* ملاله *
التلميذة الصغيرة ، لكأنها كانت تغني ، مع شاعرنا الكبير محجوب شريف ، ذلك الصباح ، مع زميلاتها في الفصل الدراسي ، وهم في حافلة الترحيل في الرحلة من منازلهم الفقيرة ، إلي مدرستهم :
" رك قمري طار
قيره قيره قيره
نطط الصغار
صفق الترولي
طمن ... القطار
حلقت ... وحلقت
حمامة المطار
كل طلقه ... بينا
نحن تبقي وفره
سمسما ... و" بفره "
سكرا ... وشاي
تترا سايكلين
جاي وجاي وجاي
مافي حاجه ساي
كلو عندو دين
كلو عندو راي
تكتب أنت تقرأ
تعرف السياسه
في محل حراسه
حجرة الدراسة
تمشي أنت تلقي
في الضلمه ... لمبه
ألف ضحكة حلوة
تسندك بجنبه
بي تمن طبنجه
أحسن الكمنجه
أحلي شتل منقه
أحسن الحليب " ! .
" ملاله يوسفزي " ، التلميذة الباكستانية ، ذات ال 14 عاما ، تعيش مع أسرتها في أحد ضواحي باكستان الفقيرة . تسيطر علي تلك المنطقة حركة طالبان الباكستانية ، يديرونها وفق تصوراتهم الظلامية ، ويمنعون
- بقسوة العنف الأسلاموي الفج – تعليم البنات ، بل تمادوا ، فأعلنوا في الناس " تحريمه " :
" آآآآه ...
يا أخوان " حتحوت "
الذين إستمرأوا ظلمة المستنقع
الأثم دهرا
وتمادوا ،
أوصموا الأطفال إلحادا وكفرا
هل رأيتم ،
ياقطيع الضأن يوما ،
كف عجز شوهت تاريخ أمة ؟ !" .
" ملاله " ، التلميذة النابهة ، بحليب قلبها الأبيض ، كانت تدون خواطرها المجنحات ، في كراسة مدرسية صغيرة ... تحلم – كما أي طفل برئ في مواجهة العالم – بالمستقبل ، وترسمه ، بأقلامها الملونات ، مرة وردة ، ومرة طيرا أبيض ، ومرة غماما و ... مطرا في الحقول ، وتخطط ، بحروف صغيرة متداخلة ، لكنها جميلة ، خططا كبيرة لمستقبلها ، ومستقبل بلادها " المنكوبة " بآغربة التآبين ...
عرفها العالم ، لأول وهلة ، حين بدأت ال " بي بي سي " تذيع في الناس حكاياها وخواطرها من ما دونته علي كراستها المدرسية الصغيرة ، وتكشف – بمصباح طفولتها نفسه – ما تتصوره طالبان أصلاحا أسلاميا للمجتمع ، وما تفعله بالنساء والأطفال ، تسجل ما يجري ، ثم تكتب أحلامها ! ال " بي بي سي " كانت رحيمة حين نشرت خواطرها تحت أسم مستعار ، لكن ، ال " نيو يورك تايمز " ، نشرت موضوعا كبيرا عنها ، وعرفت العالم إليها ، باسمها الحقيقي هذه المرة ! هكذا ، بإنتباهة وسيمة النية ، عرف العالم ، التلميذة النابهة ، " ملاله " ، حمامة بيضاء صغيرة ، محلق بفرح ، وتواقة للحرية ، في سماوات بلادها !
جن جنون العقل الطالباني الدموي ، وأشرأب الذئب الشرس لدم الطفلة ! بدأت حملات السعار المجنون صوب الطفلة ، أرسلوا – كعادتهم – إليها تهديدات بالقتل ، إن لم توقف " حملاتها العلمانية ، وحديثا إلي الغرب ، كل هذا الكفر " ، هكذا كانت رسائل القتلة !
صباح يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 ، والجو صحو بهيج ، والتلميذات ، في فرحهم الصباحي ، تقلهم حافلة الترحيل المدرسي في طريقم لمدرستهم ... فجأة ، كما نذير الشؤم ، أعترض أحد الطالبانيين المسلحين ، سير الحافلة ، صعد بوجهه الكالح ، ولحيته الشيطانية لكأنها تنز بالدم والكراهية ، إلي الحافلة ، مشهرا سلاحه ، كالفاجعة ، في وجوه الصغيرات ، وطلب أن تنهض " ملاله " واقفة ليراها ، وإلا فسوف يطلق النار عليهن جميعا ، وكان – علي التأكيد – سيفعلها ، ليكون القتل جماعيا ! التلميذة النابهة ، سارعت لتوها واقفة ، تجللها البراءة ، شامخة ، باسمة عالية ، كنجمة ، وبشهوة الأفتراس وشراهة القتل ، أطلق المتأسلم ، المشعوذ الكريه ، النار علي رأس الطفلة و ... كتفها ، فسقطت طفولتها مضرجة بالدم القاسي ، في ذلك الصباح ، ماتت ألف شوكة وأنكسرت ، في حقل الأسلاميات الدامي ، الملطخ ، دائما ، بالدم ورائحة الموت الحامض ...
يااااااااه ،
رصاصتان
بألف وجه للوجع والماسأة
وألف حنجرة تصرخ في وجه العالم
بألف لا ... ولا
ياوحوش الغاب والدم
لا
ياسفاكي الدماء
لا
ياقتلة الأطفال
لا ... لآ !!
" ملالة " ، نقلت في اليوم التالي إلي بريطانيا للعلاج ، يقول الأطباء في باكتان أن أحتمال الخطر علي حياتها حوالي 70% ، هي ، منذ ذلك الوقت ، في العناية الفائقة / المركزة ، غائبة عن الوعي ، فأصابة الرأس خطيرة ...
قالت طالبان : " سنعيد الكرة ، إن نجت ، فنقتلها ، إنها تنشر قيما علمانية وغربية ، ضد الأسلام " !!
ياللبشاعة ، ويالحقارة ما يقولون ! تماما ، مثلما قال يوما ، الشهيد حسن مروة : " لن ينصلح حالنا في هذا العالم ، إلا إذا أعدنا النظر والفكر ، جادين ، في هذا التراث " ، في هذا الدين كله ، الذي ، باسمه ، وتحت مظلته الفضفاضة المهترئة ، تسفك كل هذه الدماء ، كل يوم ، بل كل ساعة !
" ملالة " ، ياطفلة السلام والمحبة والنقاء ، قلوبنا ، وأمانينا ، كلها معك ، ونتمناك في الشفاء والسلامة ، يا طفلة السماء الملائكية ، في الزمان الخطأ ، والمكان الخطأ !!
التلميذة الصغيرة ، لكأنها كانت تغني ، مع شاعرنا الكبير محجوب شريف ، ذلك الصباح ، مع زميلاتها في الفصل الدراسي ، وهم في حافلة الترحيل في الرحلة من منازلهم الفقيرة ، إلي مدرستهم :
" رك قمري طار
قيره قيره قيره
نطط الصغار
صفق الترولي
طمن ... القطار
حلقت ... وحلقت
حمامة المطار
كل طلقه ... بينا
نحن تبقي وفره
سمسما ... و" بفره "
سكرا ... وشاي
تترا سايكلين
جاي وجاي وجاي
مافي حاجه ساي
كلو عندو دين
كلو عندو راي
تكتب أنت تقرأ
تعرف السياسه
في محل حراسه
حجرة الدراسة
تمشي أنت تلقي
في الضلمه ... لمبه
ألف ضحكة حلوة
تسندك بجنبه
بي تمن طبنجه
أحسن الكمنجه
أحلي شتل منقه
أحسن الحليب " ! .
" ملاله يوسفزي " ، التلميذة الباكستانية ، ذات ال 14 عاما ، تعيش مع أسرتها في أحد ضواحي باكستان الفقيرة . تسيطر علي تلك المنطقة حركة طالبان الباكستانية ، يديرونها وفق تصوراتهم الظلامية ، ويمنعون
- بقسوة العنف الأسلاموي الفج – تعليم البنات ، بل تمادوا ، فأعلنوا في الناس " تحريمه " :
" آآآآه ...
يا أخوان " حتحوت "
الذين إستمرأوا ظلمة المستنقع
الأثم دهرا
وتمادوا ،
أوصموا الأطفال إلحادا وكفرا
هل رأيتم ،
ياقطيع الضأن يوما ،
كف عجز شوهت تاريخ أمة ؟ !" .
" ملاله " ، التلميذة النابهة ، بحليب قلبها الأبيض ، كانت تدون خواطرها المجنحات ، في كراسة مدرسية صغيرة ... تحلم – كما أي طفل برئ في مواجهة العالم – بالمستقبل ، وترسمه ، بأقلامها الملونات ، مرة وردة ، ومرة طيرا أبيض ، ومرة غماما و ... مطرا في الحقول ، وتخطط ، بحروف صغيرة متداخلة ، لكنها جميلة ، خططا كبيرة لمستقبلها ، ومستقبل بلادها " المنكوبة " بآغربة التآبين ...
عرفها العالم ، لأول وهلة ، حين بدأت ال " بي بي سي " تذيع في الناس حكاياها وخواطرها من ما دونته علي كراستها المدرسية الصغيرة ، وتكشف – بمصباح طفولتها نفسه – ما تتصوره طالبان أصلاحا أسلاميا للمجتمع ، وما تفعله بالنساء والأطفال ، تسجل ما يجري ، ثم تكتب أحلامها ! ال " بي بي سي " كانت رحيمة حين نشرت خواطرها تحت أسم مستعار ، لكن ، ال " نيو يورك تايمز " ، نشرت موضوعا كبيرا عنها ، وعرفت العالم إليها ، باسمها الحقيقي هذه المرة ! هكذا ، بإنتباهة وسيمة النية ، عرف العالم ، التلميذة النابهة ، " ملاله " ، حمامة بيضاء صغيرة ، محلق بفرح ، وتواقة للحرية ، في سماوات بلادها !
جن جنون العقل الطالباني الدموي ، وأشرأب الذئب الشرس لدم الطفلة ! بدأت حملات السعار المجنون صوب الطفلة ، أرسلوا – كعادتهم – إليها تهديدات بالقتل ، إن لم توقف " حملاتها العلمانية ، وحديثا إلي الغرب ، كل هذا الكفر " ، هكذا كانت رسائل القتلة !
صباح يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 ، والجو صحو بهيج ، والتلميذات ، في فرحهم الصباحي ، تقلهم حافلة الترحيل المدرسي في طريقم لمدرستهم ... فجأة ، كما نذير الشؤم ، أعترض أحد الطالبانيين المسلحين ، سير الحافلة ، صعد بوجهه الكالح ، ولحيته الشيطانية لكأنها تنز بالدم والكراهية ، إلي الحافلة ، مشهرا سلاحه ، كالفاجعة ، في وجوه الصغيرات ، وطلب أن تنهض " ملاله " واقفة ليراها ، وإلا فسوف يطلق النار عليهن جميعا ، وكان – علي التأكيد – سيفعلها ، ليكون القتل جماعيا ! التلميذة النابهة ، سارعت لتوها واقفة ، تجللها البراءة ، شامخة ، باسمة عالية ، كنجمة ، وبشهوة الأفتراس وشراهة القتل ، أطلق المتأسلم ، المشعوذ الكريه ، النار علي رأس الطفلة و ... كتفها ، فسقطت طفولتها مضرجة بالدم القاسي ، في ذلك الصباح ، ماتت ألف شوكة وأنكسرت ، في حقل الأسلاميات الدامي ، الملطخ ، دائما ، بالدم ورائحة الموت الحامض ...
يااااااااه ،
رصاصتان
بألف وجه للوجع والماسأة
وألف حنجرة تصرخ في وجه العالم
بألف لا ... ولا
ياوحوش الغاب والدم
لا
ياسفاكي الدماء
لا
ياقتلة الأطفال
لا ... لآ !!
" ملالة " ، نقلت في اليوم التالي إلي بريطانيا للعلاج ، يقول الأطباء في باكتان أن أحتمال الخطر علي حياتها حوالي 70% ، هي ، منذ ذلك الوقت ، في العناية الفائقة / المركزة ، غائبة عن الوعي ، فأصابة الرأس خطيرة ...
قالت طالبان : " سنعيد الكرة ، إن نجت ، فنقتلها ، إنها تنشر قيما علمانية وغربية ، ضد الأسلام " !!
ياللبشاعة ، ويالحقارة ما يقولون ! تماما ، مثلما قال يوما ، الشهيد حسن مروة : " لن ينصلح حالنا في هذا العالم ، إلا إذا أعدنا النظر والفكر ، جادين ، في هذا التراث " ، في هذا الدين كله ، الذي ، باسمه ، وتحت مظلته الفضفاضة المهترئة ، تسفك كل هذه الدماء ، كل يوم ، بل كل ساعة !
" ملالة " ، ياطفلة السلام والمحبة والنقاء ، قلوبنا ، وأمانينا ، كلها معك ، ونتمناك في الشفاء والسلامة ، يا طفلة السماء الملائكية ، في الزمان الخطأ ، والمكان الخطأ !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق