Powered By Blogger

الجمعة، يناير 19، 2018

في ذكري استشهادهم،محمود وصلاح وإخلاص، بعض عزاء للجمهوريين!








في ذكري إستشهادهم، محمود وصلاح وإخلاص، بعض عزاء للجمهوريين!
رسالة صلاح وزوجه إلي جابر.
-------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز .. جابر حسين
والأخت العزيزة .. إخلاص حسين
تحية من عند الله .. طيبة، طيبة، مباركة، نامية..

عزيزي جابر: .. لقد شدني خطابك.. ذلك المؤثر، اللطيف والمحزن..في آن معا.. شدني شدة عميقة، لا تزال تعاودني الحين بعد الحين.. وذلك لأسباب كثيرة ..!!
ولكن.. وبكل تأكيد.. أن مرجع كل ذلك.. أنما هو صدق ذلكم الخطاب.. صدقه وعمقه.. والكلمة الصادقة تجد طريقها ميسرا إلي سويداء القلوب.. وتجوز إليه بسرعة.. بينما تتعثر – تلك الكاذبة في الطريق..!!
ولكن جابر!!
ولكن إخلاص!!
وكما ذكرت.. أنت في خطابك.. ذلك الضافي.. بأن الأوقات، والأيام الجميلة.. لما تولد بعد!! ولكنها آتية.. لا ريب في ذلك.. وعندها.. سنلتقي بك وبإخلاص.. وبكل من نحب.. نلتقي بهم جميعا.. في أطيب الأوقات.. وأذكاها.. وبما لا يقاس بوقتنا الحاضر.. ولكن لذلك حين وميقات.. و .. ( كان علي ربك حتما مقضيا ).. !! فدعنا إذن نأمل!! ودعنا نرتجي..!! أن تحظي هذهالبلاد الحزينة.. والتي لم يظفر فيها الفكر.. ولم تظفر فيها الحرية.. بكبير كرامة.. حتي الآن.. دعنا إذن نأمل..!! نأمل لهذه لبلاد الحزينة.. غدها المشرق القادم.. ومستقبلها المأمول.. وذلك بأذن الله..
ف:..
( السوط ليس لشعبنا..!!
  شعب الأباة المصطفين..!!
  من أشعلوا سرج الشهامة، والمروءة، والكرم..!!
  و السيف ليس لشعبنا..!!).

وقديما قال الأستاذ:-
بأن الشعب السوداني ( شعب عملاق، تصدره أقزام )..!!
وهذا أمر، واضح.. بين – كما تعلم -
أما ما يحدث اليوم!! فهو سحابة، عقيمة، جدباء، عابرة..!!
وكما قال أبو العلاء المعري:-
مل المقام فكم أعاشر أمة..!!
أمرت بغير صلاحها أمراؤها..!!
ظلموا الرعية، وأستباخوا كيدها!!
وعدوا مصالحها.. وهم.. أجراؤها!!؟
ولكن!!
( أن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب بلي )..!!
لقد فرحت حينها..
ولقد فرحت.. كذلك، إخلاص..
عندما علمنا.. بأنه قد أختارتنا يد الأقدار..!!
في أن نكون بكسلا.. وبين ربوعها.. حسا ومعني..!!
وما ذاك..!!
إلا لعلمنا.. بأن كسلا.. وأهل كسلا.. إنما يستقون من معين المحبة الصافي.. ( لا هند فيها ولا علوا ).. كما يقول أهلنا الصوفية..
فلقد قدمنا كسلا!! إخلاص وأنا...
( علي ظمأ منا إلي منهل النجوي )!!
فاستقينا..!!
كما يستقي الظامئ ببعض شراب..!!
و.. ( سكرنا ) .. من ذلك الفيض الغامر..!!
وكما يقولون أيضا:-
( وما السر في الأحرارإلا وديعة
  ولكن.. إذا رق المدام.. فمن يقوي!!؟
وصرنا..!!
نجر الذيل من سكرنا زهوا! )!!
                                     - النابلسي -
لا أخالك.. أخي جابر.. تجهل ما تكنه قلوب الجمهوريين والجمهوريات لصاحب كسلا.. ولكسلا من محبة وتقدير.. إذ أنها.. لأحب مدينة إليهم.. فهم ( يحجون إليها زرفات ووحدانا..!! إنها.. هي.. المحبة!! والتي تغمر الفرد غمرا يكاد يكون كاملا شاملا..!!
ولقد لمسنا نحن كل ذلك.. وبالتأكيد..!!
واضحا ومجسدا.. في تلك الروح المشرقة.. التي تكتنف كل شئ وتحيط بكل شئ.. من الأحياء والأشياء.. وتنعكس من بعد علي وجوه الناس – بسطاء الناس -!!
وتكاد تنطق بها أطرافهم..!!
في سماحتهم..!! وفي بساطتهم..!!
ومشرب المحبة .. كما هو معلوم..!!
أغلي المشارب..!!
أنفسها..!!
أعلاها.. وأزكاها..!!
( فأهلها ).. يألفون.. ويؤلفون..!!
يحبون.. ويحبون..
وكذلك هو.. حال كسلا.. وأهلها الكرام..
( يا أيها الحسن المعمور مثواه.. دامت محبته إذ دام محياه ).. ثم إن ..:
( من رام درب العودة..!!
  الحب درب العودة..!!
  الله رب الرحمة.. خلاصة المحبة
  ترنمو.. ترنمو.. بالصدق.. بالبراءة..!! ).
                                                 - عصام البوشي -
إذا..
هل سعدنا بذلك طيلة مقامنا بها..!؟
نعم.. وأيما سعادة..!!
وهل شربنا من هذا العبق المدنف؟!
نعم.. نحسب ذلك.. وأنا لنرجو المزيد..!!
وهل تمنينا أن نعود إلي رحابها.. وإلي ذلك السقي المعطار.. مرة أخري..؟!
بلي..!! بل،ولقد وددنا إنا، لم نبارحها قط..!!
ولكن كما يقول ( النابلسي )..
( أن رمت أن تدرك كل المني..!!
  وتنجلي عنك غواشي العني..!!
  فأرضي .. وكن.. مستسلما..!!).
والإستسلام المقصود هنا.. هو الرضا بالله.. بتصاريف أرادته!! وما.. أصعبه..!!
فالله .. كما تعلم.. ( قد جل أن نرضاه)..!!
ولكن.. كما ذكرت.. أنت.. في خطابك.. فأن:-
(أجمل الأيام قادمات.. وحتما سيجئ ذلك الوقت الذي نحب)..
نعم.. حتما سيجئ..!! ما في ذلك شك..!!
                         ما في ذلك أدني شك..!!
( هذه العزراء حبلي  * باشتداد الطلق تبلي
  الثري يغدو سريا   * والذري تمتد نخلا.. )
                                                  - البوشي -
والعذراء..كما جاءت بذلك الإشارة هنا.. هي الأرض الطاهرة والتي لم تنجب الموعود بعد..!! من سيملؤها عدلا، وأمنا، وسلاما..
عزيزي.. جابلا..
كلماتك:
( الحزن كبير، والسودان أضحي سجنا بحجم الخارطة كلها )، هي الحقيقة الراهنة.. وهي.. هي .. الواقع المعاش..!!
وقديما بشرنا الأستاذ..(1984م)..! بهذه الحقيقة أيضا.. عقب نهاية عهد السجن الحسي.. سجن الطوب والجدران.. بأن: عهد السجن الكبير قد بدأ.. ما من.. ذلك مندوحة..!!
وما من ذلك بدء..!! ولكن إلي حين..!!
(  أأ ظل في سجني وفي سجاني!؟),, كسلا..!! ثم كسلا..!!
ولكن أيضا..
إن عميق أيماننا.. وعميق يقيننا.. بمستقبل هذا البلد.. لا يحده حد..!! علي الإطلاق.. وذلك من صميم.. ومن أصل أصول ما نلتزمه من فكر.. وسأورد لك هنا بعضا من ذلك..
ومن أجل ذلك.. نحن فرحين.. ومستبشرين.. بأن لهذ الليل.. آخر.. وبأن هذه الظلامة.. ستنقشع.. حالا.. مثل المآل..
وكما قال ( الشابي ):-
لا بد للصبح أن ينجلي.. ولا بد..
     أن يستجيب القدر..!!
وهنالك، كما قال الامام ( البصيري ):-
( شيئان لا ينفي الضلال سواهما
  نور مفاض أو دم مسفوح )
فمن أجل حكمة التعليم.. كان ما نعانيه اليوم.. داخل السودان.. وما تعانيه البشرية.. خارجه..!! من ويلات.. وكرب.. وألم..!! فالتاريخ .. إنما كتب بالدم.. والعرق.. والدموع..!! والبشرية في سيرها المضطرد.. أنما تكتسب كل يوم جديد.. نورا جديدا.. و ( علما ) جديدا..
تعمق به حياتها..!!
وتخصب به يبابها..!!
وتزيد به من طلاوة الحياة وعمقها.. مثلها في ذلك مثل الفرد البشري.. الذي يتطور كل حين.. بالعلم والمعرفة.. وقديما .. قد قيل:-
( إن كل تجربة لا تورث حكمة.. تكرر نفسها وتعاد)..!!
ولربما.. لهذا..!!
أو لربما.. من أجل هذا.. كانت هذه الحلقة المفرغة التي نعيشها في السودان.. ومنذ الخمسينيات..!!
ولكن لا بد ( للنور المفاض ) أن يغمرنا ويغمرها.. فقد غمر من قبل طلائع البشرية..!!.. تلكم القمم الشواهق..!! وسيغمر من بعد.. كل شئ..!! تحدث الأستاذ مرة.. في جريدة الشعب 1951م.. ذاكرا ما يلي:-
( أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية المحققة للتوفيق بين حاجة الفرد إلي الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة إلي الأمن هو مركز دائرة الوجود علي هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا فإن عناية الله قد حفظت علي أهله من أصائل الطبايع ما سيجعلهم نقطة إلتقاء أسباب الأرض بأسباب السماء)..
وقال أيضا:-
( أني لشديد الثقة بأن هذا الشعب لن يتحرر مهما بلغت محاولاته إلا عن طريق الإسلام، وأبادر فأطمئن الشباب المثقف إني لا أعني الإسلام الذي أحترفه المتجلببون بجبب شرف الأنجليز، وإنما أعني الإسلام الذي يقوم علي روح القرآن ويستنبطه الذين يعلمونه. ولقد وظفت نفسي للدعوة إليه ولن يهدأ لي بال حتي أري الإنسانية قاطبة وقد قام ما بينها وما بين ربها عللي الصلاة وبينها فيما بينها علي الصلة )..
أما في جريدة الجمهورية ( التي أصدرها الأخوان الجمهوريون قديما.. ثم توقفت لأسباب مالية)..!! وفي العدد الأول منها.. عام.. 1954م.. تحدث عن العالم الجديد..!! المدخر للإنسانية قاطبة..!! وفي مستقبلها القريب إن شاء الله.. وهو.. ما ذكرته أنت أيضا في خطابك الظريف.. الممتع.. إذ أنه قد تحدث عن.. خلق الجمال..!!
وقال في ذلك:-
( نحن نبشر بعالم جديد، وندعو إلي سبيل تحقيقه، ونزعم أنا نعرف ذلك السبيل معرفة عملية.. أما ذلك العالم الجديد فهو عالم يسكنه رجال ونساء أحرار قد برئت صدورهم من الغل والحقد وسلمت عقولهم من السخف والخرافات، فهم في جميع أقطار هذا الكوكب متآخون متسالمون متحابون قد وطنوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم وفيما حولهم من الأشياء، فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب تسمو بهم الحياة فيه سمتا من فوق سمت حتي تصبح وكأنها الروضة المونقة، تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر وجديد من الثمر)..
.. ألا تري معي.. جابر..!!
إن الأمر يستحق الأنتظار..!! ويستحق.. كذلك.. المعاناة..!! في سبيل تحقيقه ..!!؟
ولقد بشرنا الأستاذ أيضا.. بأن:-
( الله قد أدخر للإنسانية.. ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت.. ولا خطر علي قلب بشر)..!!
فيا لها من بشارة..!!
يا لها من بشارة..!!
ولقد أشتاق أكابر الصوفية والعارفين.. إلي..( دولتهم )..!!
( لنا دولة في آخر الدهر تظهر
  تظهر مثل الشمس لا تستتر)..
                                  - النابلسي -
إشتاقوا إلي دولة.. المحبة، والسؤدد والسلام..
دولة العز وكنز الفرح..!!
تلك التي تجئ في آخر.. ليل الوقت..!!
ويقولون في ذلك الكثير مما يكون قد قرأته قبلا..!!
( هذه دولتنا قد حضرت
  دولة العز وكنز الفرح )..
                             - عبد الغني النابلسي -
إلي أن يقولوا في وصف بعض ما أشتملت عليه تلك الدولة..!!

( وهو أمري نازل مرتفع
  بمزامير الوري في مرح
  وأنزل الكرسي والعرش
  وما تحته.. للفي أو للفلح
  وأهجر الجنة والنار
  ولا تفتتني عن ذاته بالشبح
  وتمتع بالرقيقات وفز
  بالعطايا وأفتخر بالمنح
  وأنخلع عنك وعربد طربا
  وتهتك في الهوي وأفتضح)..
                                  - النابلسي -
إلي أن يقولوا.. ما نعتقد صادقين.. أن كسلا تجسد- حتي في مرحلتها الراهنة – بعضا منه.. وما يعبر.. وبدرجة كبيرة.. عن لسان حالنا بها..!!
( ومن النبع روحي شربت..
  وبصدر صدرت منشرح..
  روضة زهرتها فائحة..
  فأنتشق .. نفحتها وأنصلح..
  وتنصت لغناء بلبلها..
  وعلي المطرب لا تقترح)..!!
إذا فعلينا أن لا نقترح ( عليه ).. مكاننا القادم..!! وذلك رغم تعلقنا بالمكان الحالي..!!
وذلك لأنه...
( ولولا شذاها ما أهتديت لحانها..!!
  ولولا سناها ما تصورها الوهم..!!
  وأن خطرت يوما علي خاطر أمرئ..!!
  أقامت به الأفراح وأرتحل الهم..!!
  ولو نفحو منها ثري قبر ميت..
  لعادت إليه الروح وانتعش الجسم..!!
  ولو قربوا من حانها مقدا مشي..
  وتنطق من ذكري مذاقتها البكم..!!..)
                                           - إبن الفارض -
( هنيئا لأهل الدير كم سكروا بها..
  وما شربوا منها.. ولكنهم هموا..!!)

هنيئا لأهل كسلا.. فلقد شربوا.. ولقد سكروا.. بذلك النبع..!! ومن تلك المدام..!!
عزيزي جابر..!!
والأخت العزيزة إخلاص..!!
أراني قد شطحت..!! وأسهبت..!!
ولكن..!! أراني أستعير أبياتا أخري لأبن الفارض..:-
( فمن فؤادي لهيب ناب عن قلبي..!!
  ومن جفوني دمع فاض كالديم..!!
ما حلت عنهم بسلوان ولا بدل
ليس التبدل والسلوان من شيمي..!!
آها لأيامنا بالخيف لو بقيت..
عشرا.. و واها عليها كيف لم تدم..!!؟..)
و ....
( ناشدتك الله أن جزت العقيق ضحي
  فأقر السلام عليهم غير محتشم..!!)
و ....
( يا ليل طل.. يا شوق دم
  إني علي الحالين صابر)...

الأعزاء.. جابر..
وإخلاص...
لا يسعني إلا أن اكفكف هذه الوريقات..!! إذ أن هنالك حدا يجب أن لا تتجاوزه.. إن لم تكن قد تجاوزته فعلا..!! وأن كان هنالك لا يزال.. بقية من ( حتي )..!! كما يقول النحويون..!!
بارك الله لكما في حياتكما معا..!!
وبارك لكما في أبنائكما..!!
وجعلهما قرة عين لكما.. في الدنيا والآخري..
حالا.. ومآلا..
حسا.. ومعني..
وأورثكما الله المحبة،الخصبة.. الخلاقة..
والخير المقيم.. الوافر.. العميم..
وإلي أن نلقاكما مرة أخري..
وقريبا أن شاء الله..
( ولا يفوتنا .. في الختام إلا أن نشكرك علي هديتك القيمة.. القيمة..)
وأنا أخوانكما... ما دمنا...

                   صلاح الطيب محمد
                             و
                  إخلاص همد محمد
 
كسلا
5/2/1991م.
-------------------------------------------------------------------------
* جاءت الطباعة هنا علي ذات نسق الرسالة التي كتبها صلاح بخط يده، وتلاحظون (ولعه) المفرط بعلامات التعجب و التنقيط، ثم اهتمامه بأن يجعل جمله القصيرة في فقرة جديدة لوحدها، حفاظا علي تراثه الكتابي طبعناها بذات نسقها، لربما أن في الأمر ( سرا ما ) بشأن هذا |( الولع )، كما عند محسن خالد مثلا، مع الفارق الكبير بينهما بالطبع.
* صلاح، انتدب من وزارة المالية ليقوم ب ( تصفية ) المشروع السوداني الهولندي
(
KAD  ) بكسلا والذي كنت أنا مديرا له حتي قامت الإنقاذ بتصفيته إبان هوسها المجنون ضد المنظمات الأجنبية العاملة بالسودان في مجالات التنمية والخدمات تحت دعاوي أنها ضد الإسلام وتهدف لتنصير الشعب السوداني!
* صلاح وزوجته، الجمهورية المنشدة بجلالات الجمهوريين، بصوتها الجميل، في مناسبات الحزب الجمهوري، كانت برفقة صلاح في طريقهما، بسيارة صلاح، من كسلا إلي الخرطوم حيث تركوا أطفالهم هناك، فإنقلبت العربة عدة مرات بهما، توفيا معا، مثلما تمنيا أن لا يفترقا أبدا حتي الأبد! وصلاح كان من كوادر شباب الجمهوريين اللامعين، ذو حراك ووعي كبير وشخصية محبوبة لكل من عرفه.
* ليت أحد أبناءهما يتكرم فيجعلني في التواصل مع هذه الثبط المبارك، هي الدنيا، هي الدنيا!


ليست هناك تعليقات: