Powered By Blogger

السبت، يوليو 27، 2013

العفيف : هل يموت من كان يحيا كأن الحياة أبد ؟

                                                                  - العفيف الأخضر -



الآن ،
الآن فقط تأكد لي موته ! فقد كنت ، ما أن سمعت خبرا عن أنتحاره ، قد نشرت هنا ، مفجوعا ، أتسأل : " العفيف الأخضر ، هل حقا أنتحر ؟ " ، لم يجيبني أحد هنا ، وصمت " الحوار " ، سارعت فنشرته هناك أيضا ، ثم أرسلت تساؤلي نفسه لصديقي د . محمد محمود في باريس ، فجاءني رده لا يؤكد ولا ينفي ، وفكرت في مخاطبة أدارة " الحوار " لأعيد تساؤلي ، والعفيف من ألمع كتابها وذو قاعدة قراء هي الأوسع والأكثر وعيا ... وأنا في حيرتي جاءني نعي " الحوار " هذا الصباح ، و لأنه - عندي - الخبر الأكيد ، أعيد نشره هنا ، فقد مات إذن العفيف الحبيب :

لقد كان مفكرا جسورا ...
لكأن قلبه في عقله ،
ويقود خطاه !
ياله من رجل شجاع
حين كانوا يتلون عليه أحكام موته
لم يخف أبتسامته ،
وظل في التفكير وفي الكتابة ،
أبدا لم يخف !
هل في الكتابة خطيئة ؟
يقولون أنها ملحدة ...
فماذا يعني ذلك ،
هل يعني موته ؟
آآآه أيتها الأفاعي ...
ها هي ازهار تتفتح
لترافقك وأنت ميت !
لقد كنا خطاة أيضا ...
فقد أحترفنا الصمت ،
كنا أمواتا ،
وحدك كنت حيا حين نطقت !
العالم الآن يقترب منك :
الحجارة ، الماء ، الهواء ...
ونفهم أننا كنا عميان
أعف عنا ،
فسنري ...
فالصمت ثقيل ثقيل ،
ويكبر ...
مثل سقف من بنفسج !
حتي الحلم يغدو جميلا في غيابك ...
خطاة نحن يارفيقي ،
وملعونون .
لكننا أحببناك ،
مثخنون بجراح الحب ،
ولا تندمل ...
ويولد فينا من يموت متألما
نعرف أننا كنا عميان !

لن نتركك للموت
يا من كنت أقلنا ذنبا ،
وأوسعنا فكرة .
ستأتي كما القديس ،
من ماس وماء أسود
وعلي مقربة زهرة ناعمة ،
زهرة كتابتك اليانعة .
ولأنك نبيل ومتواضع ،
ولكي لا يراك أحد ...
ستأتي عند الفجر
في الفجر البارد
حين تلتمع علي السماء المظلمة
حقول الليمون
ويظهر الشفق في الأمواج
كمراكب من الحرير والزجاج
سترانا ...
ونراك !
لسنا الآن عميانا
حين نقول إليك :
وداعا أيها العفيف ...
وداعا يا حبيب !
-----------------------------------

وهذا نص نعي " الحوار " ، الذي أكد لي ، هذا الصباح ، واقعة موته !
 
ننعي المفكر الكبير العفيف الأخضر....هوت كوكبة ساطعة و لكن سماءنا لا تزال مليئة بالنجوم
ننعي المفكر الكبير العفيف الأخضر....
هوت كوكبة ساطعة و لكن سماءنا لا تزال مليئة بالنجوم

رحل المفكر والمناضل الكبير العفيف الأخضر احد ابرز واهم كتاب مؤسسة الحوار المتمدن. غادرنا المتمرد العفيف بعد أن القى كلامه و أشعل القناديل في مسيرتنا الكفاحية لمواجهة قوى الارتداد و الظلامية والرجعية، بغض النظر ان اختلفنا أو اتفقنا في هذا القضية أو تلك. العفيف الأخضر غادرنا بجسده، و بقي خالدا بأفكاره و تطلعاته الإنسانية والتحررية، و أحلامه في تحقيق غد الحرية والمساواة و الكرامة لمجتمعاتنا المبتلاة بكائنات الظلام و الشر و العدوان بكافة أشكالها.

سنبقى نسير على دربه لأنه دربنا .. درب المساواة و العدالة الاجتماعية والعلمانية و الحداثة و الحرية والحقوق والرفاه ..... درب التحرر و حرية المرأة و حرياتها و حقوقها . كل
كلمة نراها بصيص أمل و حافزا للعمل و النضال في هذه الطريق الصعبة و في هذا النفق المظلم.

رحل العفيف فهوت النجمة الأكثر لمعانا .. النجمة التي كانت تستحيل إلى نجمات و قناديل، و لإكرام فقيدنا الغالي لا بد لنا من أن لا ندع حراس بوابات كهوف الظلام و الجحيم أن يهنأوا برحيله لحظة و ذلك بالصمود والاستمرار في دربه المجيد، و مسيرة الكفاح بلا هوادة لتحقيق اليوم الموعود .. نعم هوت كوكبة متمردة ساطعة عنيدة ، ألا أن سماءنا مليئة بالنجوم.

الموقع الفرعي للراحل العفيف الاخضر في الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/m.asp?i=37


( هيئة ادارة الحوار المتمدن )








ليست هناك تعليقات: