Powered By Blogger

السبت، أبريل 28، 2012

تحية مسائية ، ليست حديثا في الشعر !

نص الرسالة التى بعث بها جابر حسين مشاركا فى امسية قراءات ما بعد اناشيد الجبل لبابكر الوسيلة امس بمركز على الزين الثقافى

by Elasmaie Bashri on Friday, April 6, 2012 at 7:46pm ·
  • الأصمعي ، العزيز أنتظرت " أيميلي " ينفتح فأرسل إليك المساهمة فتعذر علي ، وها أني أرسلها إليك عبر رسالة في " الفيس " ، متمنيا أن تكون نفحة في سامر ليلكم البهيج ياصديقي !
    -----------------------------------------------------
    تحية مسائية إليكم ، ليس حديثا في الشعر !
    ---------------------------------------
    هي تحية لهذا الحضور الجميل في زمن الأحزان الكثيرة والحسرات العميقة ، وتقديرا إليهما أيضا : بابكر الوسيلة والأصمعي باشري إذ يجعلان – بجسارة المعني – ملامحهما في شعرنا الراهن ، بالعبارات والمعاني والصور والدلالات ، رؤيا مبتكرة في شعرنا ! لم أقرأ في شعرهما كثيرا ، لكنني تعرفت إلي ملامح من سمات قصيدتهما ! من قبل هذا " الربيع العربي " – وهو في الواقع " ربيعا عالميا " – كنت أقول أن الشعرية قد غدت في سيرورة تبدلاتها صوب ما تقوله وتشئ به هي بالذات في ملامحها الجديدة الطالعة . فقد بدأت انهيارات كونية وتغيرات نوعية كبيرة تطال كل جوانب حياتنا المعاصرة . وفي ظني أن بداية هذه التحولات وظهورها للملأ كانت منذ انهيار " الأتحاد السوفيتي " والكثير من دول المنظومة الأشتراكية ، أي منذ العام 1990 ... وبالطبع كانت قد سبقت ذلك الحدث الكوني الكبير أرهاصات ونبوءات وموشرات تتري وتتسع ثم تمتد إلي اطراف الدنيا بأسرها ! كنت أري " الحالة الشعرية " قد بدأت هي أيضا تتغير ، حبلي وتجترح تبدلاتها بملامح جديدة ولغة جديدة هنا وهناك . ولاسباب سياسية واقتصادية قاسية الوطء علي المشهد الثقافي الكوني والأقليمي والمحلي . عندنا كانت ملامح " التغيير " الشعري تطل علي مهل ، بخجل وبمراوغة ماكرة ! لاشك أنكم قد لاحظتم ذلك الزخم الشعري النامي الذي أخذ في الطلوع وأسموه " شعر الشباب " ، وكنت أود لو وصفوه بشعر " التغيير " فقد واكب – بصورة مدهشة – حراك الثورات بعد أن خصب إليها تربتها وجعل من وجدانها أوتارا تتغني بالثورة ! نبت في فضاءنا الشعري كالتماعات البروق وكالضوء المشع من النيازك في السماوات العلا ، نهض فينا بملامح وسمات ولغة جديدة لاتشبه سابقا عليها في شعرنا ، فبدأ غريبا ، مرهوبا وغير محتفي به في " الميديا " المدجنة بخطاب السلطة واطروحاتها اليابسة وأردية الشعرية الرسمية ، حتي أن " الحراس " هؤلاء أضحوا يجرحونها ويودون لو أغتالوها وهي في مهدها اللطيف ذاك ! هما معا ، الوسيلة والأصمعي ، من ملامح هذه الشعرية الباسلة !
    كنت قد سعدت حدا حين رأيت الأصمعي – النابه في الشعر والرؤيا – قد أنشأ في النت موقعا جليلا أسماه : " الكتابة علي هامش الجسد " ، خطوة جريئة وجسورة صوب مشروع ذو جدوي كثيرة ومطلوب بالحاح في مرحلتنا الراهنة ، مشروع يقف مناهضا في وجه التابوهات والرسميات والأشتراطات التي تعوق تحرر وانعتاق الجسد ، وجدت القصيدة في جوهر هذا المشروع ، بشعريتها التي تلامس وتخاشن المسكوتات ، تؤمي وتوشر للمستقبل ، وتعبد الدرب لهذه الناهضة كالحلم في الوعي والضمير الثقافي ! ثم أنني قد سعدت أكثر حين رأيت الوسيلة يمسك بذات الشموع ، بذات الضوء ، ويجعل من قصيدته رؤيا كاملة البهاء للمرحلة التي نعمد علي سواحلها الآن أغنيات الفرح الشعري الجديد ! هل أستطيع – والحال كذلك – أن أقول أن الوسيلة قد ألبس قصيدته لبوسها وارديتها الملونة البديعة فغدت ، هي نفسها ، تشئ بمقولات واطروحات الجسد ؟
    يقول الوسيلة في بعض شعره :
    " ... في ذكري لعينيك في اللحظة هذه ،
    أهديك نعاس الأغاني ،
    وأدعوك للموت في فمي الطازج
    في نكهة الشجن الشتائي تحت الغطاء ! "
    هل رأيتم ، أنه لن يكون أبدا موتا ، بل إنبعاثا في " نكهة الشجن " يطلع فينا يانعا من " تحت الغطاء " ، وللغطاء دلالات شتي لكنها في المعني الموحي للغة الجسد ، وذلك – أيضا – حديث العيون في النعاس الرحيم حين يجعل في الفم مذاق حامض ، لكنه عسلي و ... في الحلم الأمير ! ولكن ، من هو هذا الشاعر ليفعل كل هذا الهطول الزفافي الجميل في جسد الحبيبة ؟
    " لا أدعي أنني طيرك الغامض ،
    أنا محض خائن مؤمن بجناحين من الأغنية
    وسماء قروية !" .
    خائن هو ، لكل المفروضات والتعاليم والشروط التي سيجوا بها بيت القصيدة والإبداع ومسارات لغتها ومخيلتها الحرة ، نعم هو خائن لها جميعا تلك " المعوقات " أحجار الطريق ، وهو إذ يخون فأنه – في ذات اللحظة – يحلق عاليا باجنحة رشيقة من الأغاني في السماء التي جعلها " قروية " الملامح ، كأنه يشارك " شيللر " رؤياه :
    " حلق بجسارة فوق عصرك
    وليسطع ضوء المستقبل
    في مرآتك
    ولو بشكل خافت ! " .
    أبصره هذا الضوء عنده في إلتماعات تأخذنا من اعناقنا لقصيدته ، لأحضانها الوثيرة الناعمة . لم أعرف شاعرا عندنا رأي نار الحبيبة تحت عيونه ثم جعلها – بمحض لهيبها الرحيم ورؤياه – " تطهي فقرنا بحرارة التعانق " ... ، و " التعانق " هو لغة في الجسد ورؤيا ملموسة لفعل الحياة العفية في الناس ، في توهجه وسيلانه في اللغة ذاتها ، في دم القصيدة نفسها وفي ملامح وجهها وجسدها بالذات !
    ولكن ، أين تكون ياوسيلة ، أين موضعك ؟
    " موضعي في الكيان
    ... وشيطنة الولد !
    ... يا إلهي ،
    أنا باهظ
    ما أجمل هذه الصدفة ، كوني رجل
    في حوش البيت !.
    ما أجملك أيها الشاعر الممسك بحقيقة الحياة وجدواها ، كن أبدا و .... طوااااااالي في شيطنة الولد بالله عليك ياوسيلة وفي الكيان ، كياننا الذي هو حياتنا ووجودنا ، ثم لتظل " باهظا " و :ما رأيناك " رجلا في حوش البيت " ، فلم تعد عورة ياحبيبنا ، لا الذكورة ولا الأنوثة ، فالجسد واحد علي أية حال ، الم تقل :
    " فالرجال مليئون بالنساء المليئات بالرجال " ؟
    ما أجملهم هؤلاء الضحايا ، ضحايا جمالك ياوسيلة ، المشرقون هؤلاء
    " ومشرفون علي موجة البحر
    في ضفاف البنات " !
    قلت أنها محض تحية أقتضتها المناسبة الوسيمة هذه ... وفي المساءات والليالي الدامعات المآقي ، يكون الشعر هو عطر الحبيبة الذي يضوع و ... غناء الجسد ، وموسيقي ليلية تضئ القلوب !
    شكرا ودودا إليك صديقي الأصمعي ، وهنيئا إليك هذا الحفي بطلوع البتلات المزهرات علي تخوم الجسد ، وسلام إليك في المبدعين ياوسيلة ، وأنت العاشق في الناس ، تضم إليك الحبيبة
    وترقص
    وترقص
    وترقص ، وتغني :
    " أملي في الطيور كبير
    أن لا تعود إلي البحر
    دون جناح
    أملي في الصباح
    أن يعيد إلي العبير " !
    حتما سيعود إلينا العبير ياوسيلة !
    عموا مساءا أيها الأعزاء / العزيزات ، وإليكم من التحيات الزاكيات !

ليست هناك تعليقات: