ضوء شاحب :
الألواح السبعة ...
في هذه الملحمة ،: (حينما في الاعالي) ، ثمة دلالات ثقافية وفكرية قاطعة حول انساق المعتقدات، خرافات وأساطير، التي كانت تتملك اذهان البابليين في تلك الأثناء البعيدة. نستنتج ان فكرة الخليقة، كوناً وانساناً، كانت تهيمن على عقولهم وتحثهم على استشراف ما يجعل حياتهم على الارض رهناً بنظام ما ، يدخل الطمأنينة الى قلوبهم ، ويبدد قلقهم ويقلص مساحة الحيرة التي كانت تشد على اعصابهم . تروي الملحمة، في هذا المجال، وفقاً للألواح السبعة المكتشفة، ان الشخصية الرئيسية فيها، ويدعى "مردوك" ، تمكن من القضاء على منافسته الأخطر، وتدعى "تئامت" ، وبدد شمل زمرتها وأوقعهم في الاسر.ثم شطر جسدها نصفين ، خلق منهما، كما تنص على ذلك الالواح السبعة، السماء والأرض، ثم خلق الانسان من دم احد الآلهة. يلاحظ، في هذا السياق، ان الانسان، كما جاء في هذه الاسطورة، خلق من دم إله ، ممزوجاً بالطين، ويشير هذا الامر الى عنصرين اثنين يشتركان في تكوين الانسان: احدهما إلهي خالد، والثاني ، من طين فان ... وظيفة العنصر الإلهي ، ان يجعل الإنسان يشاطر الآلهة في الفهم ، كما يعبر حكيم بابل في زمن الاسكندر" بيروسس " ، ووظيفة العنصر الطيني، كما يرد في هذه الخرافة، أن يحرم الانسان من الخلود لأن الآلهة إستأثرت وحدها بالحياة، كما جاء في ملحمة "جلجامش"! وجاء في الألواح السبعة، انه لو خلق الإنسان من دم الآلهة فقط، لشاطرها الخلود والفهم في آن معاً، لكن الالهة أرادت ان يكون الموت من نصيب البشر!
هكذا ، كانت تصورات الإنسان بدائية ، في الألف الثاني قبل الميلاد ، حسبما قالت به هذه الأسطورة البابلية في ذلك الزمن السحيق . لكن الإنسان في تطور مستمر ، أبدا لم يتوقف سريان ذلك التطور في متواليات لولبية ، تصعد بالإنسانية كل يوم جديد إلي الذري العاليات من تطورها العالي !
ضوء منير...
" فيليكس باومجارنتر " ، النمساوي ذوال 43 عاما ، حقق يوم الأحد 14 أكتوبر 2012 ما يعد ، بحق ، أعجازا بشريا هائلا ، أشبه بالأساطير ، التي يصعب علي العقل الإنساني ، تصديقها ، والإطمئنان إليها ... لكن ، قفزة " فيليكس " ، حدثت واقعا شاهدناه ، مع الملايين في عالمنا علي شاشات التلفزة وعبر النت في كل أصقاع العالم في ذلك الصباح الهادئ ، الذي فضل الغمام أن ينسحب عنه ، وهدأت الرياح ، حتي لا يفسدا مشهد تلك اللحظة التاريخية النادرة في عمر البشرية وانجازاتها الباهرة .
صعد " فيليكس " عبر كبسولة معلقة في منطاد من مادة " الهيليوم " ، إلي حيث حدود الفضاء الخارجي ، خارج الكرة الأرضية ، خارج عالمنا ، بعلو 39 ألف متر ، بجملة أرتفاع 128 ألف قدم ، أي 39.014 كيلومتر ، مسجلا بذلك أعلي قفزة في تاريخ الإنسانية كله ... فعل ذلك حين قفز من ذلك العلو الهائل ، معتمدا علي جسده وحده ، دون الإستعانة بأي جهاز دفع أو محرك ... كانت قفزته ، مباشرة ، فوق صحراء نيومكسيكو الاميريكية ، بسرعة مهولة ، بلغت 1173 كم / في الساعة ، في ما يعد – حتي الآن – مأثرتان بمثابة المعجزات والأساطير : أعلي سقوط حر سجل في تاريخ الإنسان ، وفي ذات البرهة ، أعلي رحلة بمنطاد مأهول ! بلغت فترة القفزة 9.03
دقيقة ، شاهدها ملايين البشر من جميع بقاع العالم في ذات حدوثها المثير ، عبر شاشات التلفزة وعبر النت ... للعلماء ، الآن ، أن يفرحوا ، ويضيفوا إلي كتاب المعرفة ، كيفية تغلب جسم الإنسان علي الظروف الصعبة علي حافة الفضاء الكوني !
في لحظة الإنتصار بتحقيق الفكرة ، لأجل تطور الإنسانية والعلم ، في أجواء تلك اللحظات الباهرة السطوع و ... الفرح الأبيض في دواخله وقلبه الكبير ، وهو في ضحكات الإنتصار نفسها ، لحظة أحتضنه العلماء بعد هبوطه ، قال " فيليكس " : " لعل القفزة التالية ستكون من فوق سطح القمر نفسه " !
عندما عم ضوء التنوير
أرجاء الكون
وسجل " فيليكس " قفزته التاريخية
حيث عانق السموات العلا
وحلق ...
مجنحا كطائر خرافي ،
أمام الملأ
إنسحبت الآلهة ...
تاركة رحابة الملكوت كلها
للعقول النابهة ،
غدت ، هي لا سواها ،
في عالمنا ، الآلهة !
كم نجلك ، أيها القدوس ،
الإنسان ، والطائر الخرافي المجيد في السموات ، شكرا أيها العلم ، شكرا " فيليكس " العظيم ، جعلتم في سماواتنا عظمة المعرفة ... شكرا !
نكتة مظلمة ، صارخة ، كذئب مجروح ، يحتضر ، نكتة " المتأسلمين " حول قفزة " فيلكيس " ، كم أحتقرت مثل هذه العقول التي لاتزال تعيش في ظلام العصور المظلمة ، لن أذكرها النكتة ، تعرفونها ، لا شك ، فقد سمعتموها ، ومثلي ، ضحكتم من جهالتهم !.
الألواح السبعة ...
في هذه الملحمة ،: (حينما في الاعالي) ، ثمة دلالات ثقافية وفكرية قاطعة حول انساق المعتقدات، خرافات وأساطير، التي كانت تتملك اذهان البابليين في تلك الأثناء البعيدة. نستنتج ان فكرة الخليقة، كوناً وانساناً، كانت تهيمن على عقولهم وتحثهم على استشراف ما يجعل حياتهم على الارض رهناً بنظام ما ، يدخل الطمأنينة الى قلوبهم ، ويبدد قلقهم ويقلص مساحة الحيرة التي كانت تشد على اعصابهم . تروي الملحمة، في هذا المجال، وفقاً للألواح السبعة المكتشفة، ان الشخصية الرئيسية فيها، ويدعى "مردوك" ، تمكن من القضاء على منافسته الأخطر، وتدعى "تئامت" ، وبدد شمل زمرتها وأوقعهم في الاسر.ثم شطر جسدها نصفين ، خلق منهما، كما تنص على ذلك الالواح السبعة، السماء والأرض، ثم خلق الانسان من دم احد الآلهة. يلاحظ، في هذا السياق، ان الانسان، كما جاء في هذه الاسطورة، خلق من دم إله ، ممزوجاً بالطين، ويشير هذا الامر الى عنصرين اثنين يشتركان في تكوين الانسان: احدهما إلهي خالد، والثاني ، من طين فان ... وظيفة العنصر الإلهي ، ان يجعل الإنسان يشاطر الآلهة في الفهم ، كما يعبر حكيم بابل في زمن الاسكندر" بيروسس " ، ووظيفة العنصر الطيني، كما يرد في هذه الخرافة، أن يحرم الانسان من الخلود لأن الآلهة إستأثرت وحدها بالحياة، كما جاء في ملحمة "جلجامش"! وجاء في الألواح السبعة، انه لو خلق الإنسان من دم الآلهة فقط، لشاطرها الخلود والفهم في آن معاً، لكن الالهة أرادت ان يكون الموت من نصيب البشر!
هكذا ، كانت تصورات الإنسان بدائية ، في الألف الثاني قبل الميلاد ، حسبما قالت به هذه الأسطورة البابلية في ذلك الزمن السحيق . لكن الإنسان في تطور مستمر ، أبدا لم يتوقف سريان ذلك التطور في متواليات لولبية ، تصعد بالإنسانية كل يوم جديد إلي الذري العاليات من تطورها العالي !
ضوء منير...
" فيليكس باومجارنتر " ، النمساوي ذوال 43 عاما ، حقق يوم الأحد 14 أكتوبر 2012 ما يعد ، بحق ، أعجازا بشريا هائلا ، أشبه بالأساطير ، التي يصعب علي العقل الإنساني ، تصديقها ، والإطمئنان إليها ... لكن ، قفزة " فيليكس " ، حدثت واقعا شاهدناه ، مع الملايين في عالمنا علي شاشات التلفزة وعبر النت في كل أصقاع العالم في ذلك الصباح الهادئ ، الذي فضل الغمام أن ينسحب عنه ، وهدأت الرياح ، حتي لا يفسدا مشهد تلك اللحظة التاريخية النادرة في عمر البشرية وانجازاتها الباهرة .
صعد " فيليكس " عبر كبسولة معلقة في منطاد من مادة " الهيليوم " ، إلي حيث حدود الفضاء الخارجي ، خارج الكرة الأرضية ، خارج عالمنا ، بعلو 39 ألف متر ، بجملة أرتفاع 128 ألف قدم ، أي 39.014 كيلومتر ، مسجلا بذلك أعلي قفزة في تاريخ الإنسانية كله ... فعل ذلك حين قفز من ذلك العلو الهائل ، معتمدا علي جسده وحده ، دون الإستعانة بأي جهاز دفع أو محرك ... كانت قفزته ، مباشرة ، فوق صحراء نيومكسيكو الاميريكية ، بسرعة مهولة ، بلغت 1173 كم / في الساعة ، في ما يعد – حتي الآن – مأثرتان بمثابة المعجزات والأساطير : أعلي سقوط حر سجل في تاريخ الإنسان ، وفي ذات البرهة ، أعلي رحلة بمنطاد مأهول ! بلغت فترة القفزة 9.03
دقيقة ، شاهدها ملايين البشر من جميع بقاع العالم في ذات حدوثها المثير ، عبر شاشات التلفزة وعبر النت ... للعلماء ، الآن ، أن يفرحوا ، ويضيفوا إلي كتاب المعرفة ، كيفية تغلب جسم الإنسان علي الظروف الصعبة علي حافة الفضاء الكوني !
في لحظة الإنتصار بتحقيق الفكرة ، لأجل تطور الإنسانية والعلم ، في أجواء تلك اللحظات الباهرة السطوع و ... الفرح الأبيض في دواخله وقلبه الكبير ، وهو في ضحكات الإنتصار نفسها ، لحظة أحتضنه العلماء بعد هبوطه ، قال " فيليكس " : " لعل القفزة التالية ستكون من فوق سطح القمر نفسه " !
عندما عم ضوء التنوير
أرجاء الكون
وسجل " فيليكس " قفزته التاريخية
حيث عانق السموات العلا
وحلق ...
مجنحا كطائر خرافي ،
أمام الملأ
إنسحبت الآلهة ...
تاركة رحابة الملكوت كلها
للعقول النابهة ،
غدت ، هي لا سواها ،
في عالمنا ، الآلهة !
كم نجلك ، أيها القدوس ،
الإنسان ، والطائر الخرافي المجيد في السموات ، شكرا أيها العلم ، شكرا " فيليكس " العظيم ، جعلتم في سماواتنا عظمة المعرفة ... شكرا !
نكتة مظلمة ، صارخة ، كذئب مجروح ، يحتضر ، نكتة " المتأسلمين " حول قفزة " فيلكيس " ، كم أحتقرت مثل هذه العقول التي لاتزال تعيش في ظلام العصور المظلمة ، لن أذكرها النكتة ، تعرفونها ، لا شك ، فقد سمعتموها ، ومثلي ، ضحكتم من جهالتهم !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق