Powered By Blogger

الأربعاء، مايو 23، 2012

ما كتبه " الأصمعي باشري " حول الندوة !

                                                           - الأصمعي -

مسارات بركة ساكن بين عنصرية المتنبئ وشعرية محمد الصادق ..ما هكذا تُمزق الاقنعة يا جابر حسين

by Elasmaie Bashri on Friday, May 18, 2012 at 4:10pm ·
  • لن أكون حذرا فى تناول الموضوع ولست مثقلا بموازين الحياد ..هكذا خرجت مشحونا بالفكرة من القاعة الفخيمة القابعة فى رئاسة مجموعة شركة دال هذا المساء ,حيث ذهبت بالعديد من المشاعر والاحاسيس المتناقضة ولعل فى مقدمتها لقائى الاول بالاستاذ جابر حسين الناقد والمثقف السودانى بلا منازع وثانيها لقائى الثانى بالروائى الحصيف عبد العزيز بركة ساكن وهو يحاور القراء والمهتمين بالشأن الثقافى السودانى فى احلك مشاهده واخطر منعطفاته بوجه التحديد
وقبل أن أدلف لصلب الموضوع فلزاما على أن اسجى أسمى آيات التقدير لمنتدى دال الثقافى الذى هيأ هذا اللقاء وجعله ممكنا ..
لا أحد يشك فى مقدرات الاستاذ جابر حسين النقدية والكتابية والتى يرفدها بمعارف واسعة وقراءات عديدة فى شتى ضروب الادب والفن أهلته ليكون واحدا من أعظم كتاب النقد والمقال الصحفى خلال السنوات الاخيرة ,ان لم يك أولهم بلا منازع فى أزمنة القحط والضباب الثقافى الكثيف الذى يجتاح المشهد الابداعى السودانى بوجه التحديد ولعل من نافلة القول فان الرجل يستحق ذلك وأكثر ,بيد أن الاستاذ جابر حسين لم يحالفه التوفيق هذه المرة فى فتح مسارات الروائى بركة ساكن الكتابية ولم يكن موفقا ايضا فى الاشارة الى الكيفية التى مزق بها بركة ساكن الاقنعة والتابوهات الاجتماعية والسياسية فى السودان ,أقول هذا وانا لا أدرى الظروف والمعطيات التى صاحبت اختياره لتقديم تلك الندوة ولا اعرف اجابة السؤال التالى ..هل كانت هنالك موجهات فُرضت عليه وهل ثمة يد خفية استطاعت التأثير على تناول الاستاذ جابر حسين لموضوع الندوة وتحديد أجندة بعينها مثلا محاولته لالقاء الضوء على مشهد الكتابة السودانية الجديدة كتقدمة تشعبت وطال زمنها لتأخذ أكثر من نصف زمن الندوة برمتها والاسهاب كثيرا فى الاشارات لاسماء شعرية شبابية بدأهم بالصادق الرضى مرورا بعاطف خيرى وبابكر الوسيلة وتعريجا لاسماء اخرى جديدة فى المشهد الشعرى السودانى بدأ من محمد الصادق الحاج مرورا بناجى البدوى ومازن مصطفى وأحمد النشادر ومامون التلب موضحا لضرورة الالتفات لهذه الاصوات وكتاباتهم المغايرة والمختلفة خصوصا المجموعة الشعرية لمحمد الصادق الموسومة بأخوات ميم وكيف ان هذه الكتابة أعتبرها واحدة من الكتابات الابداعية المكتملة فى شعريتها البازخة ولغتها الشفيفة ونبوءة رؤياها وتماسك عناصر نصييِّتها ..حتى أن الملتحق بقطار الندوة فى تلك اللحظات سيندهش من اختلاف عنوان الندوة على الخلفية من المنصة واحتفائية مقدم الندوة بشعرية مبدع آخر ..فكان من الاجدى اذا كانت ضرورة التقدمة أو التمهيد لمدخل موضوع الندوة ان يذكر جابر حسين التحديات التى تجابه مشروع الكتابة الجديدة فى السودان ومحاولات البعض فى اجتراح وسائل ولغة جديدة تصب فى خانة الثورة على القديم والتغيير الذى تجاوز مفهوم السياسى والاجتماعى كمدخل لابداعية بركة ساكن والبدء من هذا المنطلق لفتح مسارات كتاباته الروائية وطريقته الابداعية والجمالية فى تمزيق الاقنعة ..فطول الفترة الزمنية فى الاشارة للكتابة الجديدة والاحتفاء بشعرية محمد الصادق الحاج انعكست اثرا واضحا وجليا كموضوع اساسى فى الندوة حتى على شكل المداخلات والتساؤلات اللاحقة لجمهور الندوة واكتفى الاستاذ جابر حسين بفتح مسارات بركة ساكن الروائية بقراءة احتفالية وجمالية قصيرة كانت بعيدة لكل البعد لا عن النقد وبل عن القراءة نفسها والتى اشار اليها جابر نفسه من انه سيتجاوز مأزق النقدية الكلاسيكية لموضوع الندوة ومحاولا فى أكثر من مرة التنبيه الى انه لا يتعمد كثيرا خلط الاوراق واقحامها فى السياسى وليته فعل ولو بخجل لقطع نصف أرض تمزيق الاقنعة وابقى على ظهر الكمال لجمهور الندوة الذى تأثر أيضا بمقدمها حيث جاءت كل المداخلات باعتبارها قوة استعراض لعضلات القراءات والمعارف بعيدا عن الموضوع ,والحق اقول فقد خلت من العلمية والامانة بالتزام موضوع الندوة الا مداخلة واحدة لمدة خمسة دقائق كانت من نصيب احد الجمهور ويُدعى أحمد الحاج فقد قدم قراءة مسئولة لكتاب بركة ساكن العاشق البدوى أعادت الندوة لمسارها الطبيعى أما ماتبقى فقد كان زبدا لاينفع الناس ولا الكاتب ,
ملاحظة أخرى حول الرجاء المريب للاستاذ جابر حسين والذى حُظى بالاطلاع على مخطوطة بركة ساكن الروائية الجديدة (قيد الطبع) والموسومة بذاكرة الخندريس أو من يخاف عثمان بشرى ..حيث طلب من الكاتب أزالة مقطع الشاعر العربى ابو الطيب المتنبئ المصدر للمخطوطة معللا ذلك بعنصرية المتنبئ برغم الاعجاب بشاعريته كموقف انسانى وهذا موضوع يطول الحديث فيه ويحتاج لمقال منفصل نتتبع فيه حياة الشاعر المتنبئ ومواقفه التاريخية ..فكيف يمكن بين لحظة واخرى اخراج ابداعه من سياقه الجمالى والتأريخى ولى عودة !
--------------------------------------------------------------------------------------------------
* نشرها " الأصمعي " علي صفحته في " الفيس " وبالملف الثقافي لصحيفة السوداني السبت 19/5/2012م.

ليست هناك تعليقات: