشعراء مطاردون وملعونون من السلطات

وكتب وقصائد ممنوعة

وأحزان وعشب أزرق ... ويديك ؟

دعهم – ياصاحبي – مشلولون أمام أبواب البنات

المشرعات في ليلهن الحصين

وما من سكات !

فالكمان " المشلول التجويف وعظام الإيقاع "

قد أوصل لحنا في الناس ،

أوصله حتي تويجات القاع !

دعهم – أيضا – في شواء الفجر

وتعليم البنات خلاعة الرقص قرب النهر !

لكن العاشق ولهان

يالهولي أنا ...

فالعاشق – أيضا – حيران !

لكنه إذ يبدأ يكسر الليل شظايا

ويكبح حقائق الطغاة

يحيلهم إلي رماد المنايا

قد " أحصي الأصابع المجرمة " كلها ...

وأطلق سراح الحمامة المسجونة في الحلق

و ... أمطر

أمطر حشفا مرا في الحلق!

كان يرقص ...

يرقص ... يرقص

في مشهد البنت والأسلحة !

وغابت عن سماء المدينة

رايات الخديعة والأضرحة !

فالبنيات – ياصاحبي – غدون الآن

في المعركة !

لكن ، قل لي

ماذا شابها المعركة

كيف رأيتها ، وفي رؤياك مذاق البارود والأسئلة ؟ " .

* قال : " ... أن لهذا إسم

فلينطق به أحد لتنبت علي شفتيه الجثث أنهارا مدرارة

بالأمومة والحب .

إن كان لهذا تاريخ

فليوشر لعينه أحد

لتستريح القيامة من عبئها الطويل ،

أيام تحسب أعمال الأحياء والجمادات

وتجويع النار لأجل مجلل بالنوايا

والظنون ... " !

- يااااه ، جثث الأمهات

المحبات ... الحالمات

ياله من تاريخ ...

ياله من تاريخ !.

أستطرد يحكي حالته

وقد بدت معطونة برهق كثير

ومزامير تتحشرج ،

لكأنها تصدأ ،

لكنها بالكاد تنير :

* " ... كنت فيما يشبه سماء تزحف علي بطنها ،

ظهرها لا مكان فيه لجذور ،

في الأعلي تسطع النسور

بأجنحة مظلمة ،

في الأسفل كانت الطوابير الهالكة تنتزع

عيونها

تعصرها

فتخرج منها الحياة وتعترف : " !

- قاطعته ، وقد رأيت ما رأيت ،

" هي القيامة ...

هي القيامة

قيامة الجثث النائمة " !

قال يواصل ما أعترفت به الحياة :

* " لماذا يبدو خيار الولادة كأنه من أوامر

المولود ؟

إذ يطلب المولود ملكا ويقوض صراعه

يتجرع الجهل ويعرق يأسا عينيا

كان وما زال جسده ساحة معركة يسكنها

العرافون بثياب خفية

ولا تزال يد خالقه مبهمة المعني في

الأحلام ،

مكسورة الشكل خلف دموع كوابيسه

فقط ،

مخالب اليد بينه

ما عدا ذلك بوجهين يحيا

بتبادل لا ينفد للقتل يسمي نفسه

ما عدا ذلك ،

سيرة الخيال ، بقبحه وعجزه ، يتململ

بأنفاسه الأخيرة تحت قبضة الزمان ... ! " .

- نعم ...

" كأن الولادة خيار المولود " !

وبع أن يولد تبتدئ سيرة الوجع

في مسيره الدامي " يعرق يأسا

ويتجرع الجهل " !

ويعيش ، جسده الملعون ، معارك شرسة

يراوغ العرافون

وما تصله من أصابع يدي الخالق

يلجمها – أحيانا – ليوقف نوافير الحرقة المتفجرة

ولجامات قلبه الصاهل في براريه الشاسعة !

بيده يقتل ويسمي نفسه

يسمي قتله ... ،

في سيرة العجز والمهزلة

فمن يملك إدعاءا – الآن – ليسميها مرحلة ؟

والزمان قبيح ...

قبيح قمئ ياسادن المعرفة ! " .

* " ... ما كان زمانا تسبح داخله

قبل لم تكتمل

أشباح أبناء يرضعون – لازالوا – من

أثداء أمهاتهم

تمزيق مستمر لصورة الأب مبتسما خلف

سياج يحمل جسد أبنه الدامي ! " ...

- " مهلا ، مهلا ياصاحبي ، قاطعته :

كيف يقسم

هذا الزمان الدامي نفسه ،

كيف يجعلها برهة قاسية ؟ " .

* يواصل كأنه يحدث وجعا جواهو :

" ... في الثانية الأخري

بينما يحمل طفلا قطرة ماء حية راكضا – بقوة فنائه – نحو

جدتهليبهجها بلمعان القطرة

هي تتحسس ظمأ حكاياتها القديمة

تعرف الوجوه المكفهرة الدائبة علي

سطح بويضاتها الشبحية ... ! " .

- تنبهت فجأة للتي قد كانت ،

وهي الآن كائنة فينا

و ... كائنة : " رشيدة حبيب الله ،

هل كانت هي الجدة الكائنة ؟

فقد كانت ، أيضا ، تبهجها جدا قطرة الماء الحية !

وزمانا طويلا كانت تعرف

الوجوه المكفهرة في لمعان زائف

وتتحس ،

بسليقة العين وصفاء البصيرة

كيف تشتغل المحنة حتي لتغدوا وجعا راعف !

أبدا ما أبهجها بريقا يتصنع ملامح الملائكة

ولا فرح الزغاريد في الوجوه اللامعة !

تحذق ...

تحذق ...

ما هو عندها ،

وما هو في أصلاب الفتية الخارجة !

لا ...،

لست أفتق منك مكامن قد أنسدت

ولا عقدا لديك قد أنفكت !

لا عليك ، إذن ، ياصديقي ...

وقل لي ماذا رأيت في الثانية التالية ؟ " .

* تنهد ونطق كمن يحدث نفسه :

" في الثانية الأخري

بينما تقفز الشامة من نهد الفتاة لتبحث

عن كون لتصبح ثقبه الفائر ،

بينما يتحسس الولد كيان شبيه محتشما ،

شيب يرمق نطفة مطعونة الظهر

يالها من نهاية ! " .

- " الولد ، إذن ، أصبح في الشيب محتشما ،

ويرغب ...

يرغب ويسعي أن يري

وأن يكون مرئيا !

لكن النهايات مطعونة راعفة

النهايات تغدو – في ربيع العمر -

جراحا نازفة

ألم تري ... ،

ألم تري سديمها ؟

ألم تحصي كم بقي من الأحلام والسنوات والبكاء ؟

ألم تر الصمت قد طال السماء ؟

ألم تتفرس وجوه الفتيات

وكلهن يحملن ملامحك ؟

ولكن ، أينك ،

أيها المبصر الرائي

أينك ؟ " .

* في الثانية الأخري

تعبر نبوءات المجرة كاملة شوارع ألفتها ،

تختال بثوبها الرمادي ،

تنقشع اللغات من خلفها

كاشفة جسد الحرب البشرية ترفرف

داخل جمالها .

ياجمجمة الوادي ،

قرية تنام داخلك ،

مدينة تهش الكوابيس بينكما .

ياجمرة الآتي من لحظات ولادات متتالية ! " .

- " أعرفها ، تلك الكوابيس والجماجم

أنها تأتي ، حينما تأتي ، جمر متلاطم!

أنها الحرب تتعري لتنهض فينا فتنتها ...

وتستعر تواريخها جمرا ولظي ...

تكتم اللحظة الضاحكة !

ففي ليالي الحرب الطويلة

تبدوا السماء أحيانا بلا نجوم وذكريات

لكنها تحرض البرهة لتغدوا كونا في الناس

أشواكا ورملا وملحا في النعاس !

فكيف تكون الثانية التالية

والولادات متتالية ... متتالية ؟ " .

* قال حبيبي وهو يضحك

ضحكته الأسيانة الباكية :

" ... الثانية الأخري ليست تالية ،

أصلا بجانب ( التالية ) تحيا ، وتفور

بمقتنياتها الألمية .

خطف مستمر لآيات الأنبياء نحو غابة

أحداث تبصرها العين المدفونة من خلال

دودها ! " .

- ما أستطعت ، من بعد ، سكوتا

فالأنبياء قتلوا من الأحداث توهجها ،

حتي غدت – وهي الجريئة الباسلة – هامدة

كأنها من برهة الزمان

نائمة !

يالهولهم ...

وسوءاتهم الواضحة

الواضحة !

واصل في سرده و ... أنتبه :

* " ... الثانية الأخري ما يحاور القتل في سرير

طامح علي نهر الأبدية

حيث تتلفت الغزلان بجرأة ماء أزلي

ينتفض مفتونا من شعرها الصحراوي

حيث المشانق تطارد حبالها بما فاض من

رسائلها لإرتجافات أعناق جاسدتها.

أيها الزمان ... " !

- " دقيقة ... دقيقة

قاطعته ، بجرأة المتوهج

كثير الدلالات والحجج

ولكن ، كيف رأيتها ... ،

المشانق التي تطارد حبالها

تجاهد أن تنأي عن جاسدتها ؟ " .

* يواصل : " لآ ... أيها الزمان ،

لديك تراب القبر محمولا علي يد اليتيم ،

يتسرب من أصابعه حاملا معه بصمات

وليال ألف ،

لديك الوهب ،

وكبرياء النارتتجذر في نسبها الشيطاني !

وهل لك منا عهد ؟

ليسابق رموشنا للبكاء

ليلتقط القبلة من عاشقين

ويقذفها في حلم صبي يعيش في القرن

الأخير من القيامة ؟

وهل الحب ،

وما شابه أنحاء أسلحته وقتله

يتجلل تحت يدك المتفانية في الإفناء

والمحو ؟ " .

- " تحسرت ...

تحسرت حتي بكيت !

قلت – لا ، ليس إليه – بل

للزمان الفهيم

الزمان الكليم ،

و ... لنفسي :

ظلام كثيف كثيف ،

وبقايا جثث ومعلبات طعام طافية ،

الأتصالات مقطوعة ...

ياللعزلة الكائنة ،

ثمة أصدقاء رحلوا بين أعواد المشانق

اليابسة

وتركوا ، لنا ، وجع البقاء مع ذكرياتهم !

قصف ...

قصف ... ،

قصف شديد جدا

لامجال للغناء والرقص

من ، ياتري ، في هذا الزمان الكوني الكتيم

الكتيم اللئيم

اللئيم اليتيم

يفهم فوضانا ؟

نحن الذين علمتنا الحرب ،

الحرب الضروس المشتعلة في الدم والخاصرة

المزروعة شوكا ،

في برهتنا الراهنة

أن نترك أشياؤنا كما هي

عارية عارية

و ... نمضي إلي " التالية " !

فإلي أين نسير – ياصديقي – وماذا

سنري ؟ " .

* " ... أنظر للطريق إذا ،

وتغير لمرة إذ لا يمشي عليه أحد ،

ولا تحدث ( فعلا ) يشئ بوجودك لمرة

واحدة ...

ستري حينها :

هامات تتسامق لأسفل سافلين ،

حيث تكالبت أجنحة الملائكة علي دم

الحروب المتكلس ،

وحاورت لزوجة الرائحة هناك ،

وأشباه الأصابع وهي تعلم أسماء

الأتجاهات بالتهديد

( والجهات – تعلم – محكومة بدوران

الأرض ، وأسماؤها شهوة للمركز ) .

هيام الفتيات المراقبات ما يحدث في

الأسفل يسطع ،

أقمارا هلامية الجدوي وإختياراتها نافقة

بحسرة .

لمرة قاوم مرارة أصابعهن ،

ومرر لسانك وأرفع بصرك إليهن وقل :

هل للتقوي مكان ،

والإيمان ؟ " .

- قلت إليه أنا : " الطريق وحيد

والوحيد غريق !

ولا من مكان يسعهما :

" التقوي ...

والإيمان " !

جمرات الحريق

يراكمن في الأجساد

صديدا و ... ضيق !

وما من صديق

ما من صديق !

تذكرته في البرهة الراهنة ،

تذكرته ،

وهو الصديق الرفيق ،

هل تذكره ياحبيبي ؟

أراجون ،

ممتلئا بالزمان الصفيق

كان يقول :

" لست ممن يخدعون العالم ،

أنتمي بأكملي إلي هذا القطيع العظيم الحزين ،

قطيع البشر !

كافحت بذراعي الحريق في كل مرة

وعرفت الخنادق والدبابات .

وقلت دوما بلا حذر أسوأ خواطري في وضح النهار

ولم أنسحب عندما جاءوا ليبصقوا في وجهي !

وتقاسمت الخبز الأسود والدمع مع الجميع !

أخذت نصيبي من المرارة

وحملت حظي من الشقاء

لم تنته هذه الحرب أبدا بالنسبة لي ،

ما دامت أطراف شعبي ممزقة .

ألصق الأذن بالأرض ...

ما زالت تصل إلي تنهدات بعيدة مخيفة

تخترق لحم عالم أصم !

لا أعرف النوم ، وإذا أغمضت العين يوما ،

فإلي الأبد !" ...

يااااااه ...

كم أحبهن ،

البنات الصبيات

الجميلات ...

جرح عمري المديد ،

بادلنني الوهم بالحلم

رقصاتهن ترتق ظلي

في الطرقات .

أنتشلنني من ركام الخراب

وجراح الحراب !

كم أخذن بيدي للبراح الفسيح

من باب لباب !

لا المركز يجعلهن في البهاء

ولا الهامش يحيل جراحهن أغنيات

في النداء !

فكيف تصف – أنت – إليهن

الغابات التي حلمت بها

والأرصفة التي سهرت ونمت فيها

ودخان السجائر والقصائد

وحمي المصائد

والشوارع والباصات والنساء والمكتبات والأحزان

هكذا إذن ، تصف جتي نبض قلبك المندي

بالأمل وقد دنا في السهاد !

تصف كل ما رأيته – أيها الرائي – في حياتك

بمنتهي العذوبة والألم

مخبئا نصف ذكرياتك علي الأقل !

كأنك تحذو حذو " أميليو برادوس " ،

فتسير خلف ضفائرهن :

( أسير في أثرك ،

خطوة ... خطوة

إلا ترين ذلك ؟

فأني أضيع ،

خطوة ... خطوة ! ) ...

تنهد ، عميقا وطويلا ، صاحبي ،

بألم يختبي خلف قلق أصابعه

خشية أن ينتبه الحرس

عندما يشرع يدق ،

مع نبضات القلب إليه ،

الجرس !

لتكاد تري دم الشاعر فيه يتسلق

ليبلغ أطراف جسده ،

و ... أجسادهن !" .

أخيرا قال :

* " في الثانية الأخري ،

إن شاء المولود ،

يري الحضور القوي لملائكة تولد من

صلبه

وتبحث قلقه عن أقدار صنعها بيديه

تقتنص الأرواح وهي تحيا جمالا لم تدركه

في حينها ،

إذ يسير الجمال أمام الروح ،

ولا تدركه إلا بعد خروج الحروب من

عينيه الغائرتين في الأبد!

تنام ميتة - بعد أن حدثت – تحت حماية

ظلها ...

ودموع تتدحرج في لحظات الغضب ! " .

- تلك كانت ، إذن ، بعضا من سيرة الوجع

وغناء الحياة / البنات !

فتحت العيون أفقا يضئ عتمات الجسد

والزمن الموات !

أرجوكم :

أتركوا البحر في عزلته

البحر الذي يتبدد كل يوم علي الرمل

ودم الصبيات البات

ينثر زهورا ملونة علي قمصانكم

وطاولات الوظيفة ...

أوصيكم :

لا تتهموا الشاعر بالإبتذال !

أفهموا براءة الموج

أفهموا فوضاه وحزنه المائي

وأمواجه التي تغسل ملوحة المدينة

وتبدلها بالأشجار والريحان !

حتي يري " الجمال الذي يسير أمام الروح "

في حديقة الرمان !

وأنت ، أيتها المدينة ، ياقلبا من الزجاج

والبراءات والشوك واللافتات

ياوترا يرقش ليلهن البنات

لا تتأمري علي الشاعر ...

لا تؤاخذي شعره المحدث

ودعي البحر ينفتح علي المرايا

حيث الشاعر يجلس حالما علي الرمل

يحلم بالتفاحات والسوسنة

تلك التي في قلبه

حاضرة ... حاضرة ! ".

ليست هناك تعليقات: