جورج حاوي، في ذكري إغتياله.
يقتلونهم لأنهم يحبون الوطن!
---------------------------
( طال إرتحالك ما عودتنا سفرا
أبا المساكين فأرجع نحن ننتظر! ).
( نحن قضية تعددت الأيدي، والهدف واحد، نحن لسنا مخيما، ولا طائفة، ولا منطقة جغرافية، ولا موقعا عسكريا. نحن قضية، وقضيتنا ليست قضية حزب فقط، إنها قضية كل الوطنيين، قضية الوطن، قضية الأمة. ولم نكن في دفاعنا عن أنفسنا ندافع عن حزب، بل عن هذه القضية كما نفهم، ونعيش. ..).
كانت هذه بعض كلماته في تشييع رفيقه الشيوعي الشهيد حسين مروة. جورج حاوي، مسيحي أرثوذكسي ذو أصول يونانية، يعتبر أحد أهم وجوه اليسار اللبناني منذ السبعينات. ولد حاوي ( 5 نوفمبر1938م/ 21 يونيو 2005م ) في بتغرين في المتن الشمالي شرق بيروت. والده أنيس حاوي ... ووالدته نور نوفل ... ، وتزوج من الدكتورة سوسي مادايان الأبنة النابهة لأرتين ماديان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني مطلع العشرينات. التحق حاوي بالحزب الشيوعي اللبناني مطلع العام 1955م، وخاض كل نشاطات وفعاليات ونضالات الحزب، رؤياه السياسية والحزبية تقود خطاه الواثقات في الحياة، في مقدمة الحراك الجماهيري وسط الطلاب والعمال، وتبوأ مواضع قيادية فيهما وفي سكرتارية اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي. حاوي ظل، علي طول حراكه الجماهيري، كثير التعرض للإعتقال والسجن: اعتقل وسجن عام 1964م بسبب مشاركته ودعمه لإضراب عمال مصانع الريجي مع رفيقه جورج البطل، وفي 23 أبريل 1969م اعتقل وسجن مع قادة القوي الوطنية في التظاهرات الشهيرة تأييدا للقضية الفلسطينية والمقاومة، وفي 1970م اعتقل بتهمة تعرضه وتحريضه للجيش!
يقتلونهم لأنهم يحبون الوطن!
---------------------------
( طال إرتحالك ما عودتنا سفرا
أبا المساكين فأرجع نحن ننتظر! ).
( نحن قضية تعددت الأيدي، والهدف واحد، نحن لسنا مخيما، ولا طائفة، ولا منطقة جغرافية، ولا موقعا عسكريا. نحن قضية، وقضيتنا ليست قضية حزب فقط، إنها قضية كل الوطنيين، قضية الوطن، قضية الأمة. ولم نكن في دفاعنا عن أنفسنا ندافع عن حزب، بل عن هذه القضية كما نفهم، ونعيش. ..).
كانت هذه بعض كلماته في تشييع رفيقه الشيوعي الشهيد حسين مروة. جورج حاوي، مسيحي أرثوذكسي ذو أصول يونانية، يعتبر أحد أهم وجوه اليسار اللبناني منذ السبعينات. ولد حاوي ( 5 نوفمبر1938م/ 21 يونيو 2005م ) في بتغرين في المتن الشمالي شرق بيروت. والده أنيس حاوي ... ووالدته نور نوفل ... ، وتزوج من الدكتورة سوسي مادايان الأبنة النابهة لأرتين ماديان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني مطلع العشرينات. التحق حاوي بالحزب الشيوعي اللبناني مطلع العام 1955م، وخاض كل نشاطات وفعاليات ونضالات الحزب، رؤياه السياسية والحزبية تقود خطاه الواثقات في الحياة، في مقدمة الحراك الجماهيري وسط الطلاب والعمال، وتبوأ مواضع قيادية فيهما وفي سكرتارية اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي. حاوي ظل، علي طول حراكه الجماهيري، كثير التعرض للإعتقال والسجن: اعتقل وسجن عام 1964م بسبب مشاركته ودعمه لإضراب عمال مصانع الريجي مع رفيقه جورج البطل، وفي 23 أبريل 1969م اعتقل وسجن مع قادة القوي الوطنية في التظاهرات الشهيرة تأييدا للقضية الفلسطينية والمقاومة، وفي 1970م اعتقل بتهمة تعرضه وتحريضه للجيش!
انتخب اواخر العام
1964م عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني. وكان اصغر اعضائها سناً. ولم
يلبث ان اصبح عضواً في المكتب السياسي وعضواً في السكريتاريا في العام 1966م.
انتخب اميناً عاماً
مساعداً في اواسط السبعينات، ثم اميناً عاماً في المؤتمر الرابع عام 1979م خلفاً لنقولا
الشاوي. وكان ثاني امين عام للحزب بعد انفصاله عن الحزب الشيوعي السوري ـ اللبناني.
وظل في منصبه حتى العام 1993م، حيث انتخب رئيساً للمجلس الوطني للحزب في العام
1999م. وظل في هذا الموقع حتى اواخر العام 2000م، وكان أحد ابرز قادة الحركة الوطنية.
إلى جانب الزعيم الراحل كمال جنبلاط. وانتخب نائباً لرئيس المجلس السياسي للحركة الوطنية.
وفي مواجهة احتلال
الجيش الإسرائيلي لبيروت صيف العام 1982م اعلن مع (الامين العام لمنظمة العمل الشيوعي)
محسن إبراهيم اطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية . تلك المبادرة الوطنية
الكبيرة ذات الدلالات في المشهد السياسي اللبناني، وأعدها شخصيا، من حيث التكتيك
المرحلي، شبيهة بالمبادرة التي اطلقها ويقودها الحزب الشيوعي السوداني بهدف تجميع
وتوحيد قوي المعارضة في جبهة واحدة، متماسكة وقوية، تقود معارك اسقاط نظام الإنقاذ
وإحلال الديمقراطية والسلام. خلال الحرب اللبنانية ما بين عامي 1975م/ 1976م، عمل،
إلي جانب كمال جنبلاط ومحسن إبراهيم، علي تشكيل الثلاثي الأساسي في تركيبة المجلس
السياسي للحركة الوطنية اللبنانية. وفي العام 1982م اصدر مع محسن إبراهيم الأمين
العام لمنظمة العمل الشيوعي البيان الأول ( الذي حرره بيده ) لجبهة المقاومة
الوطنية اللبنانية. في 1991م اطلق مبادرته الشهيرة للمصالحة الوطنية عبر زيارات
سجلها لكافة اقطاب القوي السياسية، ثم عمل، بتصميم وبمثابرة ذكية، لتظيم وإقامة
مؤتمر وطني للحوار، ثم كانت أخر مبادراته في هذا الشأن في أبريل 2004م حيث اطلق
حركة سياسية جديدة تحت أسم (التجمع اليساري للإستقلال والتقدم ). وفي واقعنا
السياسي السوداني، نحتاج، بإلحاح وضرورة، لدراسة وتأمل أفكار وتجارب التحالفات
والرؤي الجديدة حولها، مثل تلك التي اطلقها حاوي وكريم مروه وغيرهما، تماما مثلما
نحتاج للنظر في قضية التحالفات عبر تجارب الحزب الشيوعي السوداني عبر تاريخه، ثم
ننظرها أيضا في رؤي وافكار الشهيد عبد الخالق محجوب، وقد أعدها د. صدقي كبلو ورقة
كاملة ستنشر في كتاب مآثر عبد الخالق محجوب المرتقب.
كان الشارع
اللبناني، تلك الأيام، من عام 2005م، يعاني
من جملة اغتيالات اجتاحت لبنان في الآونة الأخيرة ، وجلها اتهمت فيها الدول المحيطة
للبنان ، وبالتحديد إسرائيل و سوريا. وعم القلق والتخوف من حدوث اعمال عنف بعد
النجاح الكبيرالذي كان ثمرة تحالفات مثمرة حزبية معارضة للنظام السوري وتدخله في
الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أيام معدودات من جريمة الإغتيال. وسبق أن أتهم
حاوي علانية رفعت الأسد بالضلوع في إغتيال رفيق الحريري وطالب بالتحقيق ومحاكمة
القتلة.,وكان حاوي في سيارته قرب منزله في
حي وطى المصيطبة عندما وقع الانفجار صباح يوم الثلاثاء 21 يونيو 2005م عند الساعة العاشرة
بالتوقيت المحلي (7.00 بتوقيت غرينتش)، وجري التفجير بقنبلة ممغنطة يتحكم بها عند
بعد، وضعت تحت المقعد الأمامي الذي يجلس عليه حاوي بجوار سائقه الذي قتل أيضا في
الإنفجار. لقد خشي النظام السوري ذلك الحراك الجماهيري وأرعبه انتصاراته، فلم
يحتمل أن يري حاوي حيا، فاعلا ومناضلا جسورا ضد وجوده وممارساته في لبنان، ورأه في
مقدمة الجماهير ومن أشجع قادة الرأي والمقاومة، كاشفا سوءات وجرائم النظام السوري،
ليس من أحد غيره كان يخطط لتغييب حاوي عن ساحة النضال. وكان حاوي قد قام بخطوات
جريئة تخطي فيها الخطوط الحمراء في شأن الموقف من سوريا وحلفائها، خاصة بعد إغتيال
الحريري حيث أصبح حاوي وسمير قصير والياس عطا الله، عبر الحزب الشيوعي واليسار
الديمقراطي، من أشد المعارضين لسياسات النظام السوري في لبنان، وتوقيت إغتياله
نفسه يدل علي قاتله، حيث إغتيل بعد يومين فقط من إعلان نتائج الإنتخابات التي كسب
جولاتها الحريري والشيوعي الياس عطا الله. كان حاوي يقول لمن ينصحونه بإتخاذ
تدابير لحمايته الشخصية:( لا تقلقوا يا رفاق، لا أحد يريد أن يقتل جورج حاوي)! خاب
ظنه هذه المرة، فقد كان قرار تصفيته قد إتخذ وتقرر التنفيذ! صحيح، نجحت خطة
إغتياله، لكن بقي تراثه الفكري والعملي وسيرة نضاله شعلة وعي وحياة لا تنطفئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق