- الخطيب -
----------------------------------------
علي مدار عمره النضالي ومسيرته في حياة بلادنا السياسية ، ظلت مؤسسة الحزب الشيوعي السوداني تلتزم الديمقراطية نهجا مجمعا عليه في كل مراحل نضاله وبشأن القضايا الكبيرة ، المعقدة والمتناقضة أحيانا ، التي يجري التداول حولها في أجتماعات ومؤتمرات وسمنارات ولقاءات الحزب الداخلية ، لعل ذلك هو الذي اكسب مسيرة الحزب ذلك الوجه الديمقراطي السمح ومنحه تفردا عرف به من بين كل أحزاب الدنيا الشيوعية . أفتقدت الحركة الشيوعية كلها ، والحزب الشيوعي السوداني خصوصا ، وجها نضاليا مرموقا ، في الحياة الحزبية وفي مراحل النضال ، في القيادة وفي الحفاظ علي جذوة المعرفة الماركسية ، برحيل " نقد " المفاجئ ، لكأن عصر القادة التاريخون قد أنقضي و حل جيل جديد وملامح ، هي الأخري ، جديدة في مسيرة الحزب والوطن ! ولما كانت أحزان اليسار - بتوالي الرحيل المر – لا تزال تمسك الأعناق وتدمي القلوب ، فقد تلفتت عضوية الحزب و الديمقراطيون وأبناء وبنات شعبنا ، تبحث عن ذلك الذي سوف يخلف ، في قيادة الحزب والمسيرة ، القائد التاريخي الفذ " نقد " ؟ رأيتهم ، وأنا في تيه ودوامات الحزن الكثار ، وهم حائرون حائرون وحائرون ! فالمرحلة التي يعيشها الوطن تستدعي ذلك الحزن النبيل والحيرة التي تنشد الملاذ و تسعي إليه ! لم يكن هنالك من بد أن تنطلق " الشائعات " من كل شاكلة ولون ، ترشح هذا أو تشير " لشلليات " متوهمة و " تكتلات " تتصارع في مخيلات صانعوها ! لم يكترث الحزب كثيرا لهذا " العواء " كله ، وظل يرتب ويعد للأمور عدتها وعتادها ، في صمت مهيب ، وبحرص ودقة عرف بها في العالمين ، رغم أن الوقت كان مهولا في وقعه علي الناس أجمعين :
كانت السماء بيضاء
وفي ما بعد القيلولة ،
التي صارت ضجرا ،
غدت سوداء ... سوداء
منذ تلك الساعة من الهول
غلف الليل وجه الوطن !
ثمة حراسا وعسسا ،
يجوبون الطرقات
يظنون يطوقون المحن !
ماذا كان يحدث ؟
توقفت الحركة وساد الذهول
لكأن الصباح ذبول !
هلعت الناس ولاذوا بالصمت
وكف الهواء ،
وفي الناس موت
أنهم يدفنون " نقد " العظيم !
تنفتح الشوارع بوقار كثير
وحزن أثير
ليمر موكبه ويتسع الحزن ،
احتراما لهذا المحارب الكبير !
الآن ،
تهب نارا أخري ،
حين يأتي " الخطيب " !
الديمقراطية وحدها ، هي التي أتت به ، من بين صفوف الحزب معدودا في العتاة المقاتلين ، لا لامعا جراء الأضواء والكاميرا ، ولم يعتلي منبرا حزبيا ليكون " ظهورا " لوجاهات الدنيا الزائفة ، جاء ، إذن ، عبر مؤسسية الحزب والروح الديمقراطية التي تسري في مفاصل جسده كلها فتكسبه ذلك الألق الوهاج ! فمن هو هذا " الخطيب " الذي رفع الراية منذ مبتدئ أمره ، منذ اللحظات الأولي لأنتخابه ذو الدلالة والمعني ، من هو هذا الإنسان " السبعيني " ، الشيوعي بالدم والقلب و الذهن ؟ لقد جرت حياته جريان نهر سيال ، مثل تيار من مياه النيل العظيم . قضيته وحياته ، اللتان هما نفسهما ، قضيتا الشعب والوطن ، ولدا من أعماق حياة شعبه ، ثم توجها ، بلا توقف ، صوب مخرج مجري عميق : الوطن ! لقد أرتضي ، منذ بواكير صباه ، أن يكون في حوبات وساحات النضال ، أختار دربا في الحياة ومشي إليه ، محتضنا " سر " الحزب حتي فتح له مسربا وضوءا إلي قلوب شعبه . كافح وكابد ، أحب وغني ، أنتصر مرات وأنهزم أحيانا أيضا ، تذوق طعم الخبز وطعم الدم ، فماذا يريد شعبنا بعد ؟ أن النقيضين ، من دمع ومن قبل ، من وحدة ومن شعب ، يعيشان في معية حياته الخصيبة ، لأنه عاش لأجل شعبه الذي ظل يبادله هذا العشق المجنون للتراب ، فبدأ – كعادته – يدعمه في صراعاته ومعاركه الكثار و ... ينفض عنه غبار المعارك والعاديات ... لقد نال حبا كثيرا ورضي عميق ، مثل فراشات ذات طلع وحضور أنيق ! وسط وهج الشمس بتلك الأراضي الخصبة ذات الشسوع ، المحترقة جراء السياسات الظالمة لحقها في البذار وللناس ، من وسط معاناة المزارعين والأجراء الزراعيون وفقراء الأرياف والمدن المجرحة ، بمشروع حلفا الزراعي ، المشروع الذي عده " الخطيب " ، مثل ولده الوحيد ، أثيرا إلي قلبه و ... رؤاه ، وكم سعي ، دونما كلل أو تقاعس ، أن يعيد إليه وجهه الخير السمح ، رخاء وبذارا مثمرا في حياة الناس ... كم تجول فيه " ترعة " ترعة و " تفتيشا " تفتيشا ، وجداولا من بعد جداول ، وقنوات بجسورها وكباريها ، حتي أصبح بعضا من هذا الصرح العملاق الذي كم سعت الأنقاذ لتقذيمه وتفتيته هلعا وخوفا من حراك المزارعون وسعيهم لتطوير وتحسين معاشهم ومستوي حياتهم ... من وسط ذلك البلبال والعنفوان ، صعد هذا الإنسان الشامخ " البسيط " كالماء ، متوهجا كنيزك حل ، بكامل البهاء ، في أجتماع اللجنة المركزية التي ، بآلية الديمقراطية الحزبية ، كرسته زعيما للحزب خليفة " لنقد " العظيم ! طلع ، إذن ، كمن يصعد من بطن جهنم ، بوجه متعب ، معبر ومجعد جراء العمل الرهيب لحياته الخشنة التي ماعرفت يوما سبيلا للرفاهية والدعة ، بملامح فقيرة أحتوتها تلك القسوة ، لا ، ليست " قسوة في الحليب " كما قال بها شاعرنا المجذوب ، بل أندغمت ، بحنان رحيم ، في عينين محمرتين ، بسبب من غبار الطريق وسنوات العمل الجماهيري ، وتعسف الفصل من العمل ، والأختفاء متفرغا لقضايا الحزب والوطن ، والمطاردات التي ظلت تقويه و تمنحه زادا للطريق ، لكنها – برغم حرصه المعهود عنه – أوصلته أحيانا كثيرة إلي سجون الديكتاتوريات حتي في هذا العهد " الأنقاذي " الحالك ... هذا هو إكليل الغار لحياته كلها ، إذ ظل لسنوات عديدة من عمره تصك أسماعه ما قالته له الريح والليل والنجوم مرات عديدة : لست وحدك يا " خطيب " ، ثمة شعب يفكر في آلامك و ... يصطفيك أبنا بارا به وفي القادة من النضال !
قال ل " الميدان " في أول حوار معه بعد أنتخابه : " ... أن الثقة التي أولاها لي الزملاء باللجنة المركزية والحزب الشيوعي كبيرة وغالية ، ولها مستحقاتها ومطلوباتها ، ومنها : التمسك بطبيعة الحزب الماركسية وصفته كحزب الطبقة العاملة ، ثم التمسك بتفيذ قرارات المؤتمر الخامس وبرنامج الحزب ومقرراته ، وتعزيز الديمقراطية الحزبية ووحدة الحزب والقيادة " .تلك هي أهم مطلوبات العمل الحزبي الداخلي ، في ملامحها العامة ، وهي ، الآن ، في الجوهر من أهتماماته المقدمة علي ما عداها حين النظر للشأن الحزبي ، ثم تلك التوصيات والمقررات والبرامج التي صدرت عن المؤتمر الخامس ، التي هي – بذاتها – قضايا الشعب السوداني ، ومن بينها ، بالطبع ، أستنهاض الشعب كله لكي يتم ، عبر النضال الجماهيري السلمي ، الأطاحة بهذا النظام المتأسلم الفاسد الذي فرط في سيادة الوطن وحريته ووحدته وتجرع الشعب المرارات والعسف وشظف العيش وأنعدام الخدمات الضرورية جراء سياساته الأقتصادية الرعناء ! تلك هي أوراقه واجندته ممسكا وملوحا بها وهو يتبوأ أول أيامه في قيادة الحزب ، ماذا ، إذن ، يريد شعبنا – في راهنه الممزق هذا – أكثر من ذلك ؟! و ... لكن ، أيضا ، من هو " الخطيب " ؟
زراعي / نقابي ،
وقيادي حزبي .
24 عاما من عمره
متفرغا حزبيا !
له بضع " جلاليب " سودانوية
وبعض العمائم !
لا يرتدي الأزياء الأجنبية
ولا يعرف لغة تزيف الأبجدية !
له أزواج قليلات ،
بلديات
من أحذية " المراكيب "
وكم طاف بهن السراديب !
وحين يخرج في الناس
يتلفح وشاحا من الصبر ،
مطرزا بكبرياء الناس العوالم !
له زوجة واحدة ،
ركيزته العالية الصامدة ،
وأربعا من البنات
علمهن ، بسيرته الباهرة ،
قيم النضال ومعني الثبات
وكيف يكن في العرس ،
حين تشتد في الناس المواجد ،
يتقن صدح الأغنيات
فياللبنات !
ثم له ولدا واحدا أحد
مدخرا للأناشيد
وأفراح الصبايا ،
للحزب والبلد
وعلمه ، حين يكون بعيدا في النضال ،
كيف يوفر لأسرته ما يقيم الأود !
أخيرا ،
هو لايحب المديح ،
ولا البريق والأضواء
ولا الميديا الرسمية ،
ولا مسامرات الرياء !
هو ، في الحزب و ... كفي !
محمد مختار الخطيب ،
يارفيق الحزب والسنبلة
أعطيك ، الآن ، صوتي ،
وها أنت ، الآن ، في المرحلة !
علي مدار عمره النضالي ومسيرته في حياة بلادنا السياسية ، ظلت مؤسسة الحزب الشيوعي السوداني تلتزم الديمقراطية نهجا مجمعا عليه في كل مراحل نضاله وبشأن القضايا الكبيرة ، المعقدة والمتناقضة أحيانا ، التي يجري التداول حولها في أجتماعات ومؤتمرات وسمنارات ولقاءات الحزب الداخلية ، لعل ذلك هو الذي اكسب مسيرة الحزب ذلك الوجه الديمقراطي السمح ومنحه تفردا عرف به من بين كل أحزاب الدنيا الشيوعية . أفتقدت الحركة الشيوعية كلها ، والحزب الشيوعي السوداني خصوصا ، وجها نضاليا مرموقا ، في الحياة الحزبية وفي مراحل النضال ، في القيادة وفي الحفاظ علي جذوة المعرفة الماركسية ، برحيل " نقد " المفاجئ ، لكأن عصر القادة التاريخون قد أنقضي و حل جيل جديد وملامح ، هي الأخري ، جديدة في مسيرة الحزب والوطن ! ولما كانت أحزان اليسار - بتوالي الرحيل المر – لا تزال تمسك الأعناق وتدمي القلوب ، فقد تلفتت عضوية الحزب و الديمقراطيون وأبناء وبنات شعبنا ، تبحث عن ذلك الذي سوف يخلف ، في قيادة الحزب والمسيرة ، القائد التاريخي الفذ " نقد " ؟ رأيتهم ، وأنا في تيه ودوامات الحزن الكثار ، وهم حائرون حائرون وحائرون ! فالمرحلة التي يعيشها الوطن تستدعي ذلك الحزن النبيل والحيرة التي تنشد الملاذ و تسعي إليه ! لم يكن هنالك من بد أن تنطلق " الشائعات " من كل شاكلة ولون ، ترشح هذا أو تشير " لشلليات " متوهمة و " تكتلات " تتصارع في مخيلات صانعوها ! لم يكترث الحزب كثيرا لهذا " العواء " كله ، وظل يرتب ويعد للأمور عدتها وعتادها ، في صمت مهيب ، وبحرص ودقة عرف بها في العالمين ، رغم أن الوقت كان مهولا في وقعه علي الناس أجمعين :
كانت السماء بيضاء
وفي ما بعد القيلولة ،
التي صارت ضجرا ،
غدت سوداء ... سوداء
منذ تلك الساعة من الهول
غلف الليل وجه الوطن !
ثمة حراسا وعسسا ،
يجوبون الطرقات
يظنون يطوقون المحن !
ماذا كان يحدث ؟
توقفت الحركة وساد الذهول
لكأن الصباح ذبول !
هلعت الناس ولاذوا بالصمت
وكف الهواء ،
وفي الناس موت
أنهم يدفنون " نقد " العظيم !
تنفتح الشوارع بوقار كثير
وحزن أثير
ليمر موكبه ويتسع الحزن ،
احتراما لهذا المحارب الكبير !
الآن ،
تهب نارا أخري ،
حين يأتي " الخطيب " !
الديمقراطية وحدها ، هي التي أتت به ، من بين صفوف الحزب معدودا في العتاة المقاتلين ، لا لامعا جراء الأضواء والكاميرا ، ولم يعتلي منبرا حزبيا ليكون " ظهورا " لوجاهات الدنيا الزائفة ، جاء ، إذن ، عبر مؤسسية الحزب والروح الديمقراطية التي تسري في مفاصل جسده كلها فتكسبه ذلك الألق الوهاج ! فمن هو هذا " الخطيب " الذي رفع الراية منذ مبتدئ أمره ، منذ اللحظات الأولي لأنتخابه ذو الدلالة والمعني ، من هو هذا الإنسان " السبعيني " ، الشيوعي بالدم والقلب و الذهن ؟ لقد جرت حياته جريان نهر سيال ، مثل تيار من مياه النيل العظيم . قضيته وحياته ، اللتان هما نفسهما ، قضيتا الشعب والوطن ، ولدا من أعماق حياة شعبه ، ثم توجها ، بلا توقف ، صوب مخرج مجري عميق : الوطن ! لقد أرتضي ، منذ بواكير صباه ، أن يكون في حوبات وساحات النضال ، أختار دربا في الحياة ومشي إليه ، محتضنا " سر " الحزب حتي فتح له مسربا وضوءا إلي قلوب شعبه . كافح وكابد ، أحب وغني ، أنتصر مرات وأنهزم أحيانا أيضا ، تذوق طعم الخبز وطعم الدم ، فماذا يريد شعبنا بعد ؟ أن النقيضين ، من دمع ومن قبل ، من وحدة ومن شعب ، يعيشان في معية حياته الخصيبة ، لأنه عاش لأجل شعبه الذي ظل يبادله هذا العشق المجنون للتراب ، فبدأ – كعادته – يدعمه في صراعاته ومعاركه الكثار و ... ينفض عنه غبار المعارك والعاديات ... لقد نال حبا كثيرا ورضي عميق ، مثل فراشات ذات طلع وحضور أنيق ! وسط وهج الشمس بتلك الأراضي الخصبة ذات الشسوع ، المحترقة جراء السياسات الظالمة لحقها في البذار وللناس ، من وسط معاناة المزارعين والأجراء الزراعيون وفقراء الأرياف والمدن المجرحة ، بمشروع حلفا الزراعي ، المشروع الذي عده " الخطيب " ، مثل ولده الوحيد ، أثيرا إلي قلبه و ... رؤاه ، وكم سعي ، دونما كلل أو تقاعس ، أن يعيد إليه وجهه الخير السمح ، رخاء وبذارا مثمرا في حياة الناس ... كم تجول فيه " ترعة " ترعة و " تفتيشا " تفتيشا ، وجداولا من بعد جداول ، وقنوات بجسورها وكباريها ، حتي أصبح بعضا من هذا الصرح العملاق الذي كم سعت الأنقاذ لتقذيمه وتفتيته هلعا وخوفا من حراك المزارعون وسعيهم لتطوير وتحسين معاشهم ومستوي حياتهم ... من وسط ذلك البلبال والعنفوان ، صعد هذا الإنسان الشامخ " البسيط " كالماء ، متوهجا كنيزك حل ، بكامل البهاء ، في أجتماع اللجنة المركزية التي ، بآلية الديمقراطية الحزبية ، كرسته زعيما للحزب خليفة " لنقد " العظيم ! طلع ، إذن ، كمن يصعد من بطن جهنم ، بوجه متعب ، معبر ومجعد جراء العمل الرهيب لحياته الخشنة التي ماعرفت يوما سبيلا للرفاهية والدعة ، بملامح فقيرة أحتوتها تلك القسوة ، لا ، ليست " قسوة في الحليب " كما قال بها شاعرنا المجذوب ، بل أندغمت ، بحنان رحيم ، في عينين محمرتين ، بسبب من غبار الطريق وسنوات العمل الجماهيري ، وتعسف الفصل من العمل ، والأختفاء متفرغا لقضايا الحزب والوطن ، والمطاردات التي ظلت تقويه و تمنحه زادا للطريق ، لكنها – برغم حرصه المعهود عنه – أوصلته أحيانا كثيرة إلي سجون الديكتاتوريات حتي في هذا العهد " الأنقاذي " الحالك ... هذا هو إكليل الغار لحياته كلها ، إذ ظل لسنوات عديدة من عمره تصك أسماعه ما قالته له الريح والليل والنجوم مرات عديدة : لست وحدك يا " خطيب " ، ثمة شعب يفكر في آلامك و ... يصطفيك أبنا بارا به وفي القادة من النضال !
قال ل " الميدان " في أول حوار معه بعد أنتخابه : " ... أن الثقة التي أولاها لي الزملاء باللجنة المركزية والحزب الشيوعي كبيرة وغالية ، ولها مستحقاتها ومطلوباتها ، ومنها : التمسك بطبيعة الحزب الماركسية وصفته كحزب الطبقة العاملة ، ثم التمسك بتفيذ قرارات المؤتمر الخامس وبرنامج الحزب ومقرراته ، وتعزيز الديمقراطية الحزبية ووحدة الحزب والقيادة " .تلك هي أهم مطلوبات العمل الحزبي الداخلي ، في ملامحها العامة ، وهي ، الآن ، في الجوهر من أهتماماته المقدمة علي ما عداها حين النظر للشأن الحزبي ، ثم تلك التوصيات والمقررات والبرامج التي صدرت عن المؤتمر الخامس ، التي هي – بذاتها – قضايا الشعب السوداني ، ومن بينها ، بالطبع ، أستنهاض الشعب كله لكي يتم ، عبر النضال الجماهيري السلمي ، الأطاحة بهذا النظام المتأسلم الفاسد الذي فرط في سيادة الوطن وحريته ووحدته وتجرع الشعب المرارات والعسف وشظف العيش وأنعدام الخدمات الضرورية جراء سياساته الأقتصادية الرعناء ! تلك هي أوراقه واجندته ممسكا وملوحا بها وهو يتبوأ أول أيامه في قيادة الحزب ، ماذا ، إذن ، يريد شعبنا – في راهنه الممزق هذا – أكثر من ذلك ؟! و ... لكن ، أيضا ، من هو " الخطيب " ؟
زراعي / نقابي ،
وقيادي حزبي .
24 عاما من عمره
متفرغا حزبيا !
له بضع " جلاليب " سودانوية
وبعض العمائم !
لا يرتدي الأزياء الأجنبية
ولا يعرف لغة تزيف الأبجدية !
له أزواج قليلات ،
بلديات
من أحذية " المراكيب "
وكم طاف بهن السراديب !
وحين يخرج في الناس
يتلفح وشاحا من الصبر ،
مطرزا بكبرياء الناس العوالم !
له زوجة واحدة ،
ركيزته العالية الصامدة ،
وأربعا من البنات
علمهن ، بسيرته الباهرة ،
قيم النضال ومعني الثبات
وكيف يكن في العرس ،
حين تشتد في الناس المواجد ،
يتقن صدح الأغنيات
فياللبنات !
ثم له ولدا واحدا أحد
مدخرا للأناشيد
وأفراح الصبايا ،
للحزب والبلد
وعلمه ، حين يكون بعيدا في النضال ،
كيف يوفر لأسرته ما يقيم الأود !
أخيرا ،
هو لايحب المديح ،
ولا البريق والأضواء
ولا الميديا الرسمية ،
ولا مسامرات الرياء !
هو ، في الحزب و ... كفي !
محمد مختار الخطيب ،
يارفيق الحزب والسنبلة
أعطيك ، الآن ، صوتي ،
وها أنت ، الآن ، في المرحلة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق