Powered By Blogger

الاثنين، يوليو 15، 2013

أمرأة ترسم أوجاع جسدها ...

                                                                     - فريدا بريشتها -

جسديات ...
-----------

* فريدا كاهلو ، تحدث عن جسدها بالرسم !
 

" ما الذي أعرفه عن جسدي ؟
كل ما تعلمته أنني يجب أن أتجاهله دائماَ،
إذا التوت قدمي في الطريق
علىّ أن أنتظر قليلاً قبل أن أكمل طريقي رغم الألم،
إذا اشتعلت الموسيقى فجأة واستبدت بي رغبةٌ عنيفة بالرقص في الشارع
علىَّ أن أبتسم وأمضي،
هكذا تعودتُ أن أسكن هذا الجسد دون أن أعرفه بعمق.
أبحث عن اللوحات التي تشبهني أو تشبه ما أعرفه عن جسدي " ...
                                                   
                                                             - فريدا -


فريدا كاهلو ( 1907 – 1954 ) الرسامة المكسيكية ، التي جعلت ألم حياتها القاسية كله في حوزة جسدها ، ثم قامت بتعريته في الملأ عبر لوحاتها ، رسمته بكل قبحه وآلامه وعذاباته ، بمواضع جماله أيضا ، تلك التي كانت تراها هي وخلصاؤها ، فتريها للناس في لوحات .
في جل أعمالها أعتمدت براح الجسد لكي تعبر عبره عن سيرة وجعها وبؤر الألم والقسوة في ذات الجسد ، وعبر تصويره ، صورت ذاتها القلقة جراء جراحات جسدها ، الجسد المسكون بالألم الممض والجراح المروعة ... لكنها ، في ذات الوقت ، صورت روحها الشيوعية في شروقها وتحليقها العالي . أمرأة ، خلقت من جمال روحها وعواطفها الإنسانية النبيلة عوالما رشيقة وآمالا تشرئب للغد الجميل ، فخلدت أسمها وأعمالها في الجميلات النساء ، في عالمنا الجميل البهيج .
فماذا تقول لوحتها المنشورة هنا ؟
تطالعُنا امرأة متخشبة قليلاً،
نصفها الأعلى عارٍ تماماً ومسنود بدُعاماتٍ حديدية كما لو كان آيلاً للسقوط،
يبدو جسدها فخارياً بشقوقٍ خفيفة
وتبدو تنورتها السفلى كأنها مصنوعة من الجبس،
يظهر ذلك في طريقة تلوينها وفي التضاد الشديد بين الفاتح والداكن
في شبه غياب للهاف تون(درجة اللون الوسطى بين الداكن والفاتح ).
المسامير الصغيرة تؤكد هذا التصلب عندما تتناثرعلى سنونها الحادة
بخلاف المسامير في الواقع التي تسقط بكامل كتلتها.
الوجه هنا هو حامل التعبير
وناقل حالة الألم المكتومة التي اتضحت من خلال الشفاه المغلقة بحزم
والالتقاء الحاد للحاجبين المرسومين بقوة.

الدموع تظهر داخل العينين وخارجها وكأنها مجرد آثار جانبية محتملة،
مع ذلك ندين بقوة التعبير للعينين المرسومتين بخطوطٍ بسيطة ومحددة،
الشروخ تتناثر في الوجه، أما الشعرالذي يعبرُعن المشاعر فهو أكثر الكتل انسيابية في اللوحة.
تبدو الخلفية منتمية تماماً لطبيعة اللوحة ،
ضربات الفرشاة الحادة تصنع السماء والسحب
بينما الأرض تظهر في الجزء الأكبر من الخلفية مُخدَّدة وكأن زلزالاً ضربها للتو.

الجسد هنا لا يشير إلى الحياة ولا يحتفى بالبهجة،
الجسد المتكسر المتكىء على أعمدة خرسانية يعبِّرُ عن وجع مكشوف تماماً
مثلما يبدو جسد هذه المرأة مكشوفاً.
ليس المقصود هنا إبراز الجمال والتناغمات في جسد المرأة
كما كان فنانو عصر النهضة مثلاً يرسمون العاريات،
ولكنه يكشف عن التشوهات العميقة للروح ،
لقد تحول الجسد من أداة للوصول إلى أداه تعذيبٍ حية .


ليست هناك تعليقات: