نص من زمن الوجع !
--------------------
القصر كأنه هذيانا في خلاء ممرور ، هشا من الرمال ، مشيدا من قبل آخرين ، ومسكونا ، بإستسلام ، بواسطته . يبدوا للكاميرا ، عادة ، كئيبا ، مستغرقا في نعاس خاسر ، لكنه
– أيضا – يبدوا كأنه مسكونا ببشارة ونبوءات منذرة وجارحة . أكان يفكر فيك ، أنت الأخير الهش ، المهجور أبدا بين يدي النساء ؟ بالزوجة الطيعة / اللينة التي تقاسمت وزوجها سنوات غير مجدية من المحبة الدبقة وجملة من الأكاذيب ؟ أم بآلهات تعرفها وتستكين إليها ، بعيدات وصامتات ، غائبات و ... " إشكاليات " ؟ كان موتا مثل العدم ، عبثيا ، كموت جميع أفراد الشعب ، من أنتصر علي من ، ومن يقدر أن يتباهي بهذا النصر الفج، قاتل الأطفال ؟ وإنك لتتخيل ، بدقة بطيئة ومريعة ، وقع خطواته في الأزقة والشوارع وأمام أبواب ونوافذ البيوت ، وفنجان القهوة المحتسي بجرعات حذرة مريبة ، وأحكام الطغاة الصغار قبل الكبار " العادلون يدفعون الثمن قبل الأشرار " ، وخروجه محاطا بالسلاح والشتائم يطلقها الجمهور ، لكنه – وحده وهو الوحيد – عاريا ظل يصرخ في الملأ :
مدي يديك إلي المراسي النائيات جميعها ،
لمي أثواب عرسك
التي حملت صغارك في سواد الموج
ربيهم ،
أعديهم ليوم آت ...
أنزعي السحر والألغاز عنهم ،
عريهم ...
وأجمعيهم مثلما جمعت يداك
الزعتر البري في الصبح البهيج
ومثلما علمت إبرتك الصغيرة
أن تلملم شارد الألوان من أطراف ثوبك .
مثلما أجتمعت علامات القيامة
بين كفك والأصابع ،
وهي ترمي وجدها في مقلع الصوان
ثم تهز أكتاف الشوارع
وهي تمضي
وهي تركض ...
وهي تصرخ
أو تثور
مدي يديك إلي المراسي النائيات جميعها ،
لمي أثواب عرسك
التي حملت صغارك في سواد الموج
ربيهم ،
أعديهم ليوم آت ...
أنزعي السحر والألغاز عنهم ،
عريهم ...
وأجمعيهم مثلما جمعت يداك
الزعتر البري في الصبح البهيج
ومثلما علمت إبرتك الصغيرة
أن تلملم شارد الألوان من أطراف ثوبك .
مثلما أجتمعت علامات القيامة
بين كفك والأصابع ،
وهي ترمي وجدها في مقلع الصوان
ثم تهز أكتاف الشوارع
وهي تمضي
وهي تركض ...
وهي تصرخ
أو تثور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق