* الأصمعي يقرأ المساهمة وعاصم يستمع *
* التحية التي ساهمت بها في فعالية " منتدي مشافهة النص الشعري " بمركز علي الزين الثقافي بالخرطوم بحري
مساء الخميس 3/ أغسطس/ 2012 ، حول تجربة الشاعر عاصم الحزين وقراءات لنصوصه ، قرأ المساهمة
الشاعر الأصمعي باشري نيابة عني ...
--------------------------------------
تحية في بهاء مساءكم ...
إليكم ، وإلي عاصم الحزين !
----------------------------------------
يامساء الشعر .
يالهذي الليلة في فرح " الحزين " سلام .
ويا " مشافهة النص " سلام .
ويا أصمعي سليل الإضاءات سلام .
وأنتم ، أيها الأعزاء / العزيزات في خاصرة الليل الرحيم حضورا بهيا سلام .
وأنت ، ياعاصم الفرح النقي ، سلام .
إستأذنك فأستلف من فيوضاتك عبارتك الرشيقة نفسها لأقول إليك أمام محبوك :
" هاااي ...
ياصديق المسافات .
تعرف :
أنك قريب ياقريب ! " .
نقول الآن إليه سلام ، حين يقول / حين يفصح في القول / يفصح بالحب والعشق / يفصح ، وهو الحزين ، للحياة وللبلد ، للناس وللبلد ، للأصدقاء ، وللبنيات الجميلات الصبايا ، للغمام وللحمام ، لا يفعل فعلا في يومه العادي إلا ويفصح ، بالشعر الوسيم الملامح مديد الرؤيات ، خصيم القبح أينما حل !
مزدحم بالصداقات وبالصحاب : صديق المسافات / الخيانات / الريبات / الكتمانات / الهواجس / الدموع / الصراخات / العذابات / الغمامات / المطيرات / الأغنيات / الزغاريد ورقص الفاتنات / الموسيقي والنداءات / الأناشيد والرايات / الهتافات والتظاهرات / الحريات ، هنا أتوقف برهة لنقرأ لعاصم :
" فتحت السما
لقيتك هنا
ندهتك تعال
أجاب الهناك
بأنك براك .
وقفت ف ضراك
ألملم هنا
لأرحل هناك
تماما أراك وما أندهش !
أهو الضد رمي
وسادة رؤاك
إذا ما به
كلام الهنا
إذا من دماك
مشيت لي براي
كشاهي المزاج
أكيف أساي
وأكتب غناي
لبكره الهناك " ! .
ضوء المستقبل في مرآته ، علي قول شيللر ، هل ترونه ؟ يكيف حتي أساه الذي هو وجعه اليومي ورؤاه ، فيجعل منه فرحا ، علي كيفه يصنعه ولا هماه ! الآن تذكرت أنه في وقت قريب ، قريب أيضا إلي قلبه أقتبس من رواية " أصابع لوليتا " هذا النص لواسيني الأعرج ، لكأنه أحبه حين رأه بمثل حالته في بعضا من وجوهها المتنوعة ، يقول النص :
" أفكر أحيانا إذا لم تكن الكتابة عبثا مجنونا ؟ مقتنع تماما بأن حياة الإنسان أجمل من أي نص في الدنيا نكتبه أو يكتبنا ، لا يهم ! " .
ولكم أن تنظروا إلي حياته لتروا شعره ، وفي شعره سترون حياته لا ريب ! فللإبداع داخل كل مبدع بذرة مختلفة عن سواه ، ويبدو أن لا مندوحة من إختلافهم ، وهذا الحزين / الفرح مختلف ، وفي إختلافه شروق ، مسكون بالرؤيا المحرقة ، يحيا ويعيش بالشعر ، لا ، ليس إنسانا عاديا يعيش أطوار حياته كيفما أتفق له ، بل حالة شعرية تمشي بين الناس ، تنثال منه القصائد أثناء سيره في الطرقات وممرات الغمام ، يصنع طقوسه من رحم وجعه نفسه و ... الوجع العام ، وينهض في الناس صادحا برؤياه ، بالكلام الجميل الرقيق الشفيف ، أستغرب أنا ، كيف أستطاع – ثانية – أن يحافظ علي تماسكه حتي الآن ؟ فأنا ، حتي لحظتكم البهية هذه ، لست متأكدا أنه ينتمي إلي مألوف حياة الناس ... وفي هذا المقام ، أتضرع إليكم ، أن تدعونه لحياته ، لا تأخذوه من الندي إلي حياتنا الرتيبة التي نعيشها خانعين ، تقتلون منه الشعر لو تفعلون !
وهو ، قد بات الآن فاعلا في حراك وهموم مجتمعه وبيئته ، مشاركا ومساهمات بقدرات شعره في ذلك الحراك ، يكتسب بفضله المجتمع عنفونا ويتألق بالمقابل شعره وينمو ثم يحلق في فضاءات البلاد ووعي شعبنا :
" ويعني أيه سرطان
من حرقة الأشجان
ذابل في غصنو أمان
الكون ملخبط وشين
مرسوم بدون عنوان
طفل حرنان
طفل فرحان
مش مهم ...
يكتب علي الجدران :
ويعني أيه سرطان ؟ ! " .
تلك أغنية برسم المستقبل ونبالة الإنسان في دواخله ، فهو في حلمه ويقول أغنية من أجل الحياة ، ومنح أطفال السرطان عمرا أطول ، وكتب أيضا عن الشماسة وأطفال الشوارع ياعائشة حسن ، كتب عن تلك الفواجع التي نري نزيفها اليومي ثم لا نراه ، ويا ويلنا من ما نسكت عن ما نراه ، لكن الحزين أخذ ضوءه وسار به إلي تلك العتمات ، نكاد الآن نري أضواء شموعه تلتمع بها أفئدة شبابنا هنا وهناك !
ولم سيسأل عن الواقعي / الزفافي في شعره ، أين يكون ، نقرأه :
" يا حالة حب للناس
مين أوحالك إنك ماف
وفي باكر ختيت الساس
حالك مشروح بنضالك
وكل ما نقيل ونطراك
نلقاك موجود
بتسلم ...
تتكلم عن وطنك
وتأشر للصاح ! " .
أنه يتذكر الراحل نقد ويغنيه ، ولكم أن تروا ماترونه في مدلولات القصيدة ومؤشرات إيقاعها ! ويخاطبها ،
البلاد الجميلة :
" لا أقول الرحيل يناسبني
* التحية التي ساهمت بها في فعالية " منتدي مشافهة النص الشعري " بمركز علي الزين الثقافي بالخرطوم بحري
مساء الخميس 3/ أغسطس/ 2012 ، حول تجربة الشاعر عاصم الحزين وقراءات لنصوصه ، قرأ المساهمة
الشاعر الأصمعي باشري نيابة عني ...
--------------------------------------
تحية في بهاء مساءكم ...
إليكم ، وإلي عاصم الحزين !
----------------------------------------
يامساء الشعر .
يالهذي الليلة في فرح " الحزين " سلام .
ويا " مشافهة النص " سلام .
ويا أصمعي سليل الإضاءات سلام .
وأنتم ، أيها الأعزاء / العزيزات في خاصرة الليل الرحيم حضورا بهيا سلام .
وأنت ، ياعاصم الفرح النقي ، سلام .
إستأذنك فأستلف من فيوضاتك عبارتك الرشيقة نفسها لأقول إليك أمام محبوك :
" هاااي ...
ياصديق المسافات .
تعرف :
أنك قريب ياقريب ! " .
نقول الآن إليه سلام ، حين يقول / حين يفصح في القول / يفصح بالحب والعشق / يفصح ، وهو الحزين ، للحياة وللبلد ، للناس وللبلد ، للأصدقاء ، وللبنيات الجميلات الصبايا ، للغمام وللحمام ، لا يفعل فعلا في يومه العادي إلا ويفصح ، بالشعر الوسيم الملامح مديد الرؤيات ، خصيم القبح أينما حل !
مزدحم بالصداقات وبالصحاب : صديق المسافات / الخيانات / الريبات / الكتمانات / الهواجس / الدموع / الصراخات / العذابات / الغمامات / المطيرات / الأغنيات / الزغاريد ورقص الفاتنات / الموسيقي والنداءات / الأناشيد والرايات / الهتافات والتظاهرات / الحريات ، هنا أتوقف برهة لنقرأ لعاصم :
" فتحت السما
لقيتك هنا
ندهتك تعال
أجاب الهناك
بأنك براك .
وقفت ف ضراك
ألملم هنا
لأرحل هناك
تماما أراك وما أندهش !
أهو الضد رمي
وسادة رؤاك
إذا ما به
كلام الهنا
إذا من دماك
مشيت لي براي
كشاهي المزاج
أكيف أساي
وأكتب غناي
لبكره الهناك " ! .
ضوء المستقبل في مرآته ، علي قول شيللر ، هل ترونه ؟ يكيف حتي أساه الذي هو وجعه اليومي ورؤاه ، فيجعل منه فرحا ، علي كيفه يصنعه ولا هماه ! الآن تذكرت أنه في وقت قريب ، قريب أيضا إلي قلبه أقتبس من رواية " أصابع لوليتا " هذا النص لواسيني الأعرج ، لكأنه أحبه حين رأه بمثل حالته في بعضا من وجوهها المتنوعة ، يقول النص :
" أفكر أحيانا إذا لم تكن الكتابة عبثا مجنونا ؟ مقتنع تماما بأن حياة الإنسان أجمل من أي نص في الدنيا نكتبه أو يكتبنا ، لا يهم ! " .
ولكم أن تنظروا إلي حياته لتروا شعره ، وفي شعره سترون حياته لا ريب ! فللإبداع داخل كل مبدع بذرة مختلفة عن سواه ، ويبدو أن لا مندوحة من إختلافهم ، وهذا الحزين / الفرح مختلف ، وفي إختلافه شروق ، مسكون بالرؤيا المحرقة ، يحيا ويعيش بالشعر ، لا ، ليس إنسانا عاديا يعيش أطوار حياته كيفما أتفق له ، بل حالة شعرية تمشي بين الناس ، تنثال منه القصائد أثناء سيره في الطرقات وممرات الغمام ، يصنع طقوسه من رحم وجعه نفسه و ... الوجع العام ، وينهض في الناس صادحا برؤياه ، بالكلام الجميل الرقيق الشفيف ، أستغرب أنا ، كيف أستطاع – ثانية – أن يحافظ علي تماسكه حتي الآن ؟ فأنا ، حتي لحظتكم البهية هذه ، لست متأكدا أنه ينتمي إلي مألوف حياة الناس ... وفي هذا المقام ، أتضرع إليكم ، أن تدعونه لحياته ، لا تأخذوه من الندي إلي حياتنا الرتيبة التي نعيشها خانعين ، تقتلون منه الشعر لو تفعلون !
وهو ، قد بات الآن فاعلا في حراك وهموم مجتمعه وبيئته ، مشاركا ومساهمات بقدرات شعره في ذلك الحراك ، يكتسب بفضله المجتمع عنفونا ويتألق بالمقابل شعره وينمو ثم يحلق في فضاءات البلاد ووعي شعبنا :
" ويعني أيه سرطان
من حرقة الأشجان
ذابل في غصنو أمان
الكون ملخبط وشين
مرسوم بدون عنوان
طفل حرنان
طفل فرحان
مش مهم ...
يكتب علي الجدران :
ويعني أيه سرطان ؟ ! " .
تلك أغنية برسم المستقبل ونبالة الإنسان في دواخله ، فهو في حلمه ويقول أغنية من أجل الحياة ، ومنح أطفال السرطان عمرا أطول ، وكتب أيضا عن الشماسة وأطفال الشوارع ياعائشة حسن ، كتب عن تلك الفواجع التي نري نزيفها اليومي ثم لا نراه ، ويا ويلنا من ما نسكت عن ما نراه ، لكن الحزين أخذ ضوءه وسار به إلي تلك العتمات ، نكاد الآن نري أضواء شموعه تلتمع بها أفئدة شبابنا هنا وهناك !
ولم سيسأل عن الواقعي / الزفافي في شعره ، أين يكون ، نقرأه :
" يا حالة حب للناس
مين أوحالك إنك ماف
وفي باكر ختيت الساس
حالك مشروح بنضالك
وكل ما نقيل ونطراك
نلقاك موجود
بتسلم ...
تتكلم عن وطنك
وتأشر للصاح ! " .
أنه يتذكر الراحل نقد ويغنيه ، ولكم أن تروا ماترونه في مدلولات القصيدة ومؤشرات إيقاعها ! ويخاطبها ،
البلاد الجميلة :
" لا أقول الرحيل يناسبني
لأقود دمي و أغادر هذي الوسامة..
بل هيكلي يفضح الوقت
إنِّي وسيم
و يكفي لتسمعني أن تغنِّي
هي الروح ترفل في زيِّ تحليقها
و أري الاصدقاء بجانبها
يرقصون كما شاءت العاصفة
ينزفون أناقة
يكتبون علي خشب الذات
معني العلاقة بيني و بيني
يحلّون أوتاد صمتي،
و صمتي عنيد
و عيناي تخلع أذهارها النائمات
و تأوي لخدِّي
كلامُ حميمُ هو الدمع
يغتسل الله بالدمع
حين يرانا تجف البساتين في بوحنا
و البلاد نحيفة،
أنا لا أقول الرحيل يناسبني
إنّّه جسدي
"
! في مقام الطريدة .
عارف ما كفاكم ، وهو بينكم ، ينثرها في حضوركم الوسيم مزهرات !
أما في الحب ، أما في العشق فله باب ، مثل " طوق الحمامة " ، من يدخله " يتوهط " ولا يود مغادرته ،
ما حوش الحزين فسيح عاد :
" الحوش فسيح .
صحيت لقيت الحوش نضيف
شلت بوحي
دخلت جواي
شفت روحي
ضحكت مني
غسلت معناي
ضج فرحي
دا كان صحيح ! " .
وللمحبين والعشاق أقول : عليكم ببابه الفسيح " مكابدات النسمة في سهي الريح والهجير " ، فياللهنا ، يا للنهي وياللسني !
أخيرا ، أوصيكم : لا تسألوه ، هذا " الصعلوك الرحيم " عن إشتراطات للشعر وعن قواعده ، دعوه ، فهو يكسر ما يشأ له جنونه أن يكسر ، لكنه ينشئ ، في ذات الوقت ، الجديد المبتكر ، دعوه يخرب كل شئ يرغب في تخريبه ، بما في ذلك شعر رأسه وهيته ، فسيعمل لفوره في إعادة الترتيب والتصفيف ، وليكن ، فليفعلها بشئ من العبثية التي ربما لا تزال تلازمه ، هذا النحيل الجميل المختلف ، يعيد الآن إلي وجدانه توازنه ويشتغل علي المشهد كما يراه ، وهو المناكف العذب ، لا نملك حياله إلا أن نحبه ولو أطلق علينا النار ، دعوه يعشق الحياة كما يشتهيها ، فستهطل فينا قصائده كالمطر الموسمي في خريف مدرار ، لتعيد رسم المسارب وطرقات الطين ، يمشي وراء محاريث الأرض وينظر إلي الغمام ، إلي " السما الهناك " ، يحمل نايا وينتظر المطر ، رغما عما شاب حياته من بعض تعقيدات وإرباكات ، إلا إنه الآن في عشق الحياة ، في شعرية المعني بالذات ، يجرب طاقته الروحية الكامنة في أعماقه وشغاف قلبه ، يجعلها في قول الشعر ، فليجرب ويجرب ويجرب ، وسنصغي ، فنحن في صف حبيبنا درويش إذ يقول : " أن كل شئ قابل للإحتراق في إحتمالات الكتابة ، في ولادات الشعر ! ".
أراني قد أطلت إليكم ، فعذرا إليكم
وشكرا يا أصمعي ، فقد جعلتني في رحاب هذا الشاعر الجميل والإنسان النبيل ...
و ... ياعاصم الحزين :
أنا غايتو بحبك ياأخ ...
والسلام !
عارف ما كفاكم ، وهو بينكم ، ينثرها في حضوركم الوسيم مزهرات !
أما في الحب ، أما في العشق فله باب ، مثل " طوق الحمامة " ، من يدخله " يتوهط " ولا يود مغادرته ،
ما حوش الحزين فسيح عاد :
" الحوش فسيح .
صحيت لقيت الحوش نضيف
شلت بوحي
دخلت جواي
شفت روحي
ضحكت مني
غسلت معناي
ضج فرحي
دا كان صحيح ! " .
وللمحبين والعشاق أقول : عليكم ببابه الفسيح " مكابدات النسمة في سهي الريح والهجير " ، فياللهنا ، يا للنهي وياللسني !
أخيرا ، أوصيكم : لا تسألوه ، هذا " الصعلوك الرحيم " عن إشتراطات للشعر وعن قواعده ، دعوه ، فهو يكسر ما يشأ له جنونه أن يكسر ، لكنه ينشئ ، في ذات الوقت ، الجديد المبتكر ، دعوه يخرب كل شئ يرغب في تخريبه ، بما في ذلك شعر رأسه وهيته ، فسيعمل لفوره في إعادة الترتيب والتصفيف ، وليكن ، فليفعلها بشئ من العبثية التي ربما لا تزال تلازمه ، هذا النحيل الجميل المختلف ، يعيد الآن إلي وجدانه توازنه ويشتغل علي المشهد كما يراه ، وهو المناكف العذب ، لا نملك حياله إلا أن نحبه ولو أطلق علينا النار ، دعوه يعشق الحياة كما يشتهيها ، فستهطل فينا قصائده كالمطر الموسمي في خريف مدرار ، لتعيد رسم المسارب وطرقات الطين ، يمشي وراء محاريث الأرض وينظر إلي الغمام ، إلي " السما الهناك " ، يحمل نايا وينتظر المطر ، رغما عما شاب حياته من بعض تعقيدات وإرباكات ، إلا إنه الآن في عشق الحياة ، في شعرية المعني بالذات ، يجرب طاقته الروحية الكامنة في أعماقه وشغاف قلبه ، يجعلها في قول الشعر ، فليجرب ويجرب ويجرب ، وسنصغي ، فنحن في صف حبيبنا درويش إذ يقول : " أن كل شئ قابل للإحتراق في إحتمالات الكتابة ، في ولادات الشعر ! ".
أراني قد أطلت إليكم ، فعذرا إليكم
وشكرا يا أصمعي ، فقد جعلتني في رحاب هذا الشاعر الجميل والإنسان النبيل ...
و ... ياعاصم الحزين :
أنا غايتو بحبك ياأخ ...
والسلام !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق