Powered By Blogger

الثلاثاء، أغسطس 07، 2018

عهد التميمي حرة، ساعديها للنضال، وجهها للحرية.



عهد التميمي حرة، ساعديها للنضال، وجهها للحرية...
---------------------------------------------------

                                       

(... هل تقبلين مُساقاً إلى السجن في كلِّ يوم
جريرَتُهُ كَلمتانِ على وَرَقٍ من لَهَب
ليضحَكَ في وجهِ حابسِهِ المستريب بقلبٍ نبيل،
حتَّى إذا قام من بَصقَةِ الدَّمِ
عادَ إلى الناس ممتلئاً كبرياءْ.
هل تقبلين؟).
                  - ديشاب -
منذ العام 2009م، درجت قرية ( النبي صالح ) في الضفة الغربية علي اجراء تظاهرات إحتجاجية جماعية لأهل القرية كل يوم جمعة. يوم 15/12/2017م، اندلعت التظاهرات علي طول القرية منددة بالإحتلال الإسرائيلي الذي أقام جدارا عازلا إلتهم أراضي واسعة من القرية لصالح مستوطنة ( حلميش ) الإسرائيلية في بيت لحم. ومن المعروف أن إسرائيل تفرض قيودا قاسية علي معظم انحاء الضفة الغربية حيث يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي محدود جدا تحف به المضايقات والغلظة في التعامل مع الفلسطينيين. في صباح ذلك اليوم من العام الماضي خرجت عهد التميمي، الشابة الفلسطينية ذات ال 16 عاما مع والدتها وعائلتها مشاركة في التظاهرة، وكان جنود الإحتلال يحيطون بالقرية وفي مواجهة المتظاهرين. رأت عهد كيف وجه أحد الجنود، من قريب جدا، رصاصة مطاطية إلي رأس أبن عمها الشاب 15 عاما فسقط مغشيا عليه. اندفعت عهد إلي الجنود أمامها، فصفعت ولكمت الجندي مطلق الرصاص ثم ركلته بقدمها بعنف وجسارة. والدتها سجلت الواقعة علي هاتفها الجوال ونشرت الفيديو مباشرة علي حسابها علي الفيسبوك في ذات اليوم، فسارعت سلطات الإحتلال إلي إعتقالها، وكانت عهد قد تم إعتقالها وأودعت السجن حيث جرت، من بعد، مشاهد محاكمتها، وظلت في السجن تقضي محكوميتها لثمانية أشهر إنتهت صباح الأحد الماضي حيث اطلق سراحها، واستقبلتها جماهير غفيرة وتوجوها ( أيقونة للكفاح وللمقاومة الفلسطينية ). وكانت اجراءات محاكمتها قد وجدت اهتماما عالميا واسعا وتنديدا باجراءات المحاكم العسكرية الإسرائيلية. وإنتشرت، علي نطاق واسع، حملات تضامن ومطالبات لإطلاق سراحها، ووقع زهاء 1.7 مليون شخص علي عريضة نشرت بالإنترنت تدعو للإفراج عنها. والجدير بالذكر أيضا، أن شرطة الحدود الإسرائيلية سبق أن اعتقلت أثنين من رسامي الجداريات الايطاليين أثناء قيامهما برسم جدارية كبيرة للمسجونة عهد التميمي علي الجدار الإسرائيلي الفاصل في بيت لحم واعتقلت معهما فلسطينيا كان برفقتهما. خرجت عهد، عالية بأعلي وأشجع ما تكون، أكثر إصرارا وقوة لمواصلة النضال إلي جانب شعبها لأجل حريته وإستقلاله ورفضا للإحتلال والعنف الذي يوجه للشعب الفلسطيني كل يوم، لقد جعلت من جسارتها وصمودها سيرة نضالية شامخة ورمزا باهرا للكفاح لأجل الحياة. وهي تغادر سجن شارون، كانت الجماهير الغفيرة تحيط بها من كل جانب رافعة شعارات قريتها الباسلة:( أخرجوا من أرضنا / هذه الأرض ليست لكم ).
هكذا، هي عهود النساء في صيرورة الثورات، هن الجسورات المناضلات، حاملات قرابين الثورة وأحلامها القادمات.

ويااا عهد،
ها نحن الآن
نذكر إسمك
نزرعه في أفق الزهر
وعلي الطرقات
علي الشرفات
نتشبث صوتك
نعرفه معرفة الجرح
الفرح..
الحزن..
الصلوات!
( الميدان ) تبارك للشعب الفلسطيني نضالاته الجسورة، ورموزه الشامخات، ولقضاياه الجليلة الإنتصار.
-------------------------------------------------------
* نشر في صحيفة ( الميدان ) الثلاثاء 31/7/2018م، العدد ( 1433 ).

ليست هناك تعليقات: