Powered By Blogger

الخميس، ديسمبر 05، 2013

وداعا نجم ، مرحبا الشيخ إمام ...






 1 :
" طير يا حمام
ودي* السلام ...
للشيخ إمام و أحمد فؤاد ،
هينين* محبة ...
وحزمتين شتل إحترام " ...
- شاعر الشعب السوداني محجوب شريف -
2 :
آآآآآه ،
كم أنا حزين !
لكن البسمة تمتد علي وجهي ،
كفراشة ...
فلأجلكما ،
يانجم والشيخ الإمام ...
ولأجل من تحبونهم ،
فكانوا الجوهرة في التجربة
وكانت الأغاني والأناشيد
الرايات في المرحلة
لأجل كل هذا ...
لم اتشح الآن بالسواد
لون الحداد !

3 :
" الشعوب
بنت كلب ولئيمه
وممكن ...
تزيح بالعروش
في دقيقة " ...
- أحمد فؤاد نجم -

4 :
" فرحانين .
واللي ماسكين ع المبادئ
فرحانين
واللي شايلين شوق لفكره
فرحانين
واللي حاملين هم بكره
فرحانين
واللي معدتهم جعانة
فرحانين
واللي كلمتهم أمانة
فرحانين !

إحنا ملح الأرض ...
وتراب العجين
كل صناع الوجود والمبدعين
عد موج البحر ونجوم الليالي ...
عد رمل الأرض وأكتر م السنين
كل ثورة ،
وإحنا دايما فرحانين
فرحانين ... فرحانين ... فرحانين " ...
- الشيخ إمام عيسي -

4 :
فجرأول من أمس الثلاثاء 4/12/2013 ، توفي في منزله بالمقطم بالقاهرة شاعر العامية المصرية الكبير أحمد فؤاد نجم عن 84 عاما . وكان نجم في معاناة المرض لعدة شهور جراء تقدمه في السن وتتالي أمراضها عليه ، وبرحيله أنطوت صفح أخيرة في كتاب حياته ، لكن سيظل كتاب شعره في وجدان أمتنا العربية كلها . نجم ، ومنذ صباه الباكر جعلته قسوة الحياة يتقلب في مهن " هامشية " عديدة . في معسكرات الجيش البريطاني عمل مرة في كي الملابس ، ومرة بائعا متجولا فيه للسجائر و " الأناتيك " ، عمل أيضا بناء وحمال
و ... صعلوكا متشردا ، فقد كان من أول أيامه في " شقاوة " وخشونة الحياة ، يقول :
" من صغر سني
شقيان لكني
ما لط غير البصارة ! " ...
في ذلك الزمان ، والآجواء مجللة بشعارات وقيم التحرر الوطني والتقدم والسلام ، هناك ألتقي عمال المصانع من الشيوعيين فإختلطا ، ضميره الشعري اليقظ بفكره الذي يتوق للنهوض بالقيم والمبادئ في السامية ، وأؤلئك الرعيل الجسور من المناضلين ، فأعطوه – بإنسيابية الدم في الجسد والعطر إلي حاسة الشم – قدرة النظر إلي المستقبل والتحديق إليه برؤيا جديدة وبأصرار عنيد ، فكان أن رأي أكثر ، فشارك
في تظاهرات العام 1946 ، وقتذاك ، وهو في قلب العنفوان ، داعبته رؤيا الشعر فيه ، كان قد بدأ " نظما " شعريا في تناول الإجتماعيات و" القفشات " بين الصحاب والأشعار العاطفية في الحب وفي حمي المنافسات الرياضية التي سادت الساحة الشعبية في ما بين الأهلي والزمالك في كرة القدم ! لكن نجما ، وهو يتوغل في تلك الأجواء ، كان صوتا شعريا جميلا في رؤياه و ... بذاكرة متألقة . في عامي 51 و 1954 عمل في مصلحة السكك الحديدية ، التي نقل منها من بعد لوزارة الشئون الإجتماعية ساعيا للبريد . لكنه لم يمكث فيها طويلا حتي تم نقله إلي مصلحة النقل الميكانيكي موظفا في أحدي مكاتبها . وفيها جرت له حادثة غريبة غامضة إذ إتهم – لربما كان الأمر كله تلفيقا – بتزوير بمبلغ 24 ألف جنيه ، فأعتقل وحكم عليه بالسجن في 14/ نوفمبر 1959 ولمدة 33 شهرا قضاها في سجن أرميدان بالقاهرة ،
وهو في حبسه ذاك بدأ فعليا التخلي عن كتابة الشعر في الأغاني العاطفية وشرع في كتابة شعر المرحلة ، الشعر الثوري الذي كان ، بحق ، من ملامح العصر ونشيده العالي ، في تلك الأثناء كان يقرأ ويتأمل في الشعر الشعبي الثوري الجميل لبيرم التونسي ، فراح يستمد منه المدد الذي لون وجه قصيدته من بعد .
العام 1961 صدر ديوانه الأول " صور من الحياة و ... السجن " ، صدر وهو لايزال في السجن ، ذلك كان ما كرس نجما شاعرا ثوريا بإقتدار ، فإذاد لمعانه وتألقه حين حاز الديوان المرتبة الأولي في مسابقة الشعر التي نظمها المجلس الأعلي للثقافة والفنون ، دافع عن إستحاق الديوان من أعضاء اللجنة بيرم التونسي ومحمد فريد و د . سهير القلماوي التي كانت قد كتبت مقدمة للديوان ، ومن المفارقات هنا أن العقاد العتيد كان الوحيد من بينهم من وقف ، بعناد ، ضد الديوان ، فقد كان يرفض بشدة الشعر بالعامية لأنه ، في إعتقاده ، يشوه من اللغة العربية جمالها ! العام 1962 خرج نجم من السجن ، وسرعان ما وفرت له منظمة مؤتمر التضامن الأسيوي الأفريقي فرصة أن يعمل في مكتبها بالقاهرة موظفا . لقد بدأت ملامح الشاعر فيه ومواهبه تتيح له قدرا عاليا من الحضور البهي في المشهد الشعري والثوري .

5 :
العام 1962 كان حافلا وجليلا و ... حاسما في حياة نجم ، من جانبيها ، الثوري والشعري معا ، حيث ألتقي الشيخ إمام العظيم ، ومنذ يوم اليوم الخالد في ضمير الفن والأدب والنضال ، بدأ بزوغ عصرا جديدا في تاريخ الأغنية الثورية ، الأغنية المناضلة ، أغنية الجماهير ، ليس في مصر فحسب ، بل في كل المنطقة العربية علي اتساعها ! كان ذلك اللقاء / الحلم في " خوش قدم " الفقير ، والتسمية فارسية تعني
" قدم الخير " كما تقول عامية أهل السودان . إمام كان في مبتدي أمره " شيخا " بحق ، حيث كان " معمما " وبزي رجال الدين التقليدي ، منتميا ل " الجمعية الشرعية " وفيها حفظ القرآن عن ظهر قلبه الذكي الفطن ، حتي ضبط ذات يوم يستمع للموسيقي من الراديو فطردوه عن الجمعية ! ان منذ يفاعته مولعا حد الشغف البرئ بالموسيقي والطرب ، فأخذ يتخفي قدر استطاعته – وهو الكفيف – بين الجموع ليستمع إلي الموسيقي والطرب ، ليراها بعين قلبه ويبصر جمالها فيزداد إليها ولعا وشغفا . وكم كانت تأخذ بفؤاده ألحان سيد درويش ، بل راح يحفظها فتراقص منه وجدانه الرهيف . بدعم من ذائقته الموسيقية الفذة التي أخذت تتبلور في وجدانه الفني ورؤياه أنضم إلي الشيخ زكريا يساعده علي حفظ الألحان الجديدة بفضل من ذاكرته القوية ، لكن وشاية بلغت الشيخ زكريا إن إمام قد سرب ألحانا جديدة قبل إذاعتها إلي أم كلثوم فتسببت في طرده عنه ! في ذلك اللقاء ، لقاء عمرهما الفني في " خوش قدم " سأل نجم إمام لماذا لا يلحن الأغاني ، فأجابه لأنه لم يجد – بعد – الكلمات المناسبة التي تعجبه ، تلك كانت نقطة التحول لكليهما ، إذ بدأ التعاون الفني بينهما ، وبدأت الإلحان والأغاني تهطل مطرا رشيقا أحمر في الناس ، وبدأ فجر الأغنية الشعبية وأغاني الحياة في شروقه الكبير : " أنا أتوب عن حبك أنا "
و " عشق الصبايا " ، وساعة العصاري " ، ثم تكرست في المشهد الغنائي الجماهيري بعد هزيمة العام
1967 الأغاني / الأناشيد : " بقرة حاحا " و " هم حاجة ونحن حاجة " وغيرها ، تشكلت الآن ، وتحددت ، ملامح الفن الجديد ، وهما راياته الباذخة . عن تلك الأيام ، التي شهدت إنطلاق شعلة مسيرتهما من " خوش قدم " كتب نجم ذات مرة : " كل يوم عن التاني ، كنت أتمكن أكثر من صنع الشعر ، لأني كنت بدأت أفهم أكثر من خلال الإحتكاك بالشباب المثقف في سهرات " خوش قدم " الممتعة . ومن أهم القناعات التي اعتنقتها تلك الفترة أن الفن بشكل عام ، والشعر بشكل خاص ، كائن حي ، أي
أن الشعراء بيخلقوا القصايد زي الناس ما بتخلفوا العيال ! " . لقد كان تأثير إمام فيه عظيما ، فقد شكل
عنده المهد الموسيقي والإيقاع في وجهته صوب البسطاء من الناس ، و جعله في بؤرة الوعي السياسي لقضايا الشعب والوطن ، فأصبح الشعر عنده ، من يومذاك ، هو غناء الثورة ونشيدها ورايات نضالها ، ألبسه إمام ثوب " الثورية " ولازمه ، كظله ، فلا يحيد عنها لطالما هما في الصحبة المبدعة ، يعيشان ،
معا ، لحظة الإبداع فيجعلانها أغنية للجماهير وأناشيد . نجم أعترف بالفضل العميق لإمام عليه ، في تغيير وجهة شعره وأسلوبه في كتابته والإلترام صف الجماهير الكادحة ، فقال عن ذلك : " ... لقد زادت
الغنائية في شعري حين إستمعت إلي إمام ، وحين بدأ يلحن أعمالي ، إزداد بشكل حاد إحساسي بالمسئولية . لأن اللحن ، خاصة من قبل رجل يحمل في أعماقه كل هذا التراث ، يضعان الشاعر في مواجهة جمهوره مباشرة " ، حسب ما نقلته عنه فريدة النقاش في تقديمها لديوانه " بلدي وحبيبتي " .
التجربة الفذة كانت في ذروة إكتمالها حين حدثت هزيمة 67 وموت جيفارا ، عندها ، نهض الحلم ، صار يانعا فتيا وأنتشر عميقا في وجدان الشعوب العربية ، وكان العصر هو عصر النهوض في مناهضة الإمبريالية والحلم بالحرية والعدالة والسلام ، فصارا ، معا ، أيقونة الثورة وشعلتها المضيئة !
توفي الشيخ إمام في السابع من يونيو 1995 ، فلم تهتم لوفاته وسائط الإعلام ، التي جلها " رسمية "
وربيبة للسلطات ، جميعها لم تهتم لهذا الحدث الفاجع لأعظم صناع الموسيقي والطرب البهيج في مصر والعالم العربي كله ، لم يتنالوا نبأ رحيله فأعرضوا عنه ! كان إمام في ال 78 من عمره غداة رحيله ، وسبق أن تواترت عليه أخريات سنينه تداعيات ضربات مرض السكر ، لكن شهرته كانت قد بلغت الآفاق وتكرست قيمته الفنية والسياسية العالية في الحياة حد أن منح " الأسطوانة البلاتينيكة " التي يكرسها الإتحاد الدولي للأغنية للقامات الشامخة ذوات العطاء الكبير في حقول الأغنية والموسيقي . لكن ، وللأسف العميق ، لم يلق إمام التقدير الواجب في رحيله سوي بضع سطور تشرتها " الأهرام " كنعي مدفوع الأجر لمجموعة محدودة من المثقفين ، كان نجم أحدهم ، يقول النعي :
" البقاء لله ...
القوي الوطنية المصرية تنعي للشعب المصري والأمة العربية ، فنان الشعب الشيخ إمام عيسي .
ولد في أبو الفرس عام 1917 ، ومات في " خوش قدم " عام 1995 . وتقام ليلة المأتم في
الثامنة حتي العاشرة في مسجد عمر مكرم اليوم الجمعة " !! .
الله الله يا إمام ، زمرة المثقفين يقيمون إليك مأتما " ثلاث ساعات " كاملة ، فيا لبؤسهم ، وما أعظمك ،
ما أجملك ، فأنت الأعظم من بينهم جميعا والأجمل ولا تزال ! لقد ظلم الشيخ مرتين : إبان حياته الحافلة بالفن الجميل ، ولدي رحيله ، فلم يلق في كليهما ما يستحقه الرواد الكبار من عظماء الأمة من تقدير يليق بهم عند الرحيل ، لكن نجما كان محظوظا ، فما كاد يذاع نبأ رحيله حتي حظي الخبر بتغطيات إعلامية واسعة في كل الميديا تقريبا وكل الأصدارات وفي النت والوكالات ، لربما يرجع الفضل هنا لثورة 25 يناير وما أشاعته من حريات ورؤيا في الراهن وفي المستقبل المأمول فيه خيرا للشعوب وضد الطغاة !

6 :
" يقول الشعر المجروح فؤاده
من الأنوال ومن عشق الصبايا .
غرامي في الحروب يسبق سلاحي
وأملي في الشعوب يخلق غنايا
وعشقي للكلام سابق سكوتي
وكرهي للسكوت جالب شقايا " ...

حقا ، جلب عليهما ذلك الفن ، الذي يقف مدافعا عن الشعوب ، المطاردة والمراقبة والإعتقال والسجن حد أن " لفقت " لهم أجهزة الأمن تهمة تعاطي المخدرات ، لكن – فيما بعد – براءتهما المحكمة فأفرجت عنهما ، لكن كلاب الأمن لم تتوقف ، القانصين ظلوا في أثر الفرسية حتي أحكموا تم التضييق عليهما والحصار ، فكان أن تضافرت مجهودات جمة فتنجح في خروجهما عن مصر ملبين دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية للقيام بجولة فنية كبيرة علي عدد من البلدان ، خرجا ، إذن ، في 7 إبريل 1982 ، وهناك ، في الجزائر ، في الجولة العربية بعد الأوربية ، بدأ ذلك الطارئ الغريب يحل بين الشاعر والفنان،
ذلك الفراق المر الذي لا يزال ، حتي يوم الناس هذا ، " سرا " غامضا يكاد لا يعرفه أحد ، ولم يخلوالمشهد من " تكهنات " هنا وهنا ، فلم تكن أبدا سوي وجها للإحتمالات لا يعتد عليهما عند النظر لهذا الفتور الغريب الذي شاب تلك العلاقة الوثيقة حد أن أصبحت نموذجا لكيف تكون الصداقة الإنسانية والفكرية قادرة علي الإستمرار وإجتراح المعجزات في شأن الفن والنضال والصحبة الرفاقية ! عادا من تلك الجولة لكن ، كان كليهما ، يمشي في درب مغاير ، فياللمفارقة المؤلمة ! حدث أمرا ما غريبا ، ومسكوتا عنه بينهما ، وإنصياعا لنالة في قلبيهما أمسكا عن الخوض في هذا الأمر وصمتا عن البوح بذكر ماجري ، تماما مثلما حدث في السودان بين الموسيقار والمغني الكبير محمد وردي وشاعره حتي منتصف عمره الفني إسماعيل حسن ، لم يفصح أيهما عن سبب الفراق بينهما حتي رحيل إسماعيل . وأنا أكتب مخطوطة كتابي " كلمة في تبجيل الفنان وردي " ، كنت قد سعيت – أنا المعدود في الخلصاء من أصدقائه و" أفضل من كتب عن تجربته " كما زعم – حثيثا لمعرفة ذلك السر والكشف عن غموضه ، أخذت ألح إليه إلحاحا وأنا أناقشه في طبيعة صوته وأداؤه للأغاني وأختياراته الدقيقة في الشعر فيغنيه ، حتي وافقني أن زعمه الذي يقول بأن موهبته الكبيرة التي أشهرت شعر إسماعيل في الناس ، لقد أشرت لذلك في كتابتي ، وهنا ، أظنني أقول بذلك الزعم ، هنا أيضا ، برغم الموهبة الشعرية الكبيرة لدي نجم ، لكن إماما من رفعها إلي أعلي عليين ، ولربما ، نحظي يوما ما ، بدراسة محترمة تبحث وتدقق وتقول قولها في هذا الشأن !
بعد أن تكرس الخلاف وصار فراقا فجعل كل منهما في مسار ، وكل في شأن يعنيه فلا يجتمعان في أي أمر ، إعتكف إمام في منزله ، تباعد عن كل حيوية تلزمه في الزيوع ، لأنه أصيب بصدمة شلت منه فاعلية النمو والإنتشار ، فأصبح يغني – تحت الإلحاح الشديد – في المناسبات الخاصة جدا أو في بيوت الخلصاء إليه من الأصدقاء ، فياللخفوت الأنيق !
أما نجم ، فقد حظي بما لم يكن في حسبان أحد ، إذ قام الملياردير المصري القبطي نجيب سايروس بتنظيم حفل ضخم ، أشبه ما يكون بليالي " ألف ليلة وليلة " لمناسبة بلوغ نجم السبعين ، فتسابقت الفضائيات والإعلام بكل أنواعه يتناولون أعمال نجم وحياته . فإتجه نجم عميقا في كتابة الأشعار للمسلسلات التلفزيونية والإذاعية ، وفوازيرا وحكايات لشهر رمضان كلما يجئ ، وأشعارا لمسرح الدولة ، فتسابق إليه في منزله أصحاب العلية والشأن في الحكومة ووجهاء الدولة والمجتمع ، نال من الحظوة والشهرة ما فاق تصوره ، لكنه أرضاه علي أية حال ، فياللبريق الأسيف !
لم يلبث أن أختارته ، العام 2007 ، المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر " سفيرا للفقراء " ، فهو ، بلا شك ، يستحقها تلك المنزلة الرفيعة ، فقد كان ، بحق ، نصيرا للفقراء ، مؤازرا ومساندا للكادحين في سعيهم ونضالهم في سبيل الحرية والتقدم والعيش الكريم .
العام 1986 كان نجم قد حل ضيفا علي إتحاد كتاب المغرب بدعوة منهم ، وهناك أجري معه الكاتبان حسن نجمي وعبد الكريم الأمراني حوارا مطولا ، جمعاه – من بعد – وصدر في كتاب " الكلام المباح "
العام 1988 يحتوي علي سرد واف لسيرة حياته ومراحله الشعرية وتجربته الفنية ورؤياه حولهما .
كان نجم يوالي كتابة الشعر حتي آخر حياته ، فقد كان الشعر حياة إليه ، فأخرج للناس أشعارا بديعة :
- صور من الحياة والسجن .
- عيون الكلام .
- العنبرة .
- يعيش أهل بلدي .
- بلدي وحبيبتي .
- مصر .
- الطير المهاجر .
ولست أدري إن كانت لديه دواوينا غيرها !
- أنتج وصدر له فيلم " الفاجومي " مستخلص من سيرته .

6 :

من ما حيرني ، حد الدهشة ، في حياة نجم الشخصية ، هو إكثاره " الغريب " في الزواج ، خاصة وأنا أنظر إلي وجهه الفكري التقدمي ومعايشته المستمرة وسط بلبال النضال لأجل أن تنال المرأة حقوقا معترفا بها بشأن كرامتها وعزتها في حيزها ذو الإحترام عند الزواج والطلاق ، لم أجد تفسيرا " يقنعني " بصواب تعدد زيجاته وهو يتقلب ، منذ منتصف عمره تقريبا ، بين الزيجات في تنوعهن المثير الغريب!
- تزوج أول أمره من السيدة فاطمة منصور ، فكان ذلك زواجه الأول ، فأنجب منها إبنته عفاف .
- تزوج من الفنانة الممثلة عزة بلبع ، ولم ينجبا !
- أما حيرتي الثانية ، بشأن تعدد زيجاته ، فكانت في زواجه من الكاتبة والصحفية صافي ناز كاظم ،
أو صافي ناز محمد كاظم أصفهاني كما يقول أسمها كاملا ، وأنجب منها بنته " نوارة " الصحفية اللامعة والناشطة في مجالات الجندر . و صافي ناز هي " السلفية " في رؤاها وفكرها ، رغم
رغم قولها " أنا مسلمة لا منهجية " ، لكنها كانت ، ولا تزال ، تلك السلفية التي خاصمها أمل دنقل
يوما ورفض مجالستها في أي محفل بعد أن قذف في وجهها بكوب " البيرة " أمام من كانوا حضورا
في تلك الجلسة في مكان عام ! تقول صافي ناز : "

" يمكننا أن نعتبر أغنية موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب: "حب الوطن فرض عليّ أفديه بروحي وعنيّه" شاهدا أصيلا على توجهه نحو تحبيذ الدولة "الدينية" وذلك لخلطه "الدين" بالغناء وتكريسه كوسيلة إقناع لدعوة الناس لحب الوطن باعتباره "فرضا" من الفروض الدينية، بل إنه بتأسيسه لهذا الخلط قد أوقع كلا من الشاعر أحمد فؤاد نجم وزميله الملحن والمغني الشيخ إمام عيسى لاقتراف هذا الإستخدام "لتديين الفن والغناء"، المعادي للدولة المدنية، في أغنية "الخط ده خطي والكلمة دي ليا" التي جاء فيها: "واكتب على عيني يحرم عليك النوم، واحبس ضيا عيني بدموعي طول اليوم، قبل الوفا بديني زي الصلاة والصوم.إلخ"، فها نحن نرى الشاعر والمغني يربطان بوضوح، لا لبس فيه ولا مهرب منه، وفاء الواجبات الوطنية بالفرضين الدينيين "الصلاة والصوم" اللذين يكونان ركنين أساسيين من أركان "الدين" الخمسة، ناهيك عن ليّ عنق التاريخ والفن والغناء بردة إلى الوراء، لا تصل والحمد لرب العزة إلى شبهة العودة إلى القرن السابع الميلادى الذي تكررت الإشارة إليه سلبيا في الأدبيات الداعية إلى قطع دابر الدين والمتدينين وهو بالمناسبة قرن بعثة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حين تم إحياء نشيد "إسلمي يامصر إنني الفدا، ذي يدي إن مدت الدنيا يدا، أبدا لن تستكيني أبدا، إنني أرجو مع اليوم غدا، ومعي قلبي وعزمي للجهاد، ولقلبي أنت بعد الدين دين" الذي لم يتحرج مؤلفه، بعد ذكره لعزمه "الجهاد"، من إقحام "الدين" في مقولته لمصر أنها لقلبه بعد الدين "دين"، إلى آخر كل الإختراقات "الدينية" التي لا تعد ولا تحصى والتي تسللت، في غفلة من حراس الدولة "المدنية" ! ،
فتأملوا ، ولي أن أسألها نفسي ، لم ياتري ، فعلها نجم وهو القائل : " من لا يملك علما ولا فنا ، ليس من سبيل أمامه إلا أن يكون من المتدينين " ، قال بذلك لما رأه ضمير الشاعر فيه من جهلهم وإرهابهم !
- تزوج أيضا من صونيا ميكيو الجزائرية ممثلة المسرح الأولي في بلدها ولم ينجبا ، تري ، هل تعرف عليها في الجزائر إبان بدء تسلل الخلاف الملغز إلي علاقته باليخ إمام ثم فيها تكرست القطيعة في قسوتها المرة ،
وهل كانت لهذه العلاقة صلة ما ببدء نشوء الخلاف بين الشاعر والموسيقي والمطرب الكبير ؟ معذرة
للقراءة ، فهو محض تسأول ونحن في حضرة الغياب الفاجع لنجم ورحيله عن عالمنا !
- ثم ، أخيرا ، تزوج من أميمة عبد الوهاب التي مات عنها بالأمس وكان أنجب منها زينب .
ولنجم ثلاثة أحفاد ( مصطفي وصفاء وأمنية ) من إبنته عفاف .

7 :
أخيرا ، رحل عنا أمير الأغنية السياسية ، نصير الفقراء وحادي الثورة بالشعر ، تاركا لنا – في دنيا الناس ، في رؤي أفكارهم وقلوبهم ، وفي أحلامهم عشق الحرية ومجد الشعوب وسعيها ، الذي لا يفتر صوب الحرية والتقدم والسلام ، فتظل أغانيه وإمام ، وأشعاره ملهمة للشباب صناع التغيير والثورة .
عشت ، يانجم ، نجما في سماءنا حين كان إمام قمرا لأيامنا ، فكان الغناء ، و ... كان النشيد .
وداعا ، " شاعر تكدير الأمن العام " علي قول صلاح عيسي ،
وداعا نجم ، مرحبا الشيخ إمام !
-----------------------------------------------------------------------------
* " ودي " بكسر الدال ، تعني " خذ ه إلي " في عامية السودانيين .

ليست هناك تعليقات: