Powered By Blogger

الاثنين، يونيو 24، 2013

عن شهرزاد ...

شهرزاد ، الجميلة في النساء ...
من
شهرزاد:اسم جارية شهريار الملك في حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة وكانت الجارية الأخيرة في حياة شهريار الذي تعود أن يتزوج عذراء كل ليلة ثم يقتلها لمعاقبة بنات حواء جزاء خيانة زوجته التي أحبها.
شهريار:شخصية في حكاية ألف ليلة وليلة الشهيرة. أصيب بعد أن تعرض لخيانة زوجته بحالة كره فيها النساء. وأخذ يتزوج النساء الواحدة تلو الأخرى ويقتلهن في صبيحة دخلته. فخافت النساء بطشه إلا شهرزاد ابنة وزيره التي تقدمت للزواج منه. ولذكائها بدأت تروي له القصة تلو الأخرى كل ليلة حتى فجر اليوم التالي دون أن يمسها، وتشوقه لمعرفة نهاية القصة التي لم تكن تنهيها إلا في الليلة التالية حتى وصل عدد القصص التي روتها ألف قصة وقصة روتها في ألف ليلة

وليلة. شفي الملك بعدها وأحبته وأصبحت شهرزاد ملكته.   هكذا يتم التعريف العام بحكايات " ألف ليلة وليلة " ، أعني بشهرزاد وشهريار علي التحديد ، فالكتابة في هذه الحكايات أخذت علي عاتقها أن تقف في وجه الموجات العارمة من الكتابات التي تناهض حرية وتحرر المرأة ، فتنتصر للمرأة وقضاياها ، وتقدم نموذجا مخالفا ، نموذج يعمر بالفضائل ويغتني بالمعرفة ، فلا يري في الحب مجرد جنس خالص ، بل نهج في الحب ينطوي علي المحبة التي يتكامل فيها الحسي والمعنوي ، الجسدي والروحي ، وكما هو معلوم فقد تولدت الحكايات بسبب من الثورة التي أنتابت شهريار عندما أكتشف خيانة زوجته التي أكدتها خيانة أمرأة أخيه ، فأنتهي الأمر به إلي القول بأن المرأة في طبعها ميالة إلي الخيانة ، وإنها أصل الأثم والشر ، فكان قراره الرهيب بأن يشرع في الأنتقام من جنس المرأة ، فظل ، عند أنبلاج الصباح ، هكذا ، جراء حادثة الخيانة ، تحول إلي وحش بشع وجلاد يتغذي بدماء النساء المسكوبة كل صباح في أرجاء قصره المنيف !
شهرزاد ، وحدها ، من بين كل حاشيته ، هي من تصدت ووقفت في وجه هذا الطقس المجنون والأندفاع الحيواني لشهوات شهريار ، ولتنقذ نساء وبنات مدينتها من سيف الجلاد ... وتعرفنا الليالي بشخصية شهرزاد فنراها : قد درست وفهمت علوم العرب والعجم ، وأتقنت معارف الأولين والآخرين ، وعبرها أفرغت شهوة الجلاد في ماعون الحكمة والمعرفة ، فجعلتها تضئ إليه نفسه رويدا رويد ، ثم تسري في هم حوله ، هكذا أصبحت ناقلة للمعرفة والتنوير وضوء مشع بالحكمة والإنساني في الناس ، فعلت كل ذلك حتي أستطاعت ترويض الوحش في دواخله وهزيمته ، ثم أستبدلته بعقل يستحوذ عليه نهم للمعرفة التي تكمل  المعنوي بالحسي ، وتمزج الجسدي بالروحي  ، فيرتقي ويزدهر الوعي ، ويبتعد الموت الذي كان معلقا بسيف الجلاد ...
وفي الحكايات ، يقهر الحب الموت ، الموت الذي جاءت به الخيانة ، وينتصر الحب للحياة في وجوهها البهيجة كلها . شهرزاد ، نصيرة المرأة ورايتها العالية ، كانت جميلة في ملامحها وفي روحها ، هي الجميلة أيضا في حياتها ، تستحق منا ، تحية أجلال وتقدير في كل العصور !

ليست هناك تعليقات: