Powered By Blogger

الجمعة، يوليو 05، 2013

عودة الرسام إلي حبيبته ...

                                                                       - كنديو -


* إلي صديقي الفنان التشكيلي الكبير : بابكر كنديو .*

عاد .
يا إرم التي في العباد
ولست أعرف – بعد – كيف عاد
ولا من أين عاد !
لكنه عاد ،
رأيته بأم قلبي
ينظر مليا في الوطن
في ملامحنا
المراوغة الحزينة والمحن
وفي عيون الناس ،
في لحم الوجوه ...
رأي الأسية والشجن !

حين عاد ،
جلس إلي صخرة عالية في مواجهة النهر
جهز أدوات الرسم
ريثما يخلط الألوان
ويتمتم : قد آن الآوان
آوان الخلق في هذا المكان !
بيدة المريدة
أخذ ريشته الأثيرة
دسها في اللون ...
كمارد في الجن
وعلي صفحة ماء النهر
رسم " بورتريها " كبيرا أنيقا
لوجه حبيبته ...
لكنه فجأة ،
وكمن ملأ جيوبه بالحجارة
وهو في تذكر " فرجينيا " ،
رمي بالريشة إلي رمل الساحل
ثم ألقي بنفسه في الماء
سابحا في وجه حبيبته ...
ورويدا رويدا
يتلاشي وجهها في الماء
ويسكن – ذلك المجنون – وجهها
في الماء !
--------------------------
|* بابكر كنديو ، فنان تشكيلي سوداني كبير ، من كسلا في شرق السودان ، وأحد مؤسسي
    ( رابطة أولوس الأدبية ) بكسلا ، كان في المنفي بسبب من قمع نظام المتأسلمين ، مكث
    خارج وطنه ، لكنه عاد الآن ، للوطن والحبيبة معا !
.

ليست هناك تعليقات: