Powered By Blogger

الجمعة، ديسمبر 09، 2011

كلمتان ، لأقولها للتجاني الطيب بابكر

لم يكن ليسوءه
أن أفضح أسمه في الشعر
لم يكن يتوقع أن يخذله البطين !
فظل يعب الهواء
حتي تضاءل الأوكسجين
في قلبه ...
وحين ضاق الطريق علي منكبيه ،
أنتعشت الموسيقي
في ردهات الحزب !
الآن يارفيقي :
الجراح في العائلة
وعلينا توزيع الواجبات
حسب العمر والرصيد الحزبي :
أنت ترعي مسيرة الحزب ،
محاذرا العسس ووعورة العمل السري
والمهمات !
وأنا أحضر إليك " عزة "
التي أحزنها أن تؤشر من البعيد
كي تضع علي وسادتك مجسما
لحلم السنوات
وتلاحظ التذبذب في مسيرة الدم
محافظة علي نعومة الحنجرة !
وأنا اترك لك أعترافاتي الصغيرة
كي تنجز بها رؤية المستقبل !
أما الولد الذي أوصيتنا به ،
فقد أزهر النبيذ في فمه
وصاح في حشود المؤبنين :
ما كل هذا الدم الزفافي
في عروق الحزب ؟
هو الآن يقرأ في كتاب " الميدان "
ويستعين بتنوع الثورات
علي أكتشاف الصلة بين الشعب والوطن
ونفسه !
وأنت غائص في دفاتر السلالات ،
تقيس بالشبر
المسافة بين البلاد ،
والأحلام القادمة
ولمعة الرؤيا التي توهجت
في المدن الكبيرة الحالمة
عاكفا علي سودنة الأيدلوجيا
حتي نستبين لون الريشة
التي حطت في شعيرات جسدك
حين كنت تنثر أسم البلاد
في سيرة الوجع
كنوع مستحدث في العشق
فتخضر أرض ،
وتزهر نوارة الفكرة !
*** *** ***
الحياة شرفات ... ،
شرفات ، لكنها عالية !
بعيدة في غور الأفق
لكنها دانية !
صفحات من كتاب البحر
غمامة في فم الطفل ،
سيدة عابرة !
في المنتصف من حياتنا ،
نبدأ من جديد ...
نبدأ من الشفق ،
حيث باتت السماء ثملة بالضياء
وثمة نداء
كلمات تقولها :
لمحمد وعزة ،
والصغيرات البنات
لفتحية وللرفاق في الحزب
إذ تريهم ، كيف تكون الصحافة
وكيف يكون الثبات !
كانت أيامك وهجا يا حبيبي ...
مشهدا محفوفا بالممكنات !
كنت " السنديانة الحمراء " ،
وشاحا في المهرجان
وفي مؤتمرات الحزب ،
ضياء الكهرمان
وميضا نادرا يستولد الصباحات .
آآآآه ، أعجوبة كنت ،
لكنها في العصر الخاطئ
واللون الخاطئ
والتسديد الخاطئ
والسياسة الخاطئة
والأحزاب الخاطئة
والديكتاتوريات الخاطئة
والأسلام الخاطئ !
عشت مزدحما بالرجاءات :
جعلت السماء ملونة واطئة
وبساتين البلاد مزهرة
أحلت كتل الظلام الكابيات
ورودا يانعات
للصبايا الجميلات
جعلت الضوء يشرق من خلل الصخرة
والبراعم في الفكرة
زهرة ... زهرة
ميسرة ... ميسرة !
منحت الأمهات البهار ،
في الجذوة تدخل مطابخهن ،
وقادرات علي الأحساس
بحقبتك تتسلل إلي الأولاد والبنات
ورميت العتمة إلي الهاوية
والذاكرة ،
إلي خاصرة الوطن
منحت الوعي يزهر من يديك
فجنبت البلاد المحن
أنت – الآن – هناك ،
أيها المجيد الفطن
حيث السماء تتوق إلي البياض ،
وإلي أبد مديد
ورأي سديد
فكن ياتجاني ،
كن ... ،
في الخالدين النشيد !

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* التجاني الطيب بابكر : من مؤسسي الحزب الشيوعي السوداني ، عضو المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب ورئيس تحرير صحيفة " الميدان " الناطقة بلسان الحزب ، شخصية سياسية وطنية مرموقة في السودان ، وقد توفي يوم 23 نوفمبر الماضي بالخرطوم !

ليست هناك تعليقات: